الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ قال الكلبي: فقال لهم رسول الله -ﷺ- ذلك الذي أمره الله به في هذه الآية فكذبوه [[في (أ): (فكذبوا).]]، وقالوا: بل الملائكة بنات الله والأصنام شركاؤه، فنزل فيهم ﴿بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ﴾ يعني بالقرآن [[لم أجد من ذكره عن الكلبي. ولا يعتمد على الكلبي فيما يرويه فهو متهم بالكذب.]]. وقال مقاتل: بالتوحيد [["تفسير مقاتل" 2/ 32 ب.]]. ﴿وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ فيما يضيفون إلى الله من الولد والشريك [[انظر: الطبري 18/ 49.]]. ثم نفى الولد والشريك عن نفسه فقال: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ﴾ قال مقاتل: يعني الملائكة [["تفسير مقاتل" 2/ 32 ب.]]. ﴿وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ﴾ قال ابن عباس: ولا له شريك [[ذكر البغوي 5/ 427 هذا القول ولم ينسبه لأحد.]]. ﴿إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ﴾ هذا جواب لكلام مضمر [[في (ظ): (الكلام مضمرًا).]] التقدير: لو كانت معه آلهة إذن لذهب كل إله بما خلق، أي لاعتزل وانفرد بخلقه [[من قوله: هذا جواب إلى هنا. هذا كلام الطبري رحمه الله في "تفسيره" 18/ 49 مع اختلاف يسير جدًّا وتقديم وتأخير. و"أصل الكلام" للفراء 2/ 241.]]، فلا يرضى أن يضاف خلقه وإنعامه إلى غيره، ومنع [[في جميع النسخ: (ومنع)، وفي المطبوع من "البسيط" 3/ 296: ولمنع. وأشار المحقق في الحاشية إلى أنه في بعض النسخ: منع. وعند ابن الجوزي 5/ 488: ولمنع. وعند البغوي 5/ 427: ومنع.]] الإله الآخر عن [[في (ظ): (من)، وفي باقي النسخ والوسيط والبغوي وابن الجوزي: عن.]] الاستيلاء على ما خلق [[في (ع): (في).]]. قوله: ﴿وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ دليل آخر على [[من قوله: "فلا في .. " إلى هنا ذكره الطوسي في "التبيان" 7/ 345 - 346 من غير نسبة لأحد.]] نفي الشريك معطوف على الأول. قال الفراء: بغى بعضهم على بعض [["معاني القرآن" للفراء 2/ 241.]]. وقال الزجاج: طلب بعضهم مغالبة بعض [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 20.]]. وهذا معنى قول ابن عباس والمفسرين: لقاتل بعضهم بعضًا كما يفعل الملوك في الدنيا يقاتل هذا هذا [[ذكر البغوي 5/ 427 هذا المعنى ولم ينسبه لأحد.]]. قال أهل العلم في هذه الآية: ذكر الله تعالى في أول الآية نفي الولد ونفي الشريك، ثم ذكر الدليل على نفي الشريك واقتصر عليه ولم يذكر الدليل على نفي الولد؛ لأن الدليل على نفي الشريك يتضمن نفي الولد، وذلك أن الولد ينازع الأب في الملك منازعة الأجانب، فلو كان لله ولد لأظهر المنازعة كما يكون بين الإلهين [[في (ظ): (الأهلين).]]، والملكين [[ذكر القرطبي 12/ 146 هذا المعنى باختصار ولم ينسبه لأحد.]]. ثم نزّه عما وصفوه به فقال: ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب