الباحث القرآني

﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ﴾ قال أبو علي وغيره من النحويين: هل يسمعون دعاءكم، فحذف المضاف [["المسائل الحلبيات" 83، و"الإيضاح العضدي"، كلاهما لأبي علي الفارسي 1/ 197. و"معاني القرآن" للأخفش 2/ 646، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 87. و"تفسير الثعلبي" 8/ 111 أ.]]؛ لأن سمعت إذا عُدِّي إلى زيد لم يكن له من مفعول مما سمع زيد، كقولك: سمعت زيدًا يقول ذلك، أو يشتم عمرًا. ونحو ذلك من المفعولات التي تُسمع، وهذا كقوله: ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ﴾ [فاطر: 14] [[قال ابن جرير 19/ 84: قال بعض من أنكر ذلك من قوله من أهل العربية: الفصيح من الكلام في ذلك هو ما جاء في القرآن؛ لأن العرب تقول: سمعت زيداً متكلماً، يريدون: سمعت كلام زيد، ثم تعلم أن السمع لا يقع على الأناسي، إنما يقع على كلامهم، ثم يقولون: سمعت زيداً، أي: سمعت كلامه.]]. قال ابن عباس: هل يجيبونكم أو يسمعون دعاءكم [["تنوير المقباس" 307.]]. وقال مقاتل: هل يجيبونكم إذ تدعوهم [["تفسير مقاتل" 51 أ.]]. وتفسير السمع بالإجابة معنى؛ لأن من سمع أجاب. ومن هذا قيل: سمع الله لمن حمده. أي: أجاب [[قال ابن الأنباري: وقولهم: سمع الله لمن حمده، معناه: أجاب الله من حمده، والله سامع على كل حال، وكذلك: سمع الله دعاءك، معناه: أجاب الله دعاءك. "الزاهر في معاني كلمات الناس" 1/ 59.]]. وإذا فسرنا السمع بالإجابة لم يحتج إلى تقدير المضاف.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب