الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ﴾ يعني: المشركين [["تفسير الهوَّاري" 3/ 209. وابن برير 19/ 11]] ﴿بِمَثَلٍ﴾ [[تنكير مثل، في سياق النفي، يدل على التعميم. "تفسير ابن عاشور" 19/ 21.]] يضربونه لك في إبطال أمرك، ومخاصمتك، كما قالوا: ﴿لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾ ﴿إِلَّا جِئْنَاكَ﴾ بالذي هو الحق لترد به خصومتهم، وتبطل به كيدهم، وما جاؤا به من المثل [[قال البغوي 6/ 83: فسمى ما يوردون من الشبه مثلاً، وسمى ما يدفع به الشبه == حقًا. قال السعدي 5/ 478: وفي هذه الآية دليل على أنه ينبغي للمتكلم في العلم، من محدث، ومعلم، وواعظ، أن يقتدي بربه، في تدبيره حال رسوله، كذلك العالم يدبر أمر الخلق، وكلما حدث موجب، أو حصل موسم، أتى بما يناسب ذلك من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والمواعظ الموافقة لذلك.]]. ﴿وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ أي: من مَثَلهم [[قال الهواري 3/ 209: وقال بعضهم: أحسن تفضيلاً.]]. قال الزجاج: وحذفت من؛ لأن في الكلام دليلًا عليه، لو قلت: رأيتُ زيدًا وعمْرًا، فكان عمْرٌو [[(فكان عمرو) ساقطة من (ج).]] أحسن وجهًا. كان في الكلام دليل على أنك تريد: مِنْ زيد [["معاني القرآن" للزجاج4/ 67.]]. وهذا الذي ذكرنا معني قول مقاتل، في هذه الآية [["تفسير مقاتل" ص 45 أ.]] وذكر عطاء والكلبي، بيان ما يأتون به، وما يجيء الله به مما هو الحق؛ فقالا: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ﴾ كما أتوا به في صفة عيسى فقالوا: إنه خُلِق من غير أب [[ذكر هذا القول القرطبي 13/ 30 ولم ينسبه. وذكر عن الكلبي أنه قال ﴿وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ أي: تفصيلاً، ومثل ذلك ذى ابن أبي حاتم 8/ 2691، عن عطاء ولم يذكر هذا المثل.]] ﴿إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ﴾ هو أي: بما فيه نقض لحجتهم؛ وهو: آدم، خُلِق من غير أب، ولا أم. وهذا معنى قوله تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ﴾ الآية [[الشاهد من الآية، لم يذكر، وهو قوله: ﴿كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ ولم أجد هذا القول في "الوسيط"، و"الوجيز".]] [آل عمران: 59]. وأما معنى التفسير، فهو: تفعيل، من: الفسر. قال ابن الأعرابي: الفَسْرُ: كشفُ ما غطي [["تهذيب اللغة" 12/ 406 (فسر).]]. وقال الليث: الفسر: التفسير، وهو البيان، والتفصيل، والتَفْسِرَة: كل شيء يعرف به تفسير الشيء ومعناه. ولهذا قيل للبول الذي ينظر فيه الأطباء، فيستدلون به على علة العليل: تَفْسِرة [["العين" 7/ 247 (فسر)، ونقله عنه الأزهري، "تهذيب اللغة" 12/ 406.]]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب