الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾. قال مجاهد: نعمة الله: النعم [["تفسير مجاهد" 1/ 187، وانظر: "الدر المنثور" 469.]]. قال أهل المعاني: إنما لم تجمع للإشعار بعظمها من غير جهة تضاعفها [[انظر: "زاد المسير" 2/ 306.]]. ولأن جملة النعم نعمة على طريقة الجنس، كما أن جملة الماء ماء، وجملة المنافع منفعة. وقال مقاتل: يعني: بالإسلام [["تفسيره" 1/ 456.]]. وقوله تعالى: ﴿وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ﴾. معنى المواثقة: المعاهدة التي قد أحكمت بالعقد على ثقة [[انظر: "اللسان" 8/ 4764 (وثق).]]. واختلفوا في هذا الميثاق، فقال ابن عباس: هو الميثاق الذي أخذ على بني إسرائيل حين قالوا: آمنا بالنبي، وأقررنا بما في التوراة، فذكّرهم الله ميثاقه الذي أقروا به على أنفسهم، وأمرهم بالوفاء [["تفسير ابن عباس" ص 173، وأخرجه الطبري في "تفسيره" 6/ 140.]]. فعنده الآية خطاب لليهود. وقال مجاهد والكلبي ومقاتل: هو ما أخذ عليهم حين أخرجهم من ظهر آدم، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى [["تفسير مجاهد" 1/ 187، وانظر: "تفسير مقاتل" 1/ 456، والبغوي في "تفسيره" 3/ 26، و"زاد المسير" 2/ 306.]]. فإن قيل على هذا: إن بني آدم لا يذكرون ذلك الميثاق، فكيف (أُمِروا [[ساقط من (ش).]]) بحفظه؟ قيل: إن الله تعالى إذ [[في (ش): (إذا) بالمد.]] أخبر أنه أخذ ذلك الميثاق علينا لم يبق لنا شك في أنه كان كذلك، وليس التذكر شرطًا في خبر الصادق، فجاز أن يكلفنا الوفاء به بعد إنتفاء الشك بإخبار الصادق عنه، كما لو انتفى الشك بالتذكر، وغير بعيد أن يذكرنا الله ذلك الميثاق يوم القيامة. وقال جماعة من المفسرين: يعني بالميثاق: حين بايعوا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة في كل أمر ونهي، في اليسر والعسر، والرضا والكره، والأيمان التي أخذت عليهم يوم بيعة العقبة، ويوم بيعة الرضوان [[انظر: "معاني النحاس" 2/ 277، والبغوي في "تفسيره" 3/ 26، و"زاد المسير" 2/ 306.]]. قال السدي: هذا ميثاق قبول التوحيد والإقرار بالطاعة والاستسلام لأمره، أخذ الله ميثاقنا فقلنا: سمعنا وأطعنا على الإيمان بالله، والإقرار به وبرسله، فكل مؤمن أقر بالله ورسله، فهو داخل في هذا الميثاق، وهذا كان ميثاق الذين بايعوا محمدًا على السمع والطاعة، فيما أحبوا وكرهوا [[أخرجه الطبري في "تفسيره" 6/ 140 بمعناه.]]. وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء [[لم أقف عليه.]]. وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [المائدة: 7]. قال ابن عباس: بخفيات القلوب، والضمير، والنيات [[لم أقف عليه.]]. وقال الكلبي: بما في القلوب من النقض والوفاء [["تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 108]]. وذكرنا الكلام في معنى (ذات الصدور) في موضعين من سورة آل عمران.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب