الباحث القرآني
قوله تعالى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ﴾ الآية.
قُرِئ: ﴿يَحْسَبَنَّ﴾ بالياء والتاء [[قرأ حمزةُ ﴿تَحْسَبَنَّ﴾ بالتاء. وقرأ الباقون بالياء.
انظر: "حجة القراءات"، لابن زنجلة: 183، و"التبصرة" لمكي 468.]].
فمن قَرَأ بالياء؛ فـ ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ﴾: فاعل ﴿يَحْسَبَنَّ﴾]، [[ما يبن المعقوفين: زيادة من (ج).]]، والمفعول الأول محذوفٌ؛ لدلالة اللفظ عليه؛ معناه: لا يَحسَبَنَّ الذين يبخلون بما آتاهم الله مِنْ فَضْلِهِ، البُخْلَ خيرًا لهم. فدلّ ﴿يَبْخَلُونَ﴾ على البخل، فَحُذِفَ؛ كقولهم: (مَنْ كَذَبَ كان شَرًّا له)؛ أي: الكذب [[انظر: "الأصول في النحو" لابن السراج 1/ 79، 2/ 167.]]. ومثلُه:
إذا نهِيَ السَّفِيهُ جَرَى إليه [[صدر بيت، وعجزه:
وخَالَفَ والسَّفِيهُ إلى خلِافِ= وقد نُسب في "إعراب القرآن"، المنسوب للزجاج 3/ 902 إلى أبي قير الأسلت الأنصاري. وورد غير منسوب في: "معاني القرآن" للفراء 1/ 104، 429، و"تأويل مشكل القرآن" 227، و"مجالس ثعلب" 1/ 60، و"تفسير الطبري" 7/ 431، و"إعراب القرآن" للنحاس 1/ 348، 422، و"الخصائص" 3/ 49، و"المحتسب" 1/ 70، 2/ 370، و"شرح الحماسة"، للمرزوقي 244، و"أمالي المرتضى" 1/ 203، و"تفسير الثعلبي" 3/ 161 أ، و"العمدة" لابن رشيق 2/ 1034، و"أمالي ابن الشجري" 1/ 103، 169، 2/ 36، 385، 507، و"البيان" للأنباري 1/ 129، 285، و"الأشباه والنظائر" للسيوطي 5/ 179، و"خزانة الأدب" 4/ 364، 5/ 226.
وروايته في "شرح الحماسة": (.. إذا زُجِرَ السفيهُ ..).]] أي: إلى السَّفَةِ. وأنشد الفَرّاء [[في "معاني القرآن" له 1/ 104.]]:
هُمُ المُلوكُ وأبناءُ المُلوكِ هُمُ ... والآخِذُونَ بِهِ والسَّاسَةُ الأُوَل [[البيت للقطامي. وقد ورد في "ديوانه" 30.
وورد منسوبًا له في: "جمهرة أشعار العرب" 811، و"أمالي المرتضى" 1/ 203، و"أمالي ابن الشجري" 1/ 103، 2/ 36، 3/ 103، و"خزانة الأدب" 5/ 227، 228، 6/ 483، 485.
وقد ورد في المصادر السابقة -عدا ديوانه-: (.. وأبناء الملوك لهم ..). ويعني بها. وأبناء الملوك منهم.
البيت من قصيدة قالها في مدح عبد الواحد بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص، وقيل: هو عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك، وكان يكنى أبا عثمان. وقد ورد اسمُ عبد الواحد وكنيتُه في القصيدة.]]
قوله: (به)؛ يريد: بالمُلْكِ. فاكتَفَى منه بِذِكْرِ (المُلُوك).
وقوله تعالى: ﴿هُوَ خَيْرًا لَهُمْ﴾.
﴿هُوَ﴾ -ههنا- فَصْلٌ [[في (ج): (فضل). وضمير الفَصْل، تَسْمِيَةٌ بَصْرِيَّةٌ، (لأنه فَصَل بين المبتدإ والخبر. وقيل: لأنه فصل بين الخبر والنعت. وقيل: لأنه فصل بين الخبر والتابع؛ لآن الفصل به يوضح كون الثاني خبرًا تابعًا). "همع الهوامع" 1/ 236. وانظر: "دراسة في النحو الكوفي" 239.]]، وهو الذي يُسَمِّيه الكوفيون: عماداً [[لأنه يعتمد عليه في الفائدة. وبعض الكوفيين يسميه: دِعَامة؛ لأنه يُدعَم به الكلام؛ أي: يُقوى به ويؤكد. وبعضهم سماه: صفة. انظر: المراجع السابقة، و"شرح المفصل" 3/ 110، و"الإنصاف" للأنباري ص 567.]]؛ وذلك أنّ تَقَدمَ ﴿يَبْخَلُونَ﴾ بمنزلة تقدم (البُخْل)؛ فَكَأنَّه قيل: ولا يَحْسَبَنَّ الذين يَبخَلُونَ البُخْلَ -هو- خَيْرًا لهم.
ومَن قَرَأ بالتَّاء فَقَال الزّجَّاجُ [[في "معاني القرآن" له 1/ 493. نقله عنه بمعناه.]]. معناه: ولا تَحْسَبَنَّ بُخْلَ الذين يبخلون، فَحذف المُضَاف؛ كأنه قيل: ولا تَحسَبَنَّ بُخْلَ الباخلين [هو] [[ما بين المعقوفين زيادة من (ج).]] خيرًا.
وأمَّا التفسير فقال ابنُ عباس -في رواية عطاء- [[قوله، في: "بحر العلوم" 1/ 319، و"تفسير الثعلبي": 3/ 161 ب. إلا أنهما أطلقا العزو إليه، ولم يقيداه برواية عطاء.
وفي "زاد المسير" 1/ 512 أنه من رواية أبي صالح.
وورد عنه قول آخر -من رواية عطية العوفي-: إن المراد بالآية: أهل "الكتاب"، بخلوا أن يبينوه للناس. وهو قول مجاهد.
انظر: "تفسير الطبري" 4/ 190، و"تفسير ابن أبي حاتم" 3/ 826.]]، وأكثر أهل التفسير -ابن مسعود [[ورد قوله هذا في أثر يرفعه النبي ﷺ، في: "سنن الترمذي" رقم (3012). كتاب التفسير. ومن سورة آل عمران. وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" 4/ 12 رقم (2256)، والنسائي في "تفسيره" 1/ 347 رقم (104)، والطبري في "تفسيره" 4/ 192، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 826.]]، والشعبي [[قوله في: "تفسير الثعلبي" 3/ 161 ب.]]، والسُّدِّي [[قوله في: "تفسير الطبري" 4/ 190، و"تفسير ابن أبي حاتم" 3/ 826، و"تفسير الثعلبي" 3/ 161 ب، و"النكت والعيون" 1/ 440.]]، وغيرهم [[انظر: المصادر السابقة.]] -: نزلت الآية في الباخلين بالزكاة الواجبة [[انظر: (الموجبة).]] عليهم.
وقوله تعالى: ﴿بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ قال ابن عباس [[لم أقف على مصدر قوله.]]: يريدون: الذهبَ والفِضَّةَ والحيوان والثِّمَارَ. فَفَسَّرَهُ [[في (ج): (يفسره).]] بالأشياء التي تَجِبُ فيها الزكاة
وقوله تعالى: ﴿بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ﴾ قال الحَسَن [[لم أقف على مصدر قوله.]]: لأنهم نالوا بهِ عذَابَ الله.
وقوله تعالى: ﴿سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ أكثرُ المفسِّرينَ على أنَّ معناه: يُجْعَلُ ما بَخِلَ به مِنَ المَالِ حَيَّةً، يُطَوَّقها يومَ القيامة [[(يوم القيامة): ساقط من (ج).]] في عُنُقِهِ، تَنْهَسُهُ [[في (ب)، (ج): (تنهشه). (تَنْهَسُهُ، وتَنْهَشُه)، بمعنى واحد. ولكن (النَّهْسَ): أن يأخذه بمقدم الأسنان، و (النَّهْش): أن يأخذه بأضراسه. انظر: "القاموس المحيط" 579 (نهس)، 608 (نهش).]] مِنْ قَرْنِهِ [[(القَرْنُ) من الإنسان: الجانب الأعلى منه. انظر (قرن) في: "القاموس" 1223، و"المعجم الوسيط" 2/ 737.]] إلى قَدَمِهِ [[من قال ذلك: أبو مالك العبدي، وابن مسعود، وأبو وائل، والسُّدِّي، ومقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" 1/ 318، و"تفسير الطبري" 4/ 191 - 193.]].
يَدُلُّ على هذا ما روى ابن مسعود عن النبي ﷺ، [قال] [[ما بين المعقوفين: زيادة من (ج).]]: "ما مِن رَجُلِ لا يُؤدِّي زكاةَ مالِهِ إلاّ جُعِلَ [[في (ج): (جعل الله).]] له شُجاعٌ [[الشجاع -بضم الشين وكسرها-: الحَيَّةُ الذَّكَر. وقيل: الحيةُ مطلقًا. انظر: "الفائق في غريب الحديث" 2/ 222، و"النهاية في غريب الحديث"2/ 447.]] في عنقِه يومَ القيامة"، ثُمَّ قَرَأ علينا رسول الله ﷺ، مِصْدَاقَهُ مِنْ كتاب الله ﴿سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [[الحديث أورده المؤلف بالمعنى، وقد أخرجه: الترمذي في "سننه" رقم (3012). وقال: (حسن صحيح). والنسائي في "سننه" 5/ 11 رقم (2441). وأخرجه في "تفسيره" 1/ 346 - 347. وابن ماجه في "سننه" رقم (1784)، وأحمد في "المسند" (شرح شاكر): رقم (3577) وقال شاكر: (إسناده صحيح). والحاكم في "المستدرك" 2/ 298، 299 كتاب التفسير. باب: سورة آل عمران. وابن خزيمة 2/ 12 رقم (2256)، والطبراني في "المعجم الكبير" 9/ 262 رقم (9123 - 9126). والطبري في "تفسيره" 4/ 192، وابن أبي حاتم 3/ 278.]] وقال إبراهيم النَّخَعِي: معناه: يُجعَل يوم القيامة في أعناقهم، طَوْقٌ مِن نارٍ.
أخبرنا إسماعِيل بن أبي القَاسِم الصوفي [[تقدمت ترجمته.]]، أَبَنَا [[(أبنا): اختصار لـ (أخبرنا). وفي "تدريب الراوي": (ويكتبون من (أخبرنا): (أنا)؛ أي: الهمزة والضمير. ولا تحسن زيادة الباء قبل النون، وإن فعله البيهقيُّ وغيره؛ لأنها تلتبس برمز (حدثنا)) 2/ 87.]] أبو عبد الرحمن، عبد الله بن عمر بن علَّك الجَوْهري [[ويقال المروزي. أحد الحفاظ المتفق على جلالتهم، ويعد من نقاد أئمة الحديث بـ (مرو). توفي سنة (360 هـ).
انظر: "سير أعلام النبلاء" 16/ 168، و"تذكرة الحفاظ" 3/ 929، و"شذرات الذهب" 3/ 37.]]، بِمَرْو [[مَرْوُ، وتسمى: (مرو الشاهِجَان). وهي أشهر مدن خراسان، وقصبتها. والنسبة == إليها: (مرْوَزي) على غير قياس. ويقال عن الثوب (مَرْوِي) على القياس. وهناك مدينة أخرى تسمى (مرو الرُّوذ). والنسب إليها: (مرْوَرُوذي) و (مرُّوذي). وهي أصغر من (مرو الشاهِجان). انظر: "معجم البلدان" 5/ 112.]]، ثنا عبد الله بن محمود السَّعْدِي [[هو: أبو عبد الرحمن، السعدي المروزي. الشيخ العالم الحافظ الثقة المأمون. توفي سنة (311 هـ).
انظر: "سير أعلام النبلاء" 14/ 499، و"تذكرة الحفاظ" 2/ 718، و"شذرات الذهب" 2/ 262.]]، ثنا موسى بن بحر [[أبو عِمْران، المروذي، أصله عراقي، مقبول، عده ابن حجر من الطبقة العاشرة، ممن لم يَلْقَوا التابعين، وإنما رَوَوْا عن أتباع التابعين، مات سنة (230 هـ). انظر: الثقات، لابن حبان: 9/ 162، و"الجرح والتعديل" 8/ 137، و"تقريب التهذيب" ص 550 (6950).]]، ثنا عَبِيدة بن [[في (ج): (عن) بدلًا من (بن).]] حُمَيْد [[هو: عَبِيدة بن حُمَيد التيمي، وقيل: الليثي، وقيل: الضبِّي، أبو عبد الرحمن الحذَّاء. قال ابن المديني: ما رأيت أصح حديثًا منه، وأحسن الإمام أحمد الثناء عليه جِدًا، ورفع أمره. وكان صاحب نحو وعربية وقراءة للقرآن. مات سنة: 190 هـ انظر: "الجرح والتعديل": 6/ 92، و"تاريخ بغداد" 11/ 120، و"ميزان الاعتدال" 3/ 422، و"تهذيب التهذيب" 3/ 43.]] ، حدّثَنِي منصور [[تقدمت ترجمته.]]، عن إبراهيم [[هو النخعي.]] -في قوله: ﴿سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ -، قال: (يُطَوَّقون بِطَوْقٍ [[في (ج): (يطوق).]] منْ نار) [[أخرج الأثر عنه -كذلك-: سفيان الثوري في "تفسيره" 82، وعبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 141، والطبري في "تفسيره" 4/ 192 - 193، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 828، وأورده السيوطي في "الدر" 2/ 185 وزاد نسبة إخراجه لسعيد ابن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]].
وعلى هذا التَّفْسِير، يجعَل ما بَخِلُوا به مِنْ المال، طَوْقًا مِنْ نارٍ، كما جُعِلَ في التفسير الأوَّلِ حَيَّة.
وقال المُؤَرج [[لم أقف على مصدر قوله.]]: معناه [[(معناه): ساقط من (ج).]]: يُلزَمُون أعمالَهم، مِثْل ما يَلْزم الطوقُ العنقَ. والعربُ تكني بالتطويق [[في (ج): (بالطريق).]] عن الإلْزام؛ ومنه قراءة مَن قرأ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ [البقرة: 184]، [[القراءة التي ذكرها المؤلف: ﴿يُطَوَّقونه﴾، هي قراءة: عائشة، وابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، وطاوس، وعطاء.
انظر: "صحيح البخاري" (4505) كتاب التفسير. باب: 25 فقد رواها عن ابن عباس. و"مصنف عبد الرزاق" 4/ 220، 221، 223 رقم (7573 - 7575)، (7577) رواها عن ابن عباس، ورقم (7576) عن عائشة، ورقم (7583) رواها عن ابن جبير. و" الناسخ والمنسوخ" لأبي عبيد بن سلام 46، 47، و"تفسير الطبري" 2/ 132، و"الدر المنثور" 1/ 326، فقد أخرجوها عمن سبق.]]؛ أي: يَتَكَلَّفُونَه، وُيلْزَمُونَه. يُقال: (طُوِّقَ فلانٌ عَمَلَهُ، مثلَ طَوْقِ الحَمَامَةِ).
قال ابنُ الأنباري [[لم أقف على مصدر قوله.]]: معناه -على هذا التفسير-: سَيُطَوّقُونَ جَزَاءَ ما بخلُوا به. وذِكْرُ التَّطْوِيق -ههنا- على جهة المَثَلِ، كِنَايَةً عن الإلزام، لا على أنَّ ثَمَّ أطواقًا.
وقال ابن عباس -في رواية العَوْفي- [[هذه الرواية في: "تفسير الطبري" 4/ 190، و"تفسير ابن أبي حاتم" 3/ 826، و"تفسير الثعلبي" 3/ 162 - ب، و"أسباب النزول" للمؤلف 136 - 137.]]: نزلت هذه الآية في اليهود الذين كتموا صِفَةَ محمد ﷺ، وأراد بـ (البخل): كِتْمان العِلْم الذي آتاهم الله.
يَدُلُّ على هذا التفسير: قولُه -تعالى-: ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: 37].
وعلى هذا، معنى قوله: ﴿سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ﴾ أي: يُحَمَّلُون وِزْرَهُ وإثْمَهُ. وهذا القول اختيار: ابنِ كَيْسان [[لم أقف على مصدر قوله.]]، وأبي إسحاق [[هو الزجاج، في "معاني القرآن" له 1/ 492.]].
وقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾.
قال المفسرون كلُّهم [[انظر: "معاني القرآن" للفراء 1/ 249، و"معاني القرآن" للزجاج 1/ 493، و"تفسير الطبري" 7/ 440، و"بحر العلوم" 1/ 319، و"تفسير البغوي" 2/ 143، و"تفسير القرطبي" 4/ 293.]]: يعني أنه يَفْنى أهلُها، وتبقى الأملاكُ والأموالُ، ولا مالكَ لها إلا اللهُ. فجرى هذا مجْرى الوِراثَةِ؛ إذْ كانَ الخلْقُ قبل ذلك يَدّعُونَ المُلْكَ، فَلَمَّا ماتُوا عنها، ولم يُخَلِّفُوا أحدًا، كانَ هو الوارث لها -جل وعَزَّ-.
قال أبو إسحاق [[في "معاني القرآن" له 1/ 493. نقله عنه بنصه.]]: خُوطِبَ القومُ بِمَا يَعْقِلُون؛ لأنهم يَجْعَلُون ما رَجَعَ إلى الإنسانِ ميراثًا، [إذا كان ملكًا له.
وتأويله: بُطلانُ مُلْكِ جميع المَالِكين، إلّا مُلْك الله -جَلَّ وعَزَّ-] [[ما بين المعقوفين زيادة من (ج).]]، فيصير كالميراث.
قال ابن الأنباري [[لم أقف على مصدر قوله. وقد أورده الفخرُ الرازي في "تفسيره" 9/ 119 والنيسابوري في: "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" 4/ 137.]]: والعرب تقول: (وَرِثَ فلانٌ عِلْمَ فلانٍ): إذا تَفَرَّد به [[في (ب): (انفرد). وكذا وردت في "تفسير الفخر الرازي".]] بعد أن كان مشاركًا فيه [[في "غرائب القرآن": (مشاركًا له فيه).]].
وقد قال الله -تعالى- [[في "غرائب القرآن": (ومثله). بدلًا من (وقد قال الله تعالى).]]: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾ [النمل: 16]، [فَذَهَبَ إلى وِراثَتِهِ عِلْمَهُ، بعد أنْ كانَ داودُ] [[ما بين المعقوفين: زيادة من (ج). والعبارة في "تفسير الفخر الرازي": (وكان المعنى: انفراده بذلك الأمر، بعد أن كان داود ..).]] مشاركًا فيه [[في "غرائب القرآن": (مشاركًا له فيه).]]، أو [[في (ج) و"تفسير الفخر الرازي": (و) بدلًا من (أو).]] غالبًا عليه.
وقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾.
مَنْ قَرَأَ بالياءِ [[قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: بالياء في ﴿يَعْمَلُونَ﴾. وقرأ الباقون: بالتاء ﴿تَعْمَلُونَ﴾. انظر: "السبعة" 320، و"القراءات" للأزهري 1/ 133، و"الحجة"، للفارسي 3/ 113.
ومن قوله: (من قرأ ..) إلى (.. أقرب إلى الصواب): نقله -بتصرف- عن: "الحجة" للفارسي 3/ 113.]]، فلأنَّ ما قَبْلَهُ على الغَيْبَةِ، وذلك قوله: ﴿سَيطَوَّقُونَهُ﴾ [[هكذا في (أ)، (ب)، (ج). وفي "الحجة": (سيطوقون).]]، ﴿والله بِمَا يَعملون [[في (ج): (تعملون).]] خبير﴾ مِنْ مَنْعِهِم الحقوقَ، فَيُجَازِيهم عليه.
ومَن قرأ بالتاء؛ فَلأنَّ قبل هذه الآية خِطابًا، وهو قوله: ﴿وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [آل عمران: 179]، ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾، فَيُجازِيكم عليه.
والغَيْبَةُ أقرب إليه مِنَ الخطاب.
{"ayah":"وَلَا یَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ یَبۡخَلُونَ بِمَاۤ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ خَیۡرࣰا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرࣱّ لَّهُمۡۖ سَیُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا۟ بِهِۦ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ وَلِلَّهِ مِیرَ ٰثُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق