وقوله: ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)﴾ أي: انقطعوا وتميزوا منهم، يقال: أمزت الشيء من الشيء أميزه، إذا عزلته عنه، فانماز وامتاز، وميزته فتميز [[انظر: "تهذيب اللغة" 13/ 272 (ماز)، "اللسان" 5/ 412 (ميز).]].
وقال ابن عباس: يقول تنحوا أيها المشركون [[لم أقف عليه عن ابن عباس، وقد ذكر الماوردي نحوه 5/ 26 عن الكلبي، وذكره هود بن محكم 3/ 438 ولم ينسبه.]].
وقال مقاتل: اعتزلوا اليوم -يعني: في الآخرة- من الصالحين [["تفسير مقاتل" 108 أ.]].
وقال السدي: كونوا على حده [[ذكره المؤلف في "الوسيط" 3/ 517. وانظر: "البغوي" 4/ 16، "مجمع البيان" 8/ 671.]]. وهذا قول أكثر المفسرين [[المصادر السابقة. وانظر كذلك: "بحر العلوم" 3/ 104، "زاد المسير" 7/ 30.]]، واختيار أبي إسحاق قال: معناه: انفردوا عن المؤمنين [["معاني القرآن وإعرابه" 4/ 292.]].
وقال الضحاك: هم يفرد كل واحد من أهل النار بيتاً ويرد بابه، فيكون فيه أبدًا، لا يَرى ولا يُرى. وعلى هذا امتيازهم: أن يمتازوا بعضهم من بعض [[انظر: "الماوردي" 5/ 26، "البغوي" 4/ 16، "القرطبي" 15/ 46.]].
{"ayah":"وَٱمۡتَـٰزُوا۟ ٱلۡیَوۡمَ أَیُّهَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ"}