الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ﴾. قال عطاء عن ابن عباس: يريد يقومون لله بحقه [[لم أقف عليه.]]، هذا كلامه. ومعنى القيام لله: هو أن يقوم له [[في (ج): (لله).]] بالحق في كل ما يلزمه القيام به من الأمر بالمعروف والعمل به، والنهي عن المنكر وتجنبه [[انظر: "بحر العلوم" 1/ 420.]]. واللام في (لله) أجل. وقوله تعالى: ﴿شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ﴾. قال عطاء: يريد يشهدون بالعدل، يقول: لا تُحابِ في شهادتك أهل ودك وقرابتك، ولا تمنع شهادتك أهل بغضك وأعدائك [[لم أقف عليه.]]. وقال الزجاج: أي: تبيّنون عن دين الله، لأن الشاهد يبين ما يشهد عليه [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 156.]]. وقوله تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾. أي: لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل [[انظر: الطبرى في "تفسيره" 6/ 141، و"معاني الزجاج" 2/ 156.]]، وأراد: أن لا تعدلوا فيهم، فحذف للعلم. وقال الزجاج: لا يحملنكم بغض المشركين على ترك العدل [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 156.]]. فإن قيل: ما وجه ظلم المشركين وقد أمر بقتلهم وسبي أولادهم وأخذ أموالهم؟ قيل: إنه قد يمكن أن يظلموا بضروب كثيرة، منها: المُثلة، وقتل الأولاد صبرًا لاغتمام الآباء، وترك قبول الإسلام منهم، ونحو ذلك مما هو محرم في الدين [[انظر: "بحر العلوم" 1/ 420، و"الكشاف" للزمخشري 1/ 326.]]. وقد ذكرنا ما في هذا في أول السورة. وقوله تعالى: ﴿اعْدِلُوا﴾ أي: في الولي والعدو [[انظر: الطبري في "تفسيره" 6/ 142، و"زاد المسير" 2/ 307.]]. ﴿هُوَ أَقْرَبُ﴾ أي العدل، ودل عليه الفعل كقولهم: من كذب كان شرًا، أي كان الكذب شرًا. ومعنى ﴿أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ أي: أقرب إلى أن تكونوا متقين باجتناب جميع السيئات، وأقرب لاتقاء النار [[انظر: "زاد المسير" 2/ 307.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب