الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾ قال ابن زيد: يحضروني [[(يحضروني): ساقطة من (أ).]] في أموري [[في (ع): (أمري).]] [[رواه الطبري 18/ 51، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 114 وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.]]. وقال الكلبي: عند تلاوة القرآن [[ذكره عنه ابن القيم في "إغاثة اللهفان" 1/ 155. وذكر الزمخشري 3/ 42 هذا القول ونسبه لابن عباس.]]. وقال عكرمة: عند النزع والسياق [[ذكره عنه الزمخشري 3/ 42، وابن القيم في "إغاثة اللهفان" 1/ 155.]]. قال صاحب النظم: هذا من باب الإيماء؛ لأن معنى قوله: ﴿أَنْ يَحْضُرُونِ﴾ إيماءً إلى أن يصيبوني بسوء، ومنه قولهم: حضر فلان، إذا دنى موته. ويقال: اللبن [[في (ظ): (الناس).]] محضور ومحتضر، أي: يصاب منه، وكذا [[في (أ): (وكذا).]] الحُشُوش والكُنُف [[الحُشُوش: جمع: حُش -بضم الحاء وفتحها- وهو المخرج والمتوضأ. "لسان العرب" 9/ 286 (حشش). والكنف: جمع كَنِيف وهو المرحاض. "القاموس المحيط" 3/ 192.]] مُحْتَضَرة، أي يصاب الناس [[(الناس): ساقطة من (ظ). والعبارة في (ظ): (أي يصاب منه أي يصاب فيها).]] فيها، ومنه قوله-عز وجل-: ﴿كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ﴾ [القمر: 28] أي مصاب منه يصيب صاحبه. هذا كلامه. والصحيح أن يقال: المعنى: وأعوذ بك ربِّ [[(ربِّ) ليست في (أ).]] أن يحضرون بسوء، بحذف ذكر السوء اختصارًا على أنه مفهوم المعنى، وذلك قولهم اللبن محتضر [[(محتضر): ساقطة من (ع).]] فغط إناك، يعنون: تحتضره الدابة وغير ذلك من أهل الأرض [[قولى: (قولهم اللبن محتضر ... إلى هنا). هذا كلام الأصمعي كما في "تهذيب اللغة" للأزهري 4/ 201 (حضر).]]، والكُنُف تحتضره الشياطين والجن، وقوله: ﴿كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ﴾ باحتضار صاحبه. وهذا معنى ما ذكره صاحب النظم من قوله: أن يصيبوني بسوء؛ لأنهم إذا حضروه بسوء أصابوه به [[(به): ساقطة من (أ).]]. وحذف ذكر السوء؛ لأن الشيطان لا يحضر ابن آدم إلا بسوء [[ذكر ابن الجوزي 5/ 489 هذا المعنى ولم ينسبه لأحد.]]، فلذا [[في جميع النسخ: (فإذا). وما أثبتناه هو الصواب.]] أمر أن يتعوذ من أن يأتيه الشيطان أو يقربه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب