قوله تعالى: ﴿فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ﴾ أي ما أطاقوا عذاب الله ولم يقوموا له حين أتاهم، كما تقول: فلان لا يقوم بهذا الأمر ولا يقاومه، أي لا يطيق ولا يحتمله [[انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 52.]]. وهو معنى قول مقاتل: أي: لم يقوموا للعذاب حين غشيهم [[انظر: "تفسير مقاتل" 127 ب]].
وقال عطاء عن ابن عباس: يريد ذهبت أجسامهم وبقيت أرواحهم في العذاب [[انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 52.]].
والقيام على هذا يراد به النهوض. والمعنى أنهم لم ينهضوا من تلك الصرعة ولم يستقلوا بعد تلك النكبة. وهذا معنى قول قتادة: من نهوض [[انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 245، "جامع البيان" 27/ 5.]].
وقال الكلبي: فما استطاعوا أن يقوموا فيردوا العذاب حين غشيهم [[لم أجده عن الكلبي، وتقدم مثله عن مقاتل.]]. وعلى هذا المعنى [[في (ك): (معنى) ولعل الصواب ما أثبته.]] ما استطاعوا قيامًا لدفع العذاب عنهم حين أتاهم. ﴿وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ﴾ قال مقاتل: يعني ممتنعين من العذاب حين أهلكوا [[انظر: "تفسير مقاتل" 127 ب، "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 52.]]. أي: ما كانت عندهم قوة يمتنعون بها من عذاب الله.
{"ayah":"فَمَا ٱسۡتَطَـٰعُوا۟ مِن قِیَامࣲ وَمَا كَانُوا۟ مُنتَصِرِینَ"}