الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾، قال ابن عباس: (أي على دين بعض) [[ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" 3/ 467، والمؤلف في "الوسيط" 2/ 508.]]. قال أبو علي: (أي بعضهم يلابس بعضا، ويوالي بعضا، وليس المعنى على النسل [[في (ح): (النسك)، وهو خطأ.]] والولادة؛ لأنه قد يكون من نسل المنافق مؤمن، ومن نسل المؤمن منافق) [["الحجة للقراء السبعة" 1/ 172.]]. وقال أبو إسحاق: (هذا يتلو قوله: ﴿وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ﴾ [التوبة: 56] أي ليس المنافقون من المؤمنين) [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 460.]]. وقال غيره من أهل المعاني: (معنى ﴿بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ يضاف إلى بعض بالاجتماع على النفاق [[ذكره الماوردي في "النكت والعيون" 2/ 379، والبغوي في "تفسيره" 4/ 71، دون تعيين القائل.]]، كما تقول للإنسان [[في (ح): (يقول الإنسان).]]: أنت مني وأنا منك، أي أمرنا واحد لا ينفصل) [[لم أجده عند أهل المعاني، وانظر معناه في: "تفسير الرازي" 16/ 126.]]، وقد ذكرنا هذا عند قوله: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ [النساء: 25]. وقوله تعالى: ﴿يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ﴾، قال عطاء عن ابن عباس: (يريد: بالنفاق والتثبيط عن الجهاد في سبيل الله، والتكذيب برسول الله -ﷺ-) [[رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 1831 من رواية علي بن أبي طلحة بلفظ: التكذيب، ورواه الفيروزأبادي في "تنوير المقباس" ص 197 من رواية الكلبي عن أبي صالح عنه بلفظ: (بالكفر ومخالفة الرسول).]]، وقال الضحاك: (يأمرون بالكفر بمحمد) [[لم أقف عليه.]]، ونحوه قال الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 460.]]. ﴿وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ﴾، قال ابن عباس: (عن اتباع رسول الله -ﷺ- [[رواه الفيروزأبادي في "تنوير المقباس" ص 197 بلفظ: (عن الإيمان وموافقة الرسول).]]، وقال عطاء عنه: (الإخلاص لله بنية صادقة) [[رواه بمعناه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 1832 من رواية علي بن أبي طلحة.]]، وقال الزجاج: (عن الإيمان بمحمد -ﷺ-) [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 460.]]. وقال الضحاك: (عن الإسلام وأداء الصدقات إلى رسول الله -ﷺ-) [[لم أجد من أخرجه فيما بين يدي من المصادر.]]. وقوله تعالى: ﴿وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ﴾، قال ابن عباس: (عن النفقة في سبيل الله) [["زاد المسير" 3/ 467، و"تنوير المقباس" ص 197.]]، وهو قول الحسن [[ذكره الماوردي في "النكت والعيون" 2/ 379، وابن الجوزي في "زاد المسير" 3/ 467.]] ومجاهد [[رواه ابن جرير 10/ 174، وابن أبي حاتم 6/ 1832، وابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" 4/ 233.]]. وقال قتادة: (لا يبسطونها بخير) [[رواه ابن جرير 14/ 338، وابن أبي حاتم 4/ 65 أ، وبنحوه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 2/283.]]، وقال القرظي: (يقبضون أيديهم عن كل خير) [[لم أجد من ذكره فيما بين يدي من المصادر.]]. وقال الزجاج: (أي: لا يصدقون ولا يزكون) [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 460.]]. والأصل في هذا أن [[ساقط من (ى).]] المعطي يمد يده ويبسطها بالعطاء، فقيل لمن بخل ومنع: قد قبض يده، وقد ذكرنا هذا المعنى [[ساقط من (ى).]] مستقصى في [[في (ى): (عند).]] قوله: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ [المائدة: 64] [[انظر النسخة (ج) 2/ 61 ب وقد قال في هذا الموضع: (قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾: [قال ابن عباس في رواية عطاء: (يريد الإمساك عن الرزق) وقال في رواية الوالبي: ليسوا يعنون بذلك أن يده موثقة، ولكن يقولون: إنه بخيل أمسك ما عنده) .. قال الفراء: (أرادوا ممسكة عن الإنفات والإسباغ علينا).]]. وقوله تعالى: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾، قال ابن عباس: (تركوا ما أمرهم [به من] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ى).]] طاعته [[في (ى): (بطاعته).]]، وحضهم عليه من الجهاد في سبيله، فتركهم وخذلهم في الشك في قلوبهم) [[رواه بنحوه ابن أبي حاتم 6/ 1832 وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" 3/ 458، ولفظ ابن أبي حاتم: (تركوا الله فتركهم من ثوابه وكرامته).]]، وقال الضحاك: ([تركوا أمر الله فتركهم من كل خير) [[رواه أبو الشيخ كما في "الدر المنثور" 3/ 458.]]، وقال أهل المعاني: (معناه:] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ى).]]: تركوا أمره حتى صار بمنزلة المنسي بالسهو عنه، فجازاهم بأن صيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه ورحمته، وجاء هذا على مزاوجة الكلام) [[انظر موضوع مزاوجة الكلام وتشابه الألفاظ مع اختلاف المعنى في: "تأويل مشكل إعراب القرآن" ص 277، و"الحجة للقراء السبعة" 1/ 315.]]. ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ أي: العاصون الله [[في (ى): (لله).]] والخارجون عن أمره وطاعته.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب