الباحث القرآني

﴿إلَيْهِ مَرْجِعُكم جَمِيعًا﴾ بِالمَوْتِ أوِ النُّشُورِ لا إلى غَيْرِهِ فاسْتَعِدُّوا لِلِقائِهِ. ﴿وَعْدَ اللَّهِ﴾ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِنَفْسِهِ لِأنَّ قَوْلَهُ ﴿إلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ﴾ وعْدٌ مِنَ اللَّهِ. ﴿حَقًّا﴾ مَصْدَرٌ آخَرُ مُؤَكِّدٌ لِغَيْرِهِ وهو ما دَلَّ عَلَيْهِ ﴿وَعْدَ اللَّهِ﴾ . ﴿إنَّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ بَعْدَ بَدْئِهِ وإهْلاكِهِ. ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ بِالقِسْطِ﴾ أيْ بِعَدْلِهِ أوْ بِعَدالَتِهِمْ وقِيامِهِمْ عَلى العَدْلِ في أُمُورِهِمْ أوْ بِإيمانِهِمْ لِأنَّهُ العَدْلُ القَوِيمُ كَما أنَّ الشِّرْكَ ظُلْمٌ عَظِيمٌ وهو الأوْجَهُ لِمُقابَلَةِ قَوْلِهِ: ﴿والَّذِينَ كَفَرُوا لَهم شَرابٌ مِن حَمِيمٍ وعَذابٌ ألِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ﴾ فَإنَّ مَعْناهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِشَرابٍ مِن حَمِيمٍ ﴿وَعَذابٌ ألِيمٌ﴾ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ، لَكِنَّهُ غَيَّرَ النَّظْمَ لِلْمُبالَغَةِ في اسْتِحْقاقِهِمْ لِلْعِقابِ والتَّنْبِيهِ عَلى أنَّ المَقْصُودَ بِالذّاتِ مِنَ الإبْداءِ والإعادَةِ هو الإثابَةُ والعِقابُ واقِعٌ بِالعَرَضِ، وأنَّهُ تَعالى يَتَوَلّى إثابَةَ المُؤْمِنِينَ بِما يَلِيقُ بِلُطْفِهِ وكَرَمِهِ ولِذَلِكَ لَمْ يُعَيَّنْهُ، وأمّا عِقابُ الكَفَرَةِ فَكَأنَّهُ داءٌ ساقَهُ إلَيْهِمْ سُوءُ اعْتِقادِهِمْ وشُؤْمُ أفْعالِهِمْ. والآيَةُ كالتَّعْلِيلِ لِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿إلَيْهِ مَرْجِعُكم جَمِيعًا﴾ فَإنَّهُ لَمّا كانَ المَقْصُودُ مِنَ الإبْداءِ والإعادَةِ مُجازاةَ اللَّهِ المُكَلَّفِينَ عَلى أعْمالِهِمْ كانَ مَرْجِعُ الجَمِيعِ إلَيْهِ لا مَحالَةَ، ويُؤَيِّدُهُ قِراءَةُ مَن قَرَأ (أنَّهُ يَبْدَأُ) بِالفَتْحِ أيْ لِأنَّهُ ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَنصُوبًا أوْ مَرْفُوعًا بِما نَصَبَ﴿وَعْدَ اللَّهِ﴾ أوْ بِما نَصَبَ ﴿حَقًّا﴾ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب