وقوله تعالى: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ﴾ قال أبو عبيدة: فوارتان. قال الليث: النضخ فور الماء من العين [[انظر: "تهذيب اللغة" 7/ 111 (نضخ).]]. وقال المبردت النضاخة الرفاعة بالماء.
واختلفوا في الذي تنضخ به العينان، فقال عطاء عن ابن عباس وابن مسعود وأنس: تنضخ على أولياء الله المسك والعنبر والكافور، وفي دور أهل الجنة كما ينضخ طش المطر [[انظر: "الكشف والبيان" 12/ 46 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 276، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 185.]]، وقال الحسن وعطاء الخراساني: تنبعان ثم تجريان [[انظر: "الكشف والبيان" 12/ 46 ب، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 185.]]، وهو قول سعيد بن جبير، وزاد فقال: نضاختان بالماء وألوان الفواكه [[انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 185، و"الدر" 6/ 15.]].
وقال الكلبي: نضاختان بالخير والبركة على أهل الجنة، وهو قول قتادة ومقاتل والضحاك [[انظر: "تنوير المقباس" 5/ 325، و"تفسير مقاتل" 137 أ، و"تفسير عبد الرزاق" 2/ 266، واختار الطبري قول من قال بأن المراد تنضخان بالماء؛ لأنه المعروف بالعيون إذ كانت عيون ماء. "جامع البيان" 27/ 91، وأخرج البخاري عن ابن عباس في قوله ﴿نَضَّاخَتَانِ﴾ قال فياضتان. "صحح البخاري"، كتاب: التفسير، سورة الرحمن 6/ 181. قلت: ولا تعارض بين ما رواه البخاري، وما رجحه ابن جرير؛ لأن الماء هو مصدر الخير كله والله أعلم.]].
{"ayah":"فِیهِمَا عَیۡنَانِ نَضَّاخَتَانِ"}