قوله ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾ العائل الفقير ذو العَيلة ذكرنا ذلك عند قوله ﴿أَلَّا تَعْلُوا﴾ [[في (أ): (تعلوا)؛ هكذا وردت في النسختين، وهو تصحيف.]] [النساء: 3]. ويدل على أن المراد بالعَائل الفقير، مَا روي أن في مصحف عبد الله: ووجدك عديمًا [[وردت القراءة في: "جامع البيان" 30/ 223، و"معاني القرآن" للفراء 3/ 274، و"الدر المنثور" 8/ 545 وعزاه إلى ابن الأنباري في "المصاحف" عن الأعمش، وفي "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه ص 175، (ووجدك غريماً) بدلًا من (عديمًا)، قلت: وهذه القراءة من باب التفسير وليست من القراءة القرآنية، وذلك لشذوذها وضعفها، والله أعلم.]].
قال مقاتل: يعني فقيرًا فأغناك الله [["تفسير مقاتل" 243 أ، وقد ورد عنه في "البحر المحيط" 8/ 486: فأغنى رضاك بما أعطاك من الرزق.]].
وقال عطاء: كنت عيال أبي طالب، فأغناك بخديجه [["زاد المسير" 8/ 207، ولم يعزه إليه بعينه، وإنما عزاه إلى جمهور المفسرين، وانظر هذا القول من غير عزو في: "الكشف والبيان" 13/ 111/ أ، و"معالم التنزيل" 4/ 499، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 99، و"فتح القدير" 5/ 458.]].
وقال الكلبي: رضاك بما أعطاك من الرزق [["زاد المسير" 8/ 270، و"فتح القدير" 5/ 458، وقد ورد بمثله عن مقاتل، انظر: "الكشف والبيان" 13/ 111/ أ، و"معالم التنزيل" 4/ 499، و"المحرر الوجيز" 5/ 494، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 99، و"البحر المحيط" 8/ 486.]].
وقد حصل في أغناك ثلاثة أقوال:
أحدهما: أغناك بالمال بعد الفقر، وكذا كان حَال رسول الله -ﷺ- كان فقيرًا لا مال له حتى فتح الله عليه الفتوح، وأعطاه المغانم.
والثاني: أغناك بخديجة عن مَال أبي طالب ومسكنه.
والثالث: أرضاك وقنعك.
قال الفراء: لم يكن غنى [[في (أ): (غناء).]] عن كثرة، ولكن الله رضّاه بما أتاه [["معاني القرآن" 3/ 274، بنصه.]] وذلك حقيقة الغنى [[في (أ): (المعنى).]].
ثم أوصاه باليتامى، والفقراء فقال:
{"ayah":"وَوَجَدَكَ عَاۤىِٕلࣰا فَأَغۡنَىٰ"}