وقال قتادة: لما ذكر الله -عز وجل- هذه الشجرة افتتن بها الظلمة فقالوا: أيكون في النار شجرة، والنار تأكل الشجرة. فأنزل الله -عز وجل-: ﴿إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ﴾ [[انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 149، "الطبري" 23/ 63، "زاد المسير" 7/ 63.]]. قال مقاتل: تخرج تنبت [["تفسير مقاتل" 111 ب.]].
قوله: ﴿فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ﴾ قال قتادة: أخبرهم أن عذابها من النار إن عذبت بالنار [[أخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" 10/ 3216 عن قتادة نحوه.]]. وقال الحسن: أصلها في قعر جهنم، وأغصانها ترتفع إلى دركاتها [[انظر: "البغوي" 4/ 29، "زاد المسير" 7/ 63، "مجمع البيان" 8/ 696.]]. وعلى ما قال قتادة الآية جواب لإنكارهم بل هي إخبار عن منبت الشجرة، وأما جواب إنكارهم فقال ابن قتيبة: (قد تكون شجرهَ الزقوم بيتًا من النار أو من جوهر لا يأكله النار، وكذلك سلاسل النار وأغلالها وأنكالها وعقاربها وحياتها، ولو كانت على ما يعلم لم يبق على النار، وإنما دلنا الله على الغائب عنده بالحاضر عندنا، فالأسماء متفقة الدلالة والمعاني مختلفة، وما في الجنة من شجرها [[في (ب): (أشجرها)، وهو خطأ.]] وثمرها وفرشها وجميع آلاتها على مثل ذلك) [["تأويل مشكل القرآن" ص 70.]].
{"ayah":"إِنَّهَا شَجَرَةࣱ تَخۡرُجُ فِیۤ أَصۡلِ ٱلۡجَحِیمِ"}