الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا﴾ قال أبو إسحاق: الحق صفة للملك، ومعناه: أن الملك الذي هو الملك حقًا ملك الرحمن جلَّ وعزَّ يوم القيامة، كما قال عز وجل: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ [غافر: 16] لأن الملك الزائل كأنه ليس بملك [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 65. ووصف الملك بأنه حق؛ لأنه لا يزول ولا يتغير. تفسير الرازى 24/ 75.]]. وقال ابن عباس: يريد أنَّ يوم القيامة لا مَلِك يقضي غيره [[في "تنوير المقباس" ص 352: ﴿الْمُلْكُ﴾ القضاء، ﴿يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ﴾ العدل. وذكره في: "الوسيط" 3/ 339. ونسبه البغوي 6/ 80، لابن عباس.]]. وقال مقاتل: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ﴾ [الفرقان: 26] وحده، واليوم الكفار ينازعونه في أمره [["تفسير مقاتل" ص 44 ب. وفي إضافة الملك في يوم القيامة لاسمه تعالى: الرحمن، معانٍ عظيمة. ذكر بعضها السعدي في تفسيره 5/ 474.]]. قوله تعالى: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا﴾ قال ابن عباس: هو على الكافرين عسير] [[ما بين المعقوفين، في نسخة: (أ)، (ب). وهو في "تنوير المقباس" ص 302، بمعناه وأخرج نحوه ابن أبي حاتم 8/ 2683، عن قتادة]] وهو على المؤمنين غير عسير عليهم. قال مقاتل: عسير عليهم يومئذ لشدته، ومشقته، ويهون على المؤمنين كأدنى صلاة [[صلاة. في نسخة: (أ)، (ب).]] صلاها في دار الدنيا [["تفسير مقاتل" ص 44 ب. بمعناه، وذكره الثعلبي 8/ 95 ب، ولم ينسبه. وقد ورد هذا في حديث مرفوع: قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَثنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سعيد الْخُدْرِيِّ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ الله -ﷺ-: يَوْمًا كَانَ مِقدَارُهُ خمسِينَ أَلْفَ سَنةٍ مَا أَطْوَلَ هَذَا الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله -ﷺ-:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَتى يَكُونَ أَخَفَ عَلَيْهِ مِنْ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلَيهَا في الدُّنْيَا". "المسند" 4/ 151، رقم: 11717، وأخرجه أبو يعلى الموصلي 2/ 527، من طريق الإمام أحمد، وقال الهيثمي 10/ 337: إسناده حسن، على ضعف في راويه. وذكره ابن كثير 6/ 107، ونسبه للإمام أحمد، وسكت عنه. وهذا الحديث مرسل. وابن لَهيعة، صدوق، اختلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن وهب، وابن المبارك عنه أعدل من غيرهما. المغني في الضعفاء 1/ 502. و"التقريب" ص 538 وهذا الحديث ليس من طريقهما. ودراج، هو: ابن سمعان، أبو السمح، صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف. "التقريب" ص 310، وذكر ابن عدي هذا الحديث، في: الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 981، وقال: لا يتابع في دراج عليه.]]. وفي هذه الآية تبشير عظيم للمؤمنين حيث خص الكافرين بشدة ذلك اليوم وعسرته [[تقديم ﴿عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ للحصر، وهو قصر إضافي، أي: دون المؤمنين. تفسير ابن عاشور 19/ 11.]]. وذكر المفسرون: أن ذلك اليوم يهون على المؤمنين [بدلالة الخطاب؛ وذلك أنه لما ذكر شدته على الكفار كان مفهومه أنه يهون على المؤمنين] [[ما بين المعقوفين، في (أ)، (ب).]] فدل تفسير المفسرين لهذه الآية على مسألة المفهوم [[وأشار إلى هذا الاستدلال القرطبي 13/ 24. والمفهوم مقابل للمنطوق، والمنطوق أصل للمفهوم. ودلالة المفهوم، المقصودة هنا هي مفهوم المخالفة. ومعناه: الاستدلال بتخصيص الشيء بالذكر على نفي الحكم عمَّا عداه ويُسمَّى أيضًا دليل الخطاب. "الإحكام" للآمدي 3/ 63، و"روضة الناظر"، 2/ 775.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب