الباحث القرآني

قوله: ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ﴾] [[ما بين المعقوفين بياض في (ح).]]، قال ابن عباس والمفسرون: (يريد: مزينة وأسلم وجهينة وغفار ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ﴾ يريد الأوس والخزرج [[ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" 3/ 491، عن ابن عباس، وانظر: "تفسير الثعلبي" 6/ 142 ب، والبغوي 4/ 89، والقرطبي 8/ 240.]]. وقوله [[من (م).]]: ﴿مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ﴾، قال الزجاج: ﴿مَرَدُوا﴾ متصل بقوله: ﴿مُنَافِقُونَ﴾ على التقديم والتأخير) [[أهـ. كلام الزجاج، انظر: "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 467.]]، بتقدير: وممن حولكم من الأعراب ومن أهل المدينة منافقون [[ساقط من (ى).]] مردوا على النفاق، قال ابن الأنباري: (ويجوز أن يكون التقدير: ومن أهل المدينة من مردوا على النفاق، فأضمر (مَن) لدلالة [[في (ح) و (ى): (بدلالة).]] (مِن) عليها، كما قال تعالى: ﴿وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ﴾ [الصافات: 164]: يريد: إلا من) [["زاد المسير" 3/ 492، وتفسير الرازي 16/ 173.]]، ومضت نظائر هذا [[انظر مثلًا: "تفسير البسيط" تفسير الآية: 3 من سورة التوبة]]. ومعنى: ﴿مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ﴾ يقال: مرد يمرد مرودًا فهو مارد ومريدٌ: إذا عتا وطغى وأعيا خبثًا، قال الليث: (والمرادة: مصدر المارد، والمريد من شياطين الإنس والجن، وقد تمرد علينا أي عتا ومرد على الشر، وتمرد: أي عتا وطغى) [["تهذيب اللغة" (مرد) 4/ 3373، والنص بنحوه في "كتاب العين"، مادة: (مرد) 8/ 37.]]. وقال ابن الأعرابي: (المرد: التطاول بالكبر والمعاصي، ومنه قوله: ﴿مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ﴾ أي تطاولوا [["تهذيب اللغة" (مرد) 4/ 3373.]]. وقال الفراء: (يريد: مرنوا عليه وجرنوا [[هكذا في جميع النسخ، وهو موافق لما في "تهذيب اللغة" (مرد) 4/ 3373، وفي "معاني القرآن" للفراء: جرؤوا. ويبدو أنه تصحيف من النساخ أو المحقق، ومعنى جرنوا: قال في "لسان العرب" (جرن) 1/ 608: (جرن فلان على العذال ومرن ومرد بمعنى واحد، ويقال للرجل والدابة إذا تعود الأمر ومرن عليه: قد جرن يجرُن جرونا).]]، كقولك: تمردوا) [[كلام الفراء في "معاني القرآن" 1/ 450.]]. وأصل الحرف اللين والملاسة، ومنه صرح ممرد، وغلام أمرد، والمرداء الرملة التي لا تنبت شيئًا [[في الصحاح (مرد): (رملة مرداء: لا نبت فيها .. وتمريد البناء: تمليسه).]]، قال محمد بن إسحاق: (لجوا فيه وأبوا غيره) [["السيرة النبوية" لابن هشام 4/ 212.]]، وقال ابن زيد: (أقاموا [[في (ى): (نالوا).]] عليه ولم يتوبوا كما تاب الآخرون) [[رواه ابن جرير 11/ 9، وابن أبي حاتم 16/ 1869.]]، وقوله تعالى: ﴿لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ﴾ هو كقوله: ﴿لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ [الأنفال: 60]. ﴿سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ﴾ قال ابن عباس في رواية عطاء: (يريد: الأمراض في الدنيا، وعذاب الآخرة، وذلك [[ساقطة من (ى).]] أن من مرض من المؤمنين كفر الله سيئاته، ومحص ذنوبه، وأبدله لحمًا ودمًا خيرًا بما ذهب منه، وأعقبه ثوابًا عظيمًا، ومن مرض من المنافقين زاده نفاقًا وإثمًا [[من (م).]] وضعفًا) [[رواه الثعلبي في "تفسيره" 6/ 143 ب عن عطاء.]]. وقال في رواية السدي عن أبي مالك عنه: قام رسول الله -ﷺ- خطيباً [[ساقط من (ح).]] يوم [[في (ى): (بعد)، وما أثبته موافق لمصادر تخريج القول.]] الجمعة فقال: اخرج يا فلان فإنك منافق [اخرج يا فلان فإنك منافق] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ى).]] فأخرج من المسجد ناسًا وفضحهم، فهذا العذاب الأول، والثاني عذاب القبر) [[رواه ابن جرير في "تفسيره" 10/ 11، وابن أبي حاتم 16/ 1870، والثعلبي 6/ 143 أ، والطبراني في "الأوسط" رقم (796) 1/ 441 وفي سنده الحسين بن عمرو العنقزي وهو ضعيف كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 111 ثم إنه لم يروه عن السدي إلا أسباط بن نصر كما ذكر الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في "تفسير الكشاف" 2/ 97، وأسباط صدوق كثير الخطأ يغرب كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" 1/ 53 فمثله لا يحتمل تفرده، ولا يقويه رواية الكلبي للأثر كما في "تفسير البغوي" 6/ 89، و"الوسيط" 2/ 521، لأن الكلبي متهم بالكذب.]]. [وقال مجاهد: (بالقتل والسبي وعذاب القبر) [[رواه الثعلبي 6/ 143 أ، ورواه ابن جرير 10/ 11، وابن أبي حاتم 16/ 1871، والبغوي 4/ 89 بلفظ: (القتل والسبي)، ولابن جرير رواية أخرى لفظها: (بالجوع وعذاب القبر).]]. وقال قتادة: (بالدبيلة [[الدبيلة في عرف العرب: خراج ودمل كبير يظهر في الجوف، ويقتل غالبًا. انظر: "لسان العرب" (دبل) 3/ 1324.]] وعذاب القبر) [[رواه الثعلبي 6/ 143 أ، والبغوي 4/ 89.]]] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ح).]] وذلك أن النبي -ﷺ- أسر إلى حذيفة اثني عشر رجلاً من المنافقين وقال: "ستة يكفيهم الله بالدبيلة، سراج من نار تأخذ أحدهم حتى تخرج من صدره، وستة يموتون موتًا" [[رواه ابن جرير 11/ 11 عن قتادة، وفي سنده مجهول.]]. وقال الحسن: (بأخذ الزكاة من أموالهم وعذاب القبر) [[انظر: "تفسير ابن جرير" 11/ 11، والثعلبي 6/ 143 أ.]]. وقال محمد بن إسحاق: (هو ما يدخل عليهم من غيظ الإسلام ودخولهم فيه من غير حسبة [[في (ح): (خشيتهم)، وهو خطأ.]]، ثم عذابهم في القبور) [["السيرة النبوية" لابن هشام 4/ 212.]]. وقال إسماعيل بن أبي زياد [[هو: إسماعيل بن أبي زياد الكوفي الشامي قاضي الموصل، واسم أبيه مسلم، وقيل زياد، له كتاب في التفسير شحنه بأحاديث لا يتابع عليها، قال الدارقطني: يضع الحديث، كذاب، متروك، وقال ابن حجر: متروك كذبوه. انظر: "الضعفاء والمتروكون" ص 139، "تهذيب الكمال" 3/ 206، و"تقريب التهذيب" ص 107 (446)، و"تهذيب التهذيب" 1/ 151 - 152، و"طبقات المفسرين" للداودي 1/ 108.]]: (أحد العذابين ضرب الملائكة الوجوه والأدبار، والثاني عند البعث، يوكل بهم عنق من نار) [[ذكره الثعلبي في "تفسيره" 6/ 143 ب.]]. ﴿ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ﴾ يعني: الخلود في النار.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب