الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ﴾ أي [[من قوله: (أي ..) إلى (وعلاماته): نقله بنصه عن: "معاني القرآن" للزجاج: 1/ 454.]]: تلك التي جرى ذكرها، حُجَجُ اللهِ وعلاماتُه. وصَلح ﴿تِلْكَ﴾ ههنا في موضع (هذه)؛ لانقضاء الآيات؛ فلمَّا انقضت، صارت كأنها بَعُدَت، فقيل فيها: ﴿تِلْكَ﴾ [[انظر: "معاني القرآن" للفراء: 1/ 10، 229، "تفسير الطبري" 1/ 96.]]. وقال ابن عباس [[لم أقف على مصدر قوله. وهو مذكور في (تنوير المقباس)، المنسوب له: 53. وقد قال بهذا القول: قتادة انظر: "تفسير ابن أبي حاتم" 2/ 468.]]: ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ﴾، يعنى: القرآن [[(القرآن): مطموسة في (ج). وقد اختار المؤلف هذا القول في تفسيره (الوجيز) (المطبوع بهامش (مراح لبيد): 1/ 113). وذهب إليه القرطبي. انظر: "تفسيره" 4/ 169.]]. وقوله تعالى: ﴿نَتْلُوهَا عَلَيْكَ﴾ أي: نُعرِّفُك إيَّاها. قال ابن عباس [[لم أقف على مصدر قوله. واختاره المؤلف في تفسيره (الوجيز) (المطبوع بهامش (مراح لبيد): 1/ 113).]]: نُبَيّنها. وقوله تعالى: ﴿بِالْحَقّ﴾ أي: بأنَّها [[في (ب): (بيانها).]] حقٌ؛ كما تقول: أعامِلُك بالحَقِّ؛ أي: معاملتي حقٌّ. ويجوز أنْ يكون المعنى: نتلوها بالمعنى الحق؛ لأن معنى المَتْلُوِّ حقٌّ. ﴿وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ﴾ فيعاقبهم بلا جُرْمٍ. (قاله) [[من (أ)، وفي باقي النسخ: (قال).]] ابنُ عبَّاس. وقال أبو إسحاق [[في "معاني القرآن" له: 1/ 455. نقله عنه بمعناه]]: أعلم الله جل وعزَّ أنَّهُ [[في (ج): (أنَّ).]] يُعذِّبُ مَن يُعذِّبُهُ باستحقاقٍ. [وحَسُنَ] [[ما بين المعقوفين زيادة من (ج).]] ههنا نفيُ إرادةِ الظلم للعالمين؛ لأن ذِكْرَ العقوبةِ قد تقدم، فبيَّنَ أنَّه لا يُعاقِب أحدًا [[في (أ)، (ب): أحد. والمثبت من: (ج). وهي أليق بالعبارة -هنا- وأوجه.]] ظالمًا إيَّاهُ. فإنْ قيل: أليس لو فعل ذلك، لم يكن ظالمًا عندكم؟ فلِمَ [[في (ج): فلما.]] قال: ﴿وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ﴾ [غافر: 31]؟ ولو أراده لم يكن ظُلمًا؟ [[في (ب): (ظالمًا).]]. قلنا: سمَّاه ظلمًا؛ لأنه في سورة الظُّلْم [[انظر حول هذا الموضوع: "شرح العقيدة الطحاوية" 453 - 455.]]، ولو عَذَّبَ غير [[في (ج): (غيره).]] مُستَحِقٍّ [[في (ج): (مستحقًا).]] للعذاب، لم يكن منه ظلمًا حقيقيًّا، ولكنه يكون في صورة الظلم، وقد يُسمَّى الشيءُ بالشيء، إذا أشبهه، وكان في صورته؛ كجزاء السيِّئة، يُسَمَّى: (سيئةً) [[كقوله تعالى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [الشورى: 40].]]، وجزاء الاستهزاء، يُسمَّى [[في (ج): (سمي).]]: (استهزاءً) في التنزيل [[يعني المؤلف قولَه -تعالى-: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [البقرة:14 - 15]. وقد ذكر الطبريُّ هذا المعنى في تفسيره، ورَدَّهُ، فـ (الاستهزاء) في هذه الآية صفة من صفات الله على الحقيقة، تليق بجلال الله -تعالى-، وليس المقصود بـ (الاستهزاء) هنا مجازاتهم في الآخرة على استهزائهم بأوليائه في الدنيا، فهذا صرفٌ للصفة عن حقيقتها. انظر: "تفسير الطبري" 1/ 132 - 134. وانظر ما سبق من تعليق على تفسير المؤلف لقول الله -تعالى-: ﴿وَمَكَرَ اَللهُ﴾ من الآية: 54.]]، ومثله كثير.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب