الباحث القرآني

﴿فاليَوْمَ نُنَجِّيكَ﴾ نُنْقِذُكَ مِمّا وقَعَ فِيهِ قَوْمُكَ مِن قَعْرِ البَحْرِ ونَجْعَلُكَ طافِيًا، أوْ نُلْقِيكَ عَلى نَجْوَةٍ مِنَ الأرْضِ لِيَراكَ بَنُو إسْرائِيلَ. وقَرَأ يَعْقُوبُ (نُنَجِّيكَ) مَن أنْجى، وقُرِئَ « نُنْحِيكَ» بِالحاءِ أيْ نُلْقِيكَ بِناحِيَةٍ مِنَ السّاحِلِ. ﴿بِبَدَنِكَ﴾ في مَوْضِعِ الحالِ أيْ بِبَدَنِكَ عارِيًا عَنِ الرُّوحِ، أوْ كامِلًا سَوِّيًا أوْ عُرْيانًا مِن غَيْرِ لِباسٍ. أوْ بِدِرْعِكَ وكانَتْ لَهُ دِرْعً مِن ذَهَبٍ يُعْرَفُ بِها. وقُرِئَ « بِأبْدانِكَ» أيْ بِأجْزاءِ البَدَنِ كُلِّها كَقَوْلِهِمْ هَوى بِإجْرامِهِ أوْ بِدُرُوعَكَ كَأنَّهُ كانَ مُظاهِرًا بَيْنَها. ﴿لِتَكُونَ لِمَن خَلْفَكَ آيَةً﴾ لِمَن وراءَكَ عَلّامَةٌ وهم بَنُو إسْرائِيلَ إذْ كانَ في نُفُوسِهِمْ مَن عَظَمَتِهِ ما خُيِّلَ إلَيْهِمْ أنَّهُ لا يَهْلَكْ، حَتّى كَذَّبُوا مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ أخْبَرَهم بِغَرَقِهِ إلى أنْ عايَنُوهُ مَطْرُحًَا عَلى مُمَرِّهَمْ مِنَ السّاحِلِ، أوْ لِمَن يَأْتِي بَعْدَكَ مِنَ القُرُونِ إذا سَمِعُوا مَآلَ أمْرِكَ مِمَّنْ شاهَدَكَ عِبْرَةً ونَكالًا عَنِ الطُّغْيانِ، أوْ حُجَّةً تَدُلُّهم عَلى أنَّ الإنْسانَ عَلى ما كانَ عَلَيْهِ مِن عِظَمِ الشَّأْنِ وكِبْرِياءِ المُلْكِ مَمْلُوكٌ مَقْهُورٌ بَعِيدٌ عَنْ مَظانِّ الرُّبُوبِيَّةِ. وقُرِئَ « لِمَن خَلَقَكَ» أيْ لِخالِقِكَ آيَةٌ أيْ كَسائِرِ الآياتِ فَإنَّ إفْرادَهُ إيّاكَ بِالإلْقاءِ إلى السّاحِلِ دَلِيلٌ عَلى أنَّهُ تَعَمَّدَ مِنهُ لِكَشْفِ تَزْوِيرِكَ وإماطَةِ الشُّبْهَةِ في أمْرِكَ. وذَلِكَ دَلِيلٌ عَلى كَمالِ قُدْرَتِهِ وعِلْمِهِ وإرادَتِهِ، وهَذا الوَجْهُ أيْضًا مُحْتَمَلٌ عَلى المَشْهُورِ. ﴿وَإنَّ كَثِيرًا مِنَ النّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ﴾ لا يَتَفَكَّرُونَ فِيها ولا يَعْتَبِرُونَ بِها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب