الباحث القرآني

قوله: ﴿وَيَضِيقُ صَدْرِي﴾ أي بتكذيبهم إياي [["تنوير المقباس" 307، ونسبه الماوردي 4/ 166، للكلبي، وذكر قولاً آخر، وهو: ﴿وَيَضِيقُ صَدْرِي﴾ بالضعف عن إبلاغ الرسالة.]] ﴿وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي﴾ أي: لا ينبعث بالكلام. يعني: للعلة التي كانت بلسانه [["تفسير ابن جرير" 19/ 64، و"تفسير الثعلبي" 8/ 108 أ. وهذه العلة مذكورة في قوله تعالى: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ [طه:27، 28]. وأما ما ورد من أن السبب في ذلك هو وضع نبي الله موسى عليه السلام الجمرة في فمه بدلاً من التمرة، فإن هذا الخبر لا يعتد به؛ لأنه من الأخبار الإسرائيلية، وقد ذكره ابن جرير في "تاريخه" 1/ 390، وجزم به ابن عطية 11/ 94. وهو مخالف للواقع؛ إذ كيف يقدر على حمل الجمرة بيده ويرفعها إلى فيه، ومع ذلك لا تحرق يده ولا توْذه، ويكفي لإثبات أن نبي الله موسى عليه السلام، لا يعقل أخذه للجمرة دون الحاجة إلى رفعها إلى فيه. والله أعلم. وذكر السمرقندي 2/ 470، أن العلة في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي﴾ لمهابته. وهو قول غريب، ونسبه الماوردي 4/ 166، للكلبي.]]. [قال الفراء: ﴿وَيَضِيقُ﴾ مرفوعة؛ لأنها مردودة على ﴿أَخَافُ﴾ ولو نصبت بالرد على ﴿يُكَذِّبُونِ﴾ كانت صوابًا، والوجه الرفع؛ لأنه أخبر أن صدره يضيق، وذَكر العلة التي كانت بلسانه] [[ما بين المعقوفين، في نسخة (ج).]] فتلك مما لا تَخاف؛ لأنها قد كانت [["معاني القرآن" للفراء 2/ 278، بنصه. ونحوه في "معاني القرآن" للزجاج 4/ 84. وذكره نحوه النحاس، عن الكسائي، "إعراب القرآن" 3/ 175.]]. قوله: ﴿فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ﴾ اجعله رسولاً لكَ معي بأن يُرسِل إليه جبريلَ بالوحي [[قال مقاتل 48 أ: يقول: فأرسل معي هارون، كقوله في النساء: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ﴾ [2].]]. قال الكلبي: لكي يكون معي معينًا لي [["تنوير المقباس" 307.]]. قال الفراء: ولم يذكر معونة ولا مؤازرة؛ لأن المعنى معلوم؛ كما تقول: لو أتاني مكروه لأرسلت إليك. ومعناه: لتعينني وتغيثني، وإذا كان المعنى [[(المعنى) في نسخة (أ)، (ب).]] معلومًا طرح للإيجاز [["معاني القرآن" للفراء 2/ 278. ونحوه في "معاني القرآن" للزجاج 4/ 84.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب