الباحث القرآني

وقوله: ﴿فَقَدْ كَذَّبُوا﴾ قال صاحب النظم: قوله: ﴿فَقَدْ كَذَّبُوا﴾ بعد قوله: ﴿إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ﴾ جعل إعراضهم تكذيبًا؛ لأن من أعرض عن شيء ترك قبوله، [وإذا ترك قبوله] [[ما بين المعقوفين، في نسخة (ج).]] فقد دل على تكذيبه به. وهذا من باب الإيماء. وقوله: ﴿فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ وعيد لهم [["تفسير الثعلبي" 8/ 108 أ.]]. قال ابن عباس: سوف يأتيهم عاقبة ما كذبوا واستهزؤا به [[ذكره القرطبي 13/ 90، ولم ينسبه.]]. قال الكلبي: فوقع بهم العذاب يوم بدر [["تنوير المقباس" 306، بلفظ: من العذاب. دون تحديد.]]. يعني: أن هذا الوعيد الذي أوعدوا به في هذه الآية لحقهم يوم بدر. قال أبو إسحاق: المعنى: فسيعلمون نبأ ذلك في القيامة، قال: وجائز أن يعجل لهم بعض ذلك في الدنيا نحو ما نالهم يوم بدر [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 83.]]. وقال صاحب النظم: جعل تكذيبهم استهزاء فدل ذلك على أن كل من كذب بحق فكأنه [[في نسخة (ب): (فقد استهزأ به).]] قد استهزأ به، ومن أعرض عنه ولم يقبله فقد كذبه. قال: وأنباؤه ظهوره على الأديان كلها، وإيمان الناس به كافة، قال: ويقال أمر له نبأ، أي: عاقبته محمودة. هذا كلامه. وتحقيق المعنى: فسيأتيهم أخبار ما كذبوا واستهزؤا به من اجتماع الناس عليه بالإيمان؛ على ما ذكره صاحب النظم. وعلى ما ذَكر المفسرون: أخبار عاقبة تكذيبهم بما كذبوا به واستهزائهم؛ وهي: العذاب والنِّقمة [["تفسير ابن جرير" 19/ 62، بمعناه.]]. ثم ذكر ما يدلهم على قدرته فقال:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب