الباحث القرآني

قال تعالى: ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ﴾، قال ابن عباس: (يريد: إن ردك الله إلى المدينة) [[ذكره المؤلف في "الوسيط" 2/ 516، وبمعناه الفيروزأبادي في "تنوير المقباس" ص 200.]] ومعنى الرجع: تصيير الشيء إلى المكان الذي كان فيه، يقال: رجعته رجعًا، كقولك: رددته ردًّا. وقوله تعالى: ﴿إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ﴾، قال ابن عباس: (يريد المنافقين خاصة) [["تنوير المقباس" ص 200 بنحوه.]]، قال المفسرون: (إنما خصص لأن جميع من أقام بالمدينة ما كانوا منافقين بل كان بعضهم مسلمين [[من (م).]] مخلصين معذورين، وبعضهم لا عذر له [[في (ح): (لهم)، وما أثبته موائم لما بعده.]] ثم عفى الله عنه) [[انظر: "تفسير الثعلبي" 6/ 135 ب، والبغوي 4/ 81، وابن الجوزي 3/ 479، والقرطبي 8/ 217.]]. وقوله تعالى: ﴿فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ﴾، قال [[القائل ابن عباس، وانظر: "الوسيط" 2/ 516، و"تنوير المقباس" ص 200.]]: (يريد للغزو معك). وقوله [[من (م).]]: ﴿فَقُلْ [[في (ى) و (م): (قل).]] لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا﴾ إلى غزاة. قال ابن عباس: (وذلك أنه لم يكن يومئذ بقي أحد من المشركين إلا لحق بالشام، وصار في مملكة الروم، ودخل في الإسلام سائرهم) [[لم أقف عليه.]]، ﴿وَلَنْ [[في (ح): (ولم)، وهو خطأ.]] تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا﴾ قال: (يريد: من أهل الكتاب) [["الوسيط" 2/ 516 ولا دليل على هذا التخصيص.]]، ﴿إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ يعني لم [[في (ى): (لن)، وهو خطأ.]] تخرجوا إلى تبوك. وقوله تعالى: ﴿فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ﴾ ذكروا في المخالفين قولين: قال الأخفش وأبو عبيدة: (الخالف الذي خلفني فقعد بعدي) [[انظر: قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" 1/ 265، وذكره الرازي في "تفسيره" 16/ 151 عن الأخفش، ولم أجده في كتابه "معاني القرآن".]]، ومنه قولهم: (اللهم اخلفني في أهلي) [[روى الدارمي في "سننه" 2/ 373 حديث دعاء المسافر وفيه: (اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا بخير).]]. وقال المؤرج: (الخالف من يخلف) [[لم أجد من ذكره.]]. وقال ابن قتيبة: (﴿مَعَ الْخَالِفِينَ﴾ واحدهم خالف، وهو من يخلف الرجل [[ساقط من (ى).]] في قومه وماله) [["تفسير غريب القرآن"، له ص 199.]]. وقال الفراء: (﴿مَعَ الْخَالِفِينَ﴾ من الرجال) [["معاني القرآن" 1/ 447.]]، يريد الذين يخلفون في البيت فلا يبرحون، وهذا القول هو معنى ما ذكره المفسرون. قال ابن عباس: (﴿مَعَ الْخَالِفِينَ﴾ [مع الرجال] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ى).]] الذين تخلفوا بغير [[في (ى): (من غير)، وما أثبته موافق لرواية الثعلبي.]] عذر) [[رواه الثعلبي 6/ 135 ب، والبغوي 4/ 81، وبنحوه ابن المنذر كما في "الدر المنثور"، ورواه مختصرًا ابن جرير10/ 204، وابن أبي حاتم 6/ 1857.]]، يريد الذين خلفوا من سار فأقاموا بعدهم. وقال الحسن [[ذكره الماوردي في "تفسيره" 2/ 388، والمؤلف في "الوسيط" 2/ 516، وابن الجوزي في "زاد المسير" 3/ 480، وذكره القرطبي في "تفسيره" 8/ 218 بلفظ: مع النساء والضعفاء من الرجال، وذكره هود بن محكم في "تفسيره" 2/ 158 بلفظ: مع النساء.]] والضحاك [[رواه الثعلبي في "تفسيره" 6/ 135 ب.]] وقتادة [[ذكره الماوردي في "تفسيره" 2/ 388، والمؤلف في "الوسيط" 2/ 516، وقد رواه ابن جرير 10/ 204 بلفظ: مع النساء.]]: (يعني النساء والصبيان)، وهؤلاء هم الذين يخلفون الذاهبين إلى السفر والغزو فعلى هذا القول، الخالف: كل من تأخر عن الشاخص. القول الثاني في المخالفين: أن معناه: المخالفين، قال الفراء: (يقال: عبد [[في (ى): (عبده)، وما أثبته موافق للمصدر التالي.]] خالف وصاحب خالف: إذا كان مخالفًا) [["معاني القرآن" 1/ 447.]]. وقال الأخفش: (فلان خالفة أهل بيته: إذا كان فاسدًاً) [[لم أجده عن الأخفش، وانظر: المعنى في "لسان العرب" (خلف) 2/ 1240.]]. وقال أبو عبيدة: (فلان خالفة أهله أي: مخالفهم لا خير فيه) [["مجاز القرآن" 1/ 265.]]. وقال الليث: (هذا رجل خالفةٌ: أي مخالف كثير الخلاف، وقوم خالفون، وكذلك رجل راوية ولحانة ونسابة ونحو ذلك، فإذا جمعت [[في (ى): (اجتمعت)، وما أثبته موافق لكتاب "العين".]] قلت: الخالفون والراوون) [[كتاب "العين" (خلف) 4/ 269 وذكره باختصار الأزهري في "تهذيب اللغة" (خلف) 1/ 1091.]]. وقال الأصمعي: (يقال: خلف فلان عن كل خير، فهو يخلف خلوفًا إذا فسد ولم يفلح [[في (ى): (يخلف)، وما أثبته موافق لـ"تهذيب اللغة".]] فهو خالف وخالفة [[في "تهذيب اللغة": وهي (خالفة).]]) [["تهذيب اللغة" (خلف) 1/ 1088.]]، فجاء من هذه الأقوال أن الخالف يكون بمعنى المخالف وبمعنى الفاسد، وكلاهما يجوز في الآية، وقول ابن عباس في هذه الآية: ﴿مَعَ الْخَالِفِينَ﴾ مع الرجال الذين تخلفوا) [[سبق تخريجه قبل عدة أسطر.]]، يجوز أن يكون من هذا؛ لأن من تخلف عنك فقد خالفك، وقال جماعة من المفسرين: (يريد مع أهل الفساد) [[انظر: "تفسير ابن جرير" 10/ 204، والثعلبي 6/ 135 ب، والرازي 16/ 151.]]، وهذا معنى ما ذكرنا من قولهم خلف فلان: إذا فسد، ومثله خلف اللبن وخلف النبيذ. وهذه الآية دليل على أن من ظهر منه نفاق وتخذيل لا يجوز للإمام أن يستصحبه في الغزو، اقتداءً برسول الله ﷺ فيما أمره الله به [[ساقط من (ح).]] من مباعدتهم عن الجماعة التي تصحب في السفر وتنصر على العدو من أهل الطاعة [[انظر: "المغني" لابن قدامة 13/ 15، و"حاشية الروض" 4/ 263.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب