قوله تعالى: ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ إذ متعلق بقوله: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ واختلفوا في الذي كان يغشى السدرة في ذلك الوقت فروي أن النبي -ﷺ- سئل ما غشيها؟ قال: "فراش من ذهب" [[قلت: الذي عند الترمذي في كتاب التفسير 5/ 367 (3276) قال ابن مسعود: ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ قال: السدرة في السماء السادسة، قال سفيان: فراش من ذهب ..) الحديث. قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح.
وتقدم في الحديث الذي رواه البخاري وغيره أنه -ﷺ- قال: (وغشيها ألوان لا أدري ما هي.). والأقوال المروية عن الأئمة إن صحت نسبتها إليهم في تفسير الآية اجتهادات منهم، ربما لم يبلغهم الحديث الصحيح، والله تعالى أعلم.]] وهو قول عبد الله، وسعيد بنُ جبير، ورواية عكرمة عن ابن عباس [[انظر: "جامع البيان" 27/ 33، و"الكشف والبيان" 12/ 9 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 248، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 252.]].
وروى الضحاك عنه: قال رسول الله -ﷺ-: "رأيتها حتى استثبتها ثم حال دونها فراش من ذهب" [[أخرجه ابن جرير، انظر: "جامع البيان" 27/ 33.]] وهو قول مسروق وأبي العالية [[انظر: "جامع البيان" 27/ 33، و"معالم التنزيل" 4/ 248.]].
وقال مقاتل: غشيتها الملائكة [[انظر: "معالم التنزيل" 4/ 48، و"القرطبي" 17/ 96، ولم أجده في "تفسير مقاتل".]]، وروي عن الحسن: غشيتها الملائكة مثل الغربان حين يقعن علي الشجر [[انظر: "الوسيط" 4/ 198، وذكر غيره من المفسرين هذا القول منسوبًا للربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة. وذكروا قول الحسن بلفظ: (غشيها نور رب العالمين فاستنارت). انظر: "الكشف والبيان" 9/ 12 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 248، و"الجامع لأحكام القرآن" 17/ 96، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 252.]].
وروي أن النبي -ﷺ- قال: "رأيت على كل ورقة من ورقها ملكًا قائمًا يسبح الله -عز وجل-" [[قال ابن حجر: أخرجه الطبري من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: قيل يا رسولى الله: أي شيء رأيت يغشى تلك الشجرة، فذكره وأتم منه. وعبد الرحمن ضعيف، وهذا معضل. "تخريجات الكشاف" 4/ 335، وأخرجه الثعلبي بلفظ: == ويروى أن رسول الله -ﷺ- .. بدون سند. "الكشف والبيان" 12/ 9 ب.
وانظر: "جامع البيان" 27/ 33، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 252.]].
وقال إبراهيم، ومجاهد: رفرف أخضر [[انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 97، و"فتح القدير" 5/ 107.]].
وقال السدي: غشيها طيور من فوقها [[انظر: "معالم التنزيل" 4/ 248.]].
وروي مرفوعًا: "غشيها نور من الله حتى ما يستطيع أحد ينظر إليها" [[لعل مراد المؤلف رحمه الله ما ورد في الصحيح وقوله -ﷺ-: "فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها .. " "صحيح مسلم"، كتاب: الإيمان" باب: الإسراء برسول الله -ﷺ- .. 1/ 146.]].
{"ayah":"إِذۡ یَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا یَغۡشَىٰ"}