الباحث القرآني

(p-154)سُورَةُ يُوسُفَ مَكِّيَّةٌ وآيُها مِائَةٌ وإحْدى عَشْرَةَ آيَةً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿الر تِلْكَ آياتُ الكِتابِ المُبِينِ﴾ تِلْكَ إشارَةٌ إلى آياتِ السُّورَةِ وهي المُرادُ بِـ ﴿الكِتابِ﴾، أيْ تِلْكَ الآياتُ آياتُ السُّورَةِ الظّاهِرِ أمْرُها في الإعْجازِ أوِ الواضِحَةِ مَعانِيها، أوِ المُبِينَةِ لِمَن تَدَبَّرَها أنَّها مِن عِنْدِ اللَّهِ، أوْ لِلْيَهُودِ ما سَألُوا إذْ رُوِيَ أنَّ عُلَماءَهم قالُوا لِكُبَراءِ المُشْرِكِينَ سَلُوا مُحَمَّدًا لِمَ انْتَقَلَ آلُ يَعْقُوبَ مِنَ الشّامِ إلى مِصْرَ وعَنْ قِصَّةِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَنَزَلَتْ: ﴿إنّا أنْزَلْناهُ﴾ أيِ الكِتابَ. ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ سَمّى البَعْضَ قُرْآنًا لِأنَّهُ في الأصْلِ اسْمُ جِنْسٍ يَقَعُ عَلى الكُلِّ والبَعْضِ وصارَ عَلَمًا لِلْكُلِّ بِالغَلَبَةِ، ونَصْبُهُ عَلى الحالِ وهو في نَفْسِهِ إمّا تَوْطِئَةٌ لِلْحالِ الَّتِي هي ﴿عَرَبِيًّا﴾ أوْ حالٌ لِأنَّهُ مَصْدَرٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ، و ﴿عَرَبِيًّا﴾ صِفَةٌ لَهُ أوْ حالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِيهِ أوْ حالٌ بَعْدَ حالٍ وفي كُلِّ ذَلِكَ خِلافٌ. ﴿لَعَلَّكم تَعْقِلُونَ﴾ عِلَّةٌ لِإنْزالِهِ بِهَذِهِ الصِّفَةِ أيْ أنْزَلْناهُ مَجْمُوعًا أوْ مَقْرُوءًا بِلُغَتِكم كَيْ تَفْهَمُوهُ وتُحِيطُوا بِمَعانِيهِ، أوْ تَسْتَعْمِلُوا فِيهِ عُقُولَكم فَتَعْلَمُوا أنَّ اقْتِصاصَهُ كَذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَتَعَلَّمِ القَصَصَ مُعْجِزٌ لا يُتَصَوَّرُ إلّا بِالإيحاءِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب