الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ﴾ قال أهل المعاني: معنى وعد الشيطان ما يصل مفهومه إلى قلب الإنسان، من نحو ما يجده من أنه سيطول عمرك، وتنال من الدنيا لذتك، وستعتلي على أعدائك، فإنما الدنيا دول، فستدور لك كما دارت لغيرك [[انظر: "معالم التنزيل" 2/ 289، و"زاد المسير" 2/ 207، والقرطبي 5/ 395.]]. وكل هذا غرور وتمنية وتطويل للأمل، وسيهجم عن قريب علي [[هكذا في المخطوط بالياء، ولعلها: "على" بدون ياء، وانظر: "الوسيط" 2/ 713.]] الأجل، وقد أبطل أيام عمره في رجاء ما لم يدرك منه شيئًا، فالعاقل من لم يعرج على هذا، وجدًّ في الطاعة ما أمكنه، وعلم أنه سينقطع عن الدنيا قريبًا، وعدّ نفسه من الموتى [وصدق] [[بياض في المخطوط، والتسديد من "الوسيط" 2/ 713.]] الله في قوله: ﴿وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾ أي: إلا ما يغرهم بإيهام النفع فيما فيه الضر [[انظر: "الوسيط" 2/ 713.]]. وذكر في عدة من كتب التفسير ﴿يَعِدُهُمْ﴾ ألا يلقون خيرًا، ﴿وَيُمَنِّيهِمْ﴾ الفقر، فلا ينفقون في خير [["الكشف والبيان" 4/ 122 ب، وانظر: "بحر العلوم" 1/ 389، و"معالم التنزيل" 2/ 289، والقرطبي 5/ 395.]]. وهذا صحيح في المعنى، من حيث إن الشيطان قد يخوف الإنسان بالفقر، فيمسك عن الإنفاق في الطاعة، ولكنه باطل من حيث اللغة؛ لأن الوعد إنما يستعمل في الخير، وما يكون في الشر قيل فيه: يوعد، هذا هو الصحيح، وإن كان يستعمل الوعد في الشر نادرًا [[انظر: "تهذيب اللغة" 4/ 3915، و"الصحاح" 2/ 551 (وعد).]]. والتمنية معناه: تسويل المنية، وهي ما يتمناه الإنسان، ولا يتمنى الفقر، إنما يتمنى الغنى وكثرة المال في غالب العادة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب