قوله تعالى: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ﴾ قال أبو عبيدة: الكأس الإناء بما فيه [["مجاز القرآن" 2/ 169.]]. وقال أبو إسحاق: (الكأس الإناء إذا كان فيه خمر، ويقع الكأس لكل إناء مع شرابه) [["معاني القرآن وإعرابه" 4/ 303.]]. والمفسرون فسروا الكأس بالخمر، وهو قول عطاء والكلبي ومقاتل [[لم أقف عليه عن عطاء والكلبي، وانظر: "تفسير مقاتل" 110 ب.]].
وقال الضحاك: كل كأس في القرآن إنما عني به الخمر [[انظر: "المحرر الوجيز" 4/ 471، "القرطبي" 15/ 77، "زاد المسير" 7/ 56.]]. وهذا منهم توسع، وذلك أنهم لما كان المراد بإدارة الكأس إدارة ما فيه لا الإناء فسروه بما هو المراد.
وقوله: ﴿مِنْ مَعِينٍ﴾ مضى الكلام مستقصى في تفسير المعين عند قوله: ﴿ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ [المؤمنون: 50] [[قال: قال ابن عباس في رواية عكرمة يعني أنهار دمشق، وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: المعين الماء، وروى جابر عنه أنه الماء الجاري وهو قول مقاتل.]].
قال الكلبي [[لم أقف على قول الكلبي.]]: يطوف عليهم خدمهم بخمر بيضاء من معين، والمعين الظاهر.
وقال مقاتل: من معين يعني الجاري [["تفسير مقاتل" 111 أ.]].
وفي المعين قولان: أحدهما [[في (أ): (أحدها).]]: أنه الظاهر الذي تراه العيون. والثاني: أنه الجاري السايح وقد ذكرناهما.
{"ayah":"یُطَافُ عَلَیۡهِم بِكَأۡسࣲ مِّن مَّعِینِۭ"}