الباحث القرآني

﴿مِن شَرِّ الوَسْواسِ﴾ أيِ الوَسْوَسَةِ كالزِّلْزالِ بِمَعْنى الزَّلْزَلَةِ، وأمّا المَصْدَرُ فَبِالكَسْرِ كالزِّلْزالِ، والمُرادُ بِهِ المُوَسْوِسَ وسُمِّيَ بِفِعْلِهِ مُبالَغَةً. ﴿الخَنّاسِ﴾ الَّذِي عادَتْهُ أنْ يَخْنِسَ أيْ يَتَأخَّرَ إذا ذَكَرَ الإنْسانُ رَبَّهُ. ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النّاسِ﴾ إذا غَفَلُوا عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ، وذَلِكَ كالقُوَّةِ الوَهْمِيَّةِ، فَإنَّها تُساعِدُ العَقْلَ في المُقَدِّماتِ، فَإذا آلَ الأمْرُ إلى النَّتِيجَةِ خَنِسَتْ وأخَذَتْ تُوَسْوِسُهُ وتُشَكِّكُهُ، ومَحَلُّ الَّذِي الجَرُّ عَلى الصِّفَةِ أوِ النَّصْبُ أوِ الرَّفْعُ عَلى الذَّمِّ. ﴿مِنَ الجِنَّةِ والنّاسِ﴾ بَيانٌ لِ الوَسْواسِ، أوْ لِلَّذِي أوْ مُتَعَلِّقٌ بِ يُوَسْوِسُ أيْ يُوَسْوِسُ في صُدُورِهِمْ مِن جِهَةِ الجِنَّةِ والنّاسِ. وقِيلَ: بَيانٌ لِ النّاسِ عَلى أنَّ المُرادَ بِهِ ما يَعُمُّ الثَّقَلَيْنِ، وفِيهِ تَعَسُّفٌ إلّا أنْ يُرادَ بِهِ النّاسِي كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدّاعِ﴾ فَإنَّ نِسْيانَ حَقِّ اللَّهِ تَعالى يَعُمُّ الثَّقَلَيْنِ. عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «مَن قَرَأ المُعَوِّذَتَيْنِ فَكَأنَّما قَرَأ الكُتُبَ الَّتِي أنْزَلَها اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى».» قالَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعالى: وقَدِ اتَّفَقَ إتْمامُ تَعْلِيقِ سَوادِ هَذا الكِتابِ المُنْطَوِي عَلى فَرائِدِ فَوائِدِ ذَوِي الألْبابِ، المُشْتَمِلِ عَلى خُلاصَةِ أقْوالِ أكابِرِ الأئِمَّةِ وصَفْوَةِ آراءِ أعْلامِ الأُمَّةِ، في تَفْسِيرِ القُرْآنِ وتَحْقِيقِ مَعانِيهِ، والكَشْفِ عَنْ عَوِيصاتِ ألْفاظِهِ ومُعْجِزاتِ مَبانِيهِ، مَعَ الإيجازِ الخالِي عَنِ الإخْلالِ، والتَّلْخِيصِ العارِي عَنِ (p-351)الإضْلالِ، المَوْسُومِ بِـ "أنْوارِ التَّنْزِيلِ وأسْرارِ التَّأْوِيلِ" وأسْألُ اللَّهَ تَعالى أنْ يُتَمِّمَ نَفْعَهُ لِلطُّلّابِ ولا يُخْلِيَ سَعْيَ مَن يَتْعَبُ فِيهِ مِنَ الأجْرِ والثَّوابِ، ويَخْتِمَ كُلَّ خاتِمَةِ امْرِئٍ يَؤُمُّهُ بِتَمْحِيصٍ عَنِ الآثامِ ويُبَلِّغَنِي أعْلى مَنازِلِ دارِ السَّلامِ، في جِوارِ العِلِّيِّينَ مِنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصّالِحِينَ، وحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا وهو سُبْحانَهُ حَقِيقٌ بِأنْ يُحَقِّقَ رَجاءَ الرّاجِينَ تَحْقِيقًا، والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ وأتْباعِهِمْ أجْمَعِينَ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب