الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ﴾ الآية كلهم قرءوا: ﴿إِنَّكُمْ﴾ بالاستفهام، إلا نافعًا فإنه رأ: ﴿إِنَّكُمْ﴾ بغير استفهام [[يقرأ هنا بالاستفهام والإخبار، فقرأ نافع وحفص عن عاصم ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ﴾ بكسر الهمزة على الخبر، وقرأ الباقون بهمزتين على لفظ الاستفهام، غير أن ابن كثير يسهل الثانية بين الهمزة والياء، وأبا عمرو يفعل كذلك ويدخل بين الهمزتين ألفاً فيمد. انظر: "السبعة" ص 285 - 286، و"المبسوط" ص 181 - 182، و"التذكرة" 1/ 153 - 154، و"التيسير" ص 111، و"النشر" 1/ 369 - 371.]]، فمن استفهم كان [[في (أ): (فمن استفهم هذا كان استفهاما).]] هذا استفهامًا معناه الإنكار، كقوله: ﴿أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ﴾ [الأعراف: 80]، وكل واحد من الاستفهامين [[لفظ: (الاستفهامين) غير واضح في (ب).]] جملة مستقلة لا تحتاج في تمامها إلى شيء، فمن ألحق حرف الاستفهام جملة، نقلها به من الخبر إلى الاستخبار، ومن لم يُلحقها بقَّاها على الخبر [[هذا قول أبي علي في "الحجة" 4/ 48، وقال الأزهري في "معاني القراءات" 1/ 413: (هي لغات كلها جائزة وكل ما قرئ به فهو معروف معانيها متفقة ولا اختلاف في جوازها) اهـ، وانظر: "إعراب القراءات" 1/ 192 - 193، و"الحجة" لابن خالويه ص 158، ولابن زنجلة ص 287 - 288، و"الكشف" 1/ 468.]]. وقوله تعالى: ﴿شَهْوَةً﴾، مصدر. قال أبو زيد: (شَهِي يَشْهى شهوةً، وشَها يشهو إذا اشتَهَى) [["تهذيب اللغة" 2/ 1948، وأصل الشَّهْوَة: نزوع النفس إلى ما تريده انظر: "العين" 4/ 68، و"الجمهرة" 2/ 883، و"البارع" ص 97، و"الصحاح" 6/ 2397، و"المجمل" 2/ 513، و"مقاييس اللغة" 3/ 220، و"الأفعال" للسرقسطي 2/ 363، و"المفردات" ص 468، و"اللسان" 4/ 2354 (شها).]]. قال الشاعر: وَأشْعَثَ يَشْهَى النَّوم قلتُ له ارْتَحِلْ ... إذا ما النُّجُومُ أَعْرَضَتْ وَاسْبَكَرَّتِ [[لم أعرف قائله، وهو في "تفسير الطبري" 8/ 235، و"اللسان" 4/ 2354 (شها)، و"الدر المصون" 5/ 372، واسبكرت أي: جرت وطالت، واسبكر الرجل اضطجع وامتد. انظر: "اللسان" 4/ 1929 (سبكر).]] وانتصابها على المصدر؛ لأن قوله: ﴿لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ﴾ معناه: أتشهونهم شهوة، وإن [شئت] [[لفظ: (شئت) ساقط من (ب).]] قلت: إنها مصدر [[في (أ): (مصادر)، وهو تصحيف.]] وقع موقع الحال [[شهوة مفعول من أجله أي لأجل الاشتهاء أو مصدر في موضع الحال أي مشتهين أو باقٍ على مصدريته ناصبه: ﴿لَتَأْتُونَ﴾ لأنه بمعنى أتشتهون. انظر: "التبيان" ص 382، و"الفريد" 2/ 330، و"الدر المصون" 5/ 372.]]. قال الحسن: (كانوا ينكحون الرجال في أدبارهم، وكانوا لا ينكحون إلا الغرباء) [[ذكره هود الهواري في "تفسيره" 2/ 29، والثعلبي 194 أ، والبغوي 3/ 255، وابن عطية 5/ 570، والقرطبي 7/ 145.]]. وقال عطاء عن ابن عباس: (استحكم ذلك فيهم حتى فعل بعضهم ببعض) [[ذكره الرازي في "تفسيره" 14/ 168.]]. وقوله تعالى: ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾. معنى ﴿بَلْ﴾ هاهنا إضطراب عن الأول إلى جميع المعايب من عبادة الأوثان، وإتيان الذكران، وترك ما قام به البرهان [[انظر: "التبيان" ص 382، و"البحر" 4/ 334، و"الدر المصون" 5/ 372.]]. وعلى هذا المعنى دل [[لفظ: (دل) ساقط من (ب).]] كلام ابن عباس حيث قال: (يريد جمعتم مع الشرك معصية لم يفعلها خلق قبلكم) [["تنوير المقباس" 2/ 108، وذكر السيوطي في "الدر" 3/ 186 نحوه.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب