قوله عز وجل: ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ يعني: كان ذلك الشرر.
قال ابن قتيبة: ووقع تشبيه الشرر بـ[القصر] [[في (1): بالصقر، وأثبت ما جاء في مصدر القول، وهو "تفسير غريب القرآن" 320.]] في مقاديره، ثم شبهه في لونه بالجمالات الصُّفر [["تفسير غريب القرآن" 320.]].
(والجمالات: جمع جِمَال كما يقال: رجالٌ ورجالات، وبُيُوتٌ، وبيوتاتٌ، ومن قرأ "جمالة" [[قرأ على التوحيد: حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم، وخلف: وذلك بكسر الجيم، وحذف الألف التي بعد اللام.
وقرأ الباقون، وهم: ابن كثير، ونافع، وأبو بكر عن عاصم، وأبو عمر، وابن عامر، ويعقوب، وأبو جعفر: "جِمالات" بألف، وكسر الجيم.
انظر: "الحجة" 6/ 365، "الكشف" 2/ 358، كتاب "التبصرة" 718، "تحبير التيسير" 196، "المهذب" 2/ 318.]]، فهي جمع: جَمَل، كما قالوا: حجر، وحجارة، وَذَكر وذِكارة) [[ما بين القوسين نقله عن الزجاج باختصار، انظر: "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 268.]].
هذا قول الفراء [["معاني القرآن" 3/ 225 بتصرف.]]، والمبرد [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]، وزاد أبو علي فقال: "جمال": جمع بالألف، والتاء، على صحيح البناء، كما جمع على تكسيره في قولهم: "جمائل"، وأما جمالة، فإن التاء لحقت جمالاً لتأنيث الجمع، كما لحقت في: فحْل وفِحالة، وذَكر وذِكارة، ومثل لحاق "الهاء" في فِعالة لحاقها في [فُعوله] [[في (أ): فعول، والمثبت ما جاء في مصدر القول، وهو "الحجة".]] نحو: عمومة، وخيوطة [[خيوطه: خيط مثل فحولة، زادوا الهاء لتأنيث الجمع. "لسان العرب" 7/ 298 (خيط).]] [["الحجة" 6/ 365 - 366 نقله عنه باختصار.]].
وقوله: ﴿صُفْرٌ﴾
قال ابن عباس: يريد الإبل السود، يقال له: أورق، وأصفر [[لم أعثر على مصدر لقوله.]].
قال الكلبي: الصفر: السود [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]، [[قوله: ويقال: له أورق، وأصفر، قال الكلبي: الصفر السود. وهو كلام مكرر من الناسخ.]]، وهو قول مقاتل [["تفسير مقاتل" 224/ أ.]]، وقتادة [["تفسير عبد الرزاق" 2/ 341، "جامع البيان" 29/ 241، والعبارة عنده فيها: نوق سود.]].
قال الفراء: الصفر: سُود الإبل، ألا ترى أسوَدَ من الإبل إلا وهو مشربٌ صفرة، لذلك سمت العرب سودَ الإبل: صفراً، كما سمّوا أبيض الظباء أُدْماً لما يعلوها من الكدرة في بياضها [["معاني القرآن" 3/ 225 بتصرف يسير.]].
ونحو هذا قال الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 268.]]، وغيره [[كأبي عبيدة في "مجاز القرآن" 2/ 281، وابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" 507، وابن الأنباري في كتاب "الأضداد" (160).
وإليه ذهب البغوي في "معالم التنزيل" 4/ 435، وابن عطية في "المحرر الوجيز" 5/ 420، وساق ابن الجوزي قول الفراء في "زاد المسير" 8/ 159، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 162.]]، وأنشدوا [[البيت للاعشى.]]:
تِلْكَ خَيْلي منها وتِلْكَ ركابي
هُنَّ صُفْرٌ أولادُها كَالزَّبيبِ [[ورد البيت في "ديوانه" 27 ط دار صادر، برواية: "منها" بدلاً من: "منه"، وفي (صفر) في "تهذيب اللغة" 12/ 170، "الصحاح" 2/ 714، "لسان العرب" 4/ 460.
وورد في "تفسير غريب القرآن" (507)، "الكشف والبيان" 13/ 25/ ب، "النكت والعيون" 6/ 18، "المحرر الوجيز" 5/ 420، وسائر المراجع السابقة، وكلها برواية: "خيلي منه" بدلاً من "منها".
ويراد: "صفر" أي: سود. ديوانه.]]
أي: سود.
قال ابن قتيبة: والشرر إذا تطاير فسقط وفيه بقية من لون النار أشْبه شيء بالإبل السود لما يشوبها من الصفرة [["تأويل مشكل القرآن" (321) بنصه.]].
{"ayah":"كَأَنَّهُۥ جِمَـٰلَتࣱ صُفۡرࣱ"}