وقوله: ﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾ قال جماعة المفسرين: مطبقة [[قال بذلك ابن عباس، وقتادة، والضحاك بمعناه، وأبو هريرة، وعكرمة، وسعيد ابن جبير، ومجاهد، ومحمد ابن كعب، وعطية العوفي، والحسن، والسدي.
انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 375، و"جامع البيان" 3/ 207، و"النكت والعيون" 6/ 280، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 550، و"الدر المنثور" 8/ 526 وبه قال الطبري في "جامع البيان" 30/ 207، و"بحر العلوم" 3/ 481، و"الكشف والبيان" 13/ 99 أ.
وانظر: "معالم التنزيل" 4/ 491، و"المحرر الوجيز" 5/ 486، و"الكشاف " 4/ 214، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 82، و"لباب التأويل" 4/ 381.]].
وقال الفراء [["معاني القرآن" 3/ 266، قال: والموصدة تهمز ولا تهمز، وهي المطبقة.]]، وأبو عبيدة [["مجاز القرآن" 2/ 299، قال: مطبقة، أصدتُ وأوصدت، وهو أطبقت.]]، والمبرد [["التفسير الكبير" 31/ 188.]]، (والزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 330، واللفظ له.]]) [[ساقط من: (أ).]] يقال: أَصَدْتُ البَابَ وأوْصَدْتُهُ إذا أغلقته، وأطبقته، (فمن قرأ: ﴿مُؤْصَدَةٌ﴾ بالهمز [[في (أ): (فالهمز).]] [[قرأ بذلك: أبوعمرو، وحمزة، وحفص بن عاصم، ويعقوب، وخلف.
وقرأ الباقون: مُوْصَدَة بغير همز.
انظر: "السبعة في القراءات" 686، و"القراءات وعلل النحويين فيها" 2/ 777، و"الحجة" 6/ 416، و"المبسوط" 410، و"حجة القراءات" 766، و"التبصرة" 726، "الوافي" 380.]]: أخذها من: أصدت [[في (أ): (أمررت).]]، فهمز اسم المفعول، ويجوز أن يكون من أوصدت ولكنها همز على لغة من يهمز (الواو) إذا كان قبلها ضمة نحو: مُؤسى [[من بيت لجرير، تمامه:
لَحَبَّ الواقدان إلى مؤسى ... وجَعْدَةُ لَوْ أضاءهما الوقود
وجعدة ابنته، ومؤسى ابنه، يمدح ولديه بالكرم والاشتهار به.
"ديوانه" 1/ 288، ط. دار المعارف، "الخصائص" 1/ 567، "شرح أبيات المغني" 8/ 76: ش 918.
والمعنى أنه لما أضاء إيقاد النار موسى وجعدة، ورأيتهما ذوي ضياء ونور وبهجة صارا محبوبين.]].
(وكان أبو حيه النميري يفعل ذلك) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم [[انظر: "الحجة"1/ 239، وأيضًا جاء ذكر ذلك في سورة البقرة: 3.]]
ومن لم يهمز، احتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون من لغة من قال: أوصدتُ فلم يهمز اسم المفعول، كما يقال: من أوعدت موعود.
والآخر: أن يكون قد أصد مثل: آمن، ولكنه خفف، كما تقول في تخفيف جُؤْنَهٍ [[جؤنة: سُلَيْلَةُ مستديرة مُغَشَّاة أدمًا، تكون مع العطارين، وجمعها جوَنٌ. "تهذيب اللغة" 11/ 204 (جون).]]، وبُؤسٍ، ونُؤْيٍ: جونه، وبوس، ونوى، فيقلبها في التخفيف "واوًا" [[ما بين القوسين نقلاً عن "الحجة" 6/ 416 - 417 بتصرف.]].
قال الفراء: ويقال: من هذا الأصيد، والوصيد، وهو الباب المطبق [["معاني القرآن" 3/ 66.]].
قال الليث: الإصاد، والوِصاد، والأُصِدة، (بمنزلة الطبق، يقال: أطبق عليهم الإصاد، والوِصاد، والأصدة [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]) [["تهذيب اللغة" 12/ 222 (وصد) بنصه، وانظر: "لسان العرب" 3/ 360 (وصد).]].
قال مقاتل: ﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾ يعني أبواب مطبقة، فلا يفتح لهم باب، ولا يخرج منها غم، ولا يدخل فيها روح آخر الأبد [["التفسير الكبير" 31/ 188، والذي ورد عنه في تفسيره: (قال: وهي جهنم).]].
(والمؤصدة هي الأبواب، وقد جرت صفة للنار على تقدير: عليهم نار مؤصدة. الأبواب، فلما تركت الاضافة عاد التنوين لأنهما يتعاقبان) [[انظر المرجع السابق.]].
{"ayah":"عَلَیۡهِمۡ نَارࣱ مُّؤۡصَدَةُۢ"}