ثم قال: ﴿عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ فكان الجواب والسؤال من وجهة واحدة -قال- ويحتمل أيضًا أن يكون معنى قوله: ﴿عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ استفهاماً على تأويل: عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون؛ إلا أنه اقتصر على ما قبله من الاستفهام إذ هو متصل به، وكالترجمة والبيان كما ترى في قوله: ﴿أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ﴾ [المؤمنون: 82]، بكسر الألف من غير استفهام، وهو موضع الاستفهام؛ لأن، إنكارهم بما كان للبعث، ولكنه لما ظهر الاستفهام في أول الكلام اقتصر عليه [[لم أعثر على مصدر لقوله.]].
ومعنى: (النبأ العظيم) القرآن في قول جميع المفسرين، وهو قول الكلبي [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]، ومقاتل [["تفسير مقاتل" 224/ ب.]]، ومجاهد [["تفسير الإمام مجاهد" 694، "جامع البيان" 30/ 2، " الكشف والبيان" ج: 13/ 25/ أ، "النكت والعيون" 6/ 182، "معالم التنزيل" 4/ 436 وعزاه إلى مجاهد والأكثرين من المفسرين، "المحرر الوجيز" 5/ 423، "زاد المسير" 8/ 161، "تفسير القرآن العظيم" 4/ 492، "الدر المنثور" 8/ 390 وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وعبد الرزاق، ولم أجده عنده.]]، وقتادة [["تفسير عبد الرزاق" 2/ 342، "المحرر الوجيز" 5/ 423، "زاد المسير" 8/ 161.]]، وسفيان [[لم أعثر على مصدر لقوله.]].
وقال أهل المعاني: النبأ العظيم: الخبر العظيم الشأن؛ وذلك أنه ينبئ عن التوحيد، وصفة الإله، وتصديق رسوله، والخبر عما يجوز، وعما لا يجوز، وعن البعث، والنشور، والنفخ في الصور، وقيام الناس من القبور [[لم أعثر على مصدر لقوله]].
وروي عن قتادة [["جامع البيان" 30/ 2، "النكت والعيون" 6/ 182، "معالم التنزيل" 4/ 436، "المحرر الوجيز" 5/ 423، "زاد المسير" 8/ 161، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 168، "تفسير القرآن العظيم" 4/ 492.]]، وابن زيد [[بمعناه في "جامع البيان" 30/ 2، "النكت والعيون" 6/ 182، وبمثله في "تفسير القرآن العظيم" 4/ 492.]] في (النبأ العظيم) أنه البعث، وهذا كقوله: ﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ﴾ [ص: 67] الآية.
{"ayah":"عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِیمِ"}