الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ ارتفع ﴿الْحَقُّ﴾ عند الفراء [[انظر: "معاني القرآن" له: 1/ 220.]] والزجاج [[انظر: "معاني القرآن" له: 1/ 422.]] بخبر ابتداءٍ محذوف. المعنى: [(الذي أنبأناك من قصة] [[ما بين المعقوفين غير مقروء في (أ). ومُثْبت من بقية النسخ.]] عيسى، الحَقُّ). أو: (ذلك النبأ في أمر عيسى، الحقُّ). فحُذِفَ؛ لتقدم ذِكْره، وأغنى حضورُ المعنى للنفس عن الإشارة إليه. وقال أبو عبيدة [[في "مجاز القرآن" له: 1/ 95. نقله عنه.]]: هو استئنافٌ بعد انقضاء الكلام، وخبره: في قولك [[في (ب)، (ج)، (د): (قوله).]]: ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ [و] [[ما بين المعقوفين: زيادة من: (ج)، (د).]] هذا كما تقول: الحقُّ من الله تعالى [[تعالى: ساقطة من: (ج)، (د).]]، والباطل من الشيطان [[وقيل: هو فاعل؛ أي: جاءك الحقُّ. انظر: "تفسير القرطبي" 4/ 103.]]. وقوله تعالى: ﴿فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ الخطاب للنبي ﷺ، والمراد: نهي غيره عن الشكِّ، كما قال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ﴾ [[سورة الطلاق: 1. ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾ قال الزجاج: (والخطاب للنبي خطاب للخلق؛ لأن النبي لم يشكك في قصَّة عيسى) "معاني القرآن" له: 1/ 422.]] ويحتمل أن يكون المعنى: فلا تكن من الممترين أيُّها السامع للبرهان، من المكلفين كائنًا مَنْ كان. والامْتِراءُ: الشكُّ [[في (ب): (الشاك).]]. قال ابن الأنباري [[في "الزاهر" 1/ 455 نقله عنه بالمعنى.]]: وهو مأخوذ من قول العرب: (مَرَيْتُ الناقةَ والشاةَ): إذا حَلَبْتهما [[في (ج): (حلبتها).]]. فكأنَّ الشاكَّ يجتذب بِشَكِّه [[من قوله: (بشكه ..) إلى (يجتذب): ساقط من (د).]] سِرًّا، كاللبن [[في (أ): (كاللين). والمثبت من بقية النسخ.]] الذي يُجتذَب [[في (ج): (يجتلب).]] عند الحلب. ويقال: (قد مارى فلانٌ فلانا): إذا جادله واستخرج غضبه [[ونصُّ قول ابن الأنباري: (وقولهم: "قد مارى فلان فلانًا"، قال أبو بكر: معناه: قد استخرج ما عنده من الكلام "الحجة" وهو مأخوذ من قولهم: "مَرَيْتُ الناقةَ والشاة، أمْريهما مَرْيًا": إذا مسحت ضروعهما لتَدُرّا).]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب