﴿نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ﴾ [[تكلم أبو علي الفارسي عن كلمة: ﴿أُولُوا﴾ وأنها جمع: ذو، من غير لفظه. "كتاب الشعر" 2/ 422، و"المسائل الحلبيات" 154.]] قال عطاء عن ابن عباس: كانت من قوة أحدهم أنه يُرَكِّض الفرس حتى إذا امتلأ فُرُوجُه ضم فخذيه فحبسه بقوته [[ذكره عن ابن عباس: القرطبي 13/ 195. وفي "الوسيط" 3/ 377: أي: في == الأبدان في معنى قول ابن عباس. في "تهذيب اللغة" 10/ 416 (وكى): وإنما قيل للذي يشتد عدوه: مُوكٍ؛ لأنه كأنه ملأ هواء ما بين رِجليه عدوًا وأوكى عليه، والعرب تقول: ملأ الفرسُ فرُوج دَوَارِجه عَدْوُا: إذا اشتد حُضْرُه.]].
وقال مقاتل: يعني عدة كثيرة من الرجال، كقوله: ﴿فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ﴾ [الكهف: 95] يعني: بالرجال [["تفسير مقاتل" 58 ب.]].
فتحمل القوة هاهنا على العدة والكثرة [[وهذا جمع حسن بين القولين.]].
قوله تعالى: ﴿وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ﴾ يعني الشجاعة والقوة في الحرب [["تفسير مقاتل" 58 ب. وكلمة: القوة، في نسخة (ج).]].
قال ابن زيد: عرَّضوا لها بالقتال؛ بأن ذكروا لها قوتهم وشجاعتهم، ثم قالوا: ﴿وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ﴾ [[أخرجه ابن جرير 19/ 154. وابن أبي حاتم 9/ 2875. وذكره في "الوسيط" 3/ 377، ولم ينسبه.]] أي: في القتال وفي تركه ﴿فَانْظُرِي﴾ من الرأي ﴿مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ ماذا تشيرين علينا [["تفسير مقاتل" 58 ب، بنصه.]].
قالت مجيبة لهم عن التعريض بالقتال:
{"ayah":"قَالُوا۟ نَحۡنُ أُو۟لُوا۟ قُوَّةࣲ وَأُو۟لُوا۟ بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَیۡكِ فَٱنظُرِی مَاذَا تَأۡمُرِینَ"}