الباحث القرآني

﴿قُلْ أرَأيْتُمْ ما أنْزَلَ اللَّهُ لَكم مِن رِزْقٍ﴾ جُعِلَ الرِّزْقُ مُنَزَّلًا لِأنَّهُ مُقَدَّرٌ في السَّماءِ مُحَصَّلٌ بِأسْبابٍ مِنها، وما في مَوْضِعِ النَّصْبِ بِـ ﴿أنْزَلَ﴾ أوْ بِـ ﴿أرَأيْتُمْ﴾ فَإنَّهُ بِمَعْنى أخْبِرُونِي، ولَكم دَلَّ عَلى أنَّ المُرادَ مِنهُ ما حَلَّ ولِذَلِكَ وبَّخَ عَلى التَّبْعِيضِ فَقالَ: ﴿فَجَعَلْتُمْ مِنهُ حَرامًا وحَلالا﴾ مِثْلَ: ﴿هَذِهِ أنْعامٌ وحَرْثٌ حِجْرٌ﴾ [وَعِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى] ﴿ما في بُطُونِ هَذِهِ الأنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا ومُحَرَّمٌ عَلى أزْواجِنا﴾ ﴿قُلْ آللَّهُ أذِنَ لَكُمْ﴾ في التَّحْرِيمِ والتَّحْلِيلِ فَتَقُولُونَ ذَلِكَ بِحُكْمِهِ. ﴿أمْ عَلى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾ في نِسْبَةِ ذَلِكَ إلَيْهِ ويَجُوزُ أنْ تَكُونَ المُنْفَصِلَةُ مُتَّصِلَةً بِـ ﴿أرَأيْتُمْ﴾ وقُلْ مُكَرَّرٌ لِلتَّأْكِيدِ وأنْ يَكُونَ الِاسْتِفْهامُ لِلْإنْكارِ، و ﴿أمْ﴾ مُنْقَطِعَةٌ ومَعْنى الهَمْزَةِ فِيها تَقْرِيرٌ لِافْتِرائِهِمْ عَلى اللَّهِ. ﴿وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلى اللَّهِ الكَذِبَ﴾ أيُّ شَيْءٍ ظَنُّهم. ﴿يَوْمَ القِيامَةِ﴾ أيَحْسَبُونَ أنْ لا يُجازَوْا عَلَيْهِ، وهو مَنصُوبٌ بِالظَّنِّ ويَدُلُّ عَلَيْهِ أنَّهُ قُرِئَ بِلَفْظِ الماضِي لِأنَّهُ كائِنٌ، وفي إبْهامِ الوَعِيدِ تَهْدِيدٌ عَظِيمٌ ﴿إنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلى النّاسِ﴾ حَيْثُ أنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِالعَقْلِ وهَداهم بِإرْسالِ الرُّسُلِ وإنْزالِ الكُتُبِ. ﴿وَلَكِنَّ أكْثَرَهم لا يَشْكُرُونَ﴾ هَذِهِ النِّعْمَةَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب