الباحث القرآني

﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهم بِإيمانِهِمْ﴾ بِسَبَبِ إيمانِهِمْ إلى سُلُوكِ سَبِيلٍ يُؤَدِّي إلى الجَنَّةِ، أوْ لِإدْراكِ الحَقائِقِ كَما قالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ «مَن عَمِلَ بِما عَلِمَ ورَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ ما لَمْ يَعْلَمْ» . أوْ لِما يُرِيدُونَهُ في الجَنَّةِ، ومَفْهُومُ التَّرْتِيبِ وإنْ دَلَّ عَلى أنَّ سَبَبَ الهِدايَةِ هو الإيمانُ والعَمَلُ الصّالِحُ لَكِنْ دَلَّ مَنطُوقُ قَوْلِهِ: ﴿بِإيمانِهِمْ﴾ عَلى اسْتِقْلالِ الإيمانِ بِالسَّبَبِيَّةِ وأنَّ العَمَلَ الصّالِحَ كالتَّتِمَّةِ والرَّدِيفِ لَهُ. ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنْهارُ﴾ اسْتِئْنافٌ أوْ خَبَرٌ ثانٍ أوْ حالٌ مِنَ الضَّمِيرِ المَنصُوبِ عَلى المَعْنى الأخِيرِ، وقَوْلُهُ: ﴿فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ﴾ خَبَرٌ أوْ حالٌ أُخْرى مِنهُ، أوْ مِنَ الأنْهارِ أوْ مُتَعَلِّقٌ بِـ ﴿تَجْرِي﴾ أوْ بِيَهْدِي. ﴿دَعْواهم فِيها﴾ أيْ دُعاؤُهم. ﴿سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ﴾ اللَّهُمَّ إنّا نُسَبِّحُكَ تَسْبِيحًا. ﴿وَتَحِيَّتُهُمْ﴾ ما يُحَيِّي بِهِ بَعْضُهم بَعْضًا، أوْ تَحِيَّةُ المَلائِكَةِ إيّاهم. ﴿فِيها سَلامٌ وآخِرُ دَعْواهُمْ﴾ وآخِرُ دُعائِهِمْ. ﴿أنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾ أيْ أنْ يَقُولُوا ذَلِكَ، ولَعَلَّ المَعْنى أنَّهم إذا دَخَلُوا الجَنَّةَ وعايَنُوا عَظَمَةَ اللَّهِ وكِبْرِياءَهُ مَجَّدُوهُ ونَعَتُوهُ بِنُعُوتِ الجَلالِ، ثُمَّ حَيّاهُمُ المَلائِكَةُ بِالسَّلامَةِ عَنِ الآفاتِ والفَوْزِ بِأصْنافِ الكَراماتِ أوِ اللَّهُ تَعالى فَحَمِدُوهُ وأثْنَوْا عَلَيْهِ بِصِفاتِ الإكْرامِ، و (أنْ) هي المُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ وقَدْ قُرِئَ بِها وبِنَصْبِ « الحَمْدُ» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب