قوله تعالى: ﴿أَإِذَا مِتْنَا﴾ قال أبو إسحاق: أي أنُبْعث إذا متنا وكنا ترابًا. ولو لم يكن [[(ك): (ولم لم يكن) والصواب ما أثبته.]] لإذا متعلق، لم يكن في الكلام فائدة [[انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 42.]].
قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ﴾ الرجع معناه الرد. قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ﴾ [التوبة: 83] وقد مر [[قال: معنى الرجع تصيير الشيء إلى المكان الذي كان فيه. يقأل رجعته رجعًا كقولك: ر ددته. ردًّا.]].
قال مقاتل: ذلك رجع إلى الحياة بعيد، فإن البعث غير كائن [[انظر: "تفسير مقاتل" 123 ب، "معالم التنزيل" 4/ 220.]].
أي: يبعد عندنا أن نبعث بعد الموت. قال الفراء: جحدوا البعث أصلاً كما تقول للرجل يخطئ في المسألة: لقد ذهبت مذهبًا بعيدًا من الصواب. أي أخطأت [[انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 75 - 76.]].
قال مقاتل: أنكروا البعث وقالوا: إن الله لا يحيينا، وكيف يقدر علينا وقد كنا ترابًا وضللنا في الأرض [[انظر: "تفسير مقاتل" 124 أ.]]. فقال الله تعالى:
{"ayah":"أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابࣰاۖ ذَ ٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِیدࣱ"}