الباحث القرآني
قوله: ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ﴾ أكثر المفسرين على أن الكناية في قوله: ﴿بِهِ﴾ [[(به): ساقطة من (ظ).]] تعود إلى الحرم، أو إلى البيت، أو إلى البلد مكة.
قال مجاهد: ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ﴾ بالبلد مكة [[رواه الطبري 8/ 38، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 108 وزاد نسبته لعبد ابن حميد وابن أبي حاتم.]].
وقال أبو صالح: بالبيت [[لم أجد من ذكر عنه هذا القول. وقد روى عبد بن حميد وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" 6/ 108 عن أبي صالح قال: بالقرآن.]].
وهو قول ابن عباس في رواية سعيد بن جبير [[رواه النسائي في "تفسيره" 2/ 98، والحاكم في "مستدركه" 2/ 394 من رواية سعيد بن جبير، عنه.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 109 وزاد نسبته لابن أبي حاتم وابن مردويه.]].
قال قتادة: مستكبرين بالحرم، يقولون: نحن أهل الحرم فلا نخاف [[رواه عبد الرزاق 2/ 47، والطبري 18/ 39، 40، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 108 وزاد نسبه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.]].
ونحو هذا قال السدي، ومقاتل، وإبراهيم [[قول مقاتل في "تفسيره" 2/ 32 أ، ولم أجد من ذكره عن السدي وإبراهيم.]]. واختاره الفراء، والزجاج، وابن قتيبة، [وأبو علي.
قال الفراء: ﴿بِهِ﴾ بالبيت العتيق، يقولون: نحن أهله [["معاني القرآن" للفراء 2/ 239.]].
وقال الزجاج: ﴿بِهِ﴾ بالبيت الحرام [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 18.]].
وقال ابن قتيبة] [[ما بين المعقوفين ساقط من (أ).]]: ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ﴾ أي بالبيت العتيق، يفخرون ويقولون: نحن ولاته [["غريب القرآن" لابن قتيبة ص 298.]].
وقال أبو علي: مستكبرين بالبيت والحرم لأمنكم فيه، مع خوف سائر الناس في مواطنهم [[في (أ): (مواصلتهم).]] [["الحجة" لأبي علي 5/ 298.]].
وعلى هذا فالكناية عن غير مذكور.
وقال ابن عباس -في رواية عطاء-: ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ﴾ يريد بالقرآن [[تقدّم أن هذا القول قال به أبو صالح.]].
وذكر أبو إسحاق هذا الوجه فقال: ويجوز أن تكون الهاء للكتاب، فيكون المعنى: فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين بالكتاب، أي: يحدث لكم بتلاوته عليكم استكبارًا [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 18 - 19. وجوَّد ابن عطية 10/ 378 هذا الوجه.
وذكر الزمخشري 3/ 36 وأبو حيان 6/ 412، والسمين الحلبي 8/ 358 وجهًا == أجود من هذا وهو أن الكناية في "به" تعود للقرآن و"مستكبرين" ضُمِّن معنى مكذِّبين فعدى بالباء. وهو مناسب لقوله تعالى قبل ذلك ﴿قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾ فهؤلاء جمعوا بين التكذيب والاستكبار.]].
والمعنى على هذا القول: مستكبرين بسبب القرآن أو الكتاب.
قوله: ﴿سَامِرًا﴾ السَّمر [[في (ع): (السمر: الحديث، حديث).]]: حديث القوم بالليل. يقال: سمر يسمر سمرًا، فهو سأمر [[انظر: (سمر) في "تهذيب اللغة" للأزهري 12/ 419، "الصحاح" للجوهري 2/ 688، "لسان العرب" 4/ 377.]]. ومنه الحديث: "جدب [[في (أ): (جدب)، وفي (ظ): (حدث)، وهي ساقطة من (ع).]] عمر السمر بعد العشاء" [[رواه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/ 308، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 2/ 279 عن حذيفة -رضي الله عنه-: أن عمر جدب لنا السمر بعد العشاء. وعند أبي عبيد: العتمة.
ورواه ابن أبي شيبة 3/ 279 أيضًا عن سلمان بن ربيعة قال: كان عمر بن الخطاب يتجدب لنا السمر بعد العتمة.
وذكره ابن كثير في "سند عمر بن الخطاب" 1/ 199 من حديث ابن مسعود: أجدب لنا عمر السمر بعد العشاء.
قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/ 308: قوله: جدب السمر يعني: عابه وذَمَّه. وانظر: "تهذيب اللغة" 10/ 673 "جدب" فقد ذكر الحديث وتفسير أبي عبيد له.]].
وذكر أبو إسحاق اشتقاق السَّمر فقال: إنما سموا سمارا من السمر وهو [[(وهو): ساقطة من (أ)، (ع).]] ظل القمر، وكذلك السمرة في الألوان مشتقة من هذا. هذا كلامه [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 18، وليس في المطبوع: في الألوان.]].
والسمر عنده ظل القمر.
وقال الفراء: السمر كل ليلة ليس فيها قمر، ومنه قول العرب: لا أفعل ذلك السمر والقمر، أي: ما طلع القمر وما لم يطلع [[كلام الفراء في "تهذيب اللغة" للأزهري 12/ 419 من رواية سلمة عن الفراء، وليس في "معاني القرآن".]].
وجعل ابن أحمر السمر ليلاً فقال [[بيت ابن أحمر بهذه الرواية في: "تهذيب اللغة" للأزهري 12/ 419 (سمر)، "لسان العرب" 12/ 550 (لملم)، "تاج العروس" للزبيدي 12/ 73 (سمر).
وهو في "ديوان ابن أحمر" ص 92، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 60، "الذيل والتكملة" للصاغاني 3/ 35 (سمر) مع اختلاف في المصراع الثاني، فروايته عندهم: عزف القيان ومجلس غمر
وصدر البيت في "غريب القرآن" لابن قتيبة ص 298 منسوبًا لابن أحمر.
وقوله "حي حلال" قال الأزهري في "تهذيب اللغة" 3/ 439 "حلل": قال أبو عبيد: الحلال: جماعات بيوت الناس، واحدها حلة، قال: وحي حلال، أي: كثير. اهـ.
و"لملمٌ": مجتمعٌ. "لسان العرب" 12/ 550 (لملم).
و"عكر": مختلط. "الصحاح" للجوهري 2/ 756 (عكر).]].
من دونهم إن جئتهم سمرًا ... حَيُّ [[في (ع): (حتى).]] حلالٌ لملمٌ عكرُ [[في (ظ): (عكرا).]]
أراد إنْ جئتهم ليلاً [[من قوله: وجعل ابن أحمر ... إلى هنا. نقلاً عن "تهذيب اللغة" للأزهري 12/ 419 (سمر).]].
[والحديث بالليل سُمّي سمرًا باسم [[في (أ): (اسم).]] الليل] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).]]، أو لأنهم كانوا يتحدثون [[في (ع): (يحدثون).]] بالليلة المقمرة في ظلّ القمر [[انظر: "لسان العرب" 4/ 377.]].
وذكر المفضل على العكس من هذا فقال: السمر الحديث بالليل، ثم كثر ذلك حتى سموا الظلمة سمرًا [[ذكر الأزهري في "تهذيب اللغة" 12/ 420 نحو هذا القول عن الأصمعي.]]. ومنه قولهم: حلف فلان بالسمر والقمر [[انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري 2/ 420، "لسان العرب"4/ 377.]].
واختلفوا في السمر هاهنا:
فالأكثرون على أن السامر هاهنا: اسم للجماعة الذين يسمرون. وهو معنى قول ابن عباس [[ذكر السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 109 عن ابن عباس في قوله: "سامرًا تهجرون" قال: كانت قريش يتحلقون حلقا تحدثون حول البيت. وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه.]] وأكثر المفسرين [[انظر: "الطبري" 18/ 39، "الدر المنثور" للسيوطي 6/ 108 - 109.]].
قال أبو إسحاق: السامر: الجماعة الذين [[(الذين): موضعها بياض في (ظ).]] يتحدثون ليلاً [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 18.]].
وقال المبرّد [[ذكر النحاس في "معاني القرآن" 4/ 475 عن المبرد أوَّله بمعناه.]]: السامر: اسم للجماعة [[في (ظ): (الجماعة).]]، ويقال: هو في السَّامر. أي: السُّمّار [[في (أ): (السما).]]، وأنشد لوضَّاح اليمن [[هو: عبد الرحمن- وقيل: عبد الله، وقيل: وضاح- بن إسماعيل بن كلال، من آل حولان، الحميري، شاعر غزل ونسيب. قيل أنه قدم مكة حاجًا في خلافة الوليد بن عبد الملك فرأى "أم البين" بنت عبد العزيز بن مروان زوجة الوليد فغزل بها، فقتله الوليد. "فوات الوفيات" 1/ 253، "الأغاني" 6/ 30 - 44، "النجوم الزاهرة" 1/ 266، "الأعلام" 3/ 299.]]: قالت: إذا جئت أبا جابر
فَأتِ إذا ما هجع السَّامر [[البيت في "الأغاني" للأصبهاني 6/ 216 ورواية صدره فيه:
قالت: لقد أعييتنا حُجَّةَ ..... فَأتِ
وفي "ديوان المعاني" لأبي هلال العسكري 1/ 226 ورواية صدره:
قالت: فأمَّا كنت أعييتنا
أحد أبيات قصيدة يذكر فيها "روضة" صاحبة، ومطلعها:
قالت: ألا لا تَلِجْن دارنا ... إن أبانا رجل غائر]]
وقال الأزهري: قد جاءت للعرب حروف على لفظ فاعل وهي جمع. فمنها الجامل وهي الإبل تكون فيها المذكور [[في (أ): (الذكورة).]] والإناث، والسَّامر: القوم يسمرون ليلاً، والحاضر: الحي النَّازل على الماء، والباقر: البقر [[في (ظ)، (ع): (والبقر).]] [[تهذيب اللغة" 12/ 419 "سمر" مع اختلاف في بعض الألفاظ وتقديم وتأخير.]].
وذهب قوم إلى أن السامر هاهنا واحد في معنى الجمع كما يراد بالواحد الجمع كقوله: ﴿ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ [الحج: 5]. وهو مذهب المفضل وأبي عبيدة [[انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 60. ولم أجد من ذكره عن المفضل، وقد ذكره الثعلبي 3/ 62 ب - 63 أهذا القول وصدره بقوله: قيل، والثعلبي ينقل عن المفضّل.]]، وأنشد [[ورد البيت في حاشية نسخة (س) من المجاز من غير نسبة كما ذكر ذلك محققه 2/ 60. وهو بلا نسبة في "تهذيب اللغة" للأزهري 4/ 200 (حضر)، "المحكم" لابن سيده 3/ 86، "لسان العرب" 4/ 197 (حضر).
وعجزه بلا نسبة في "مقاييس اللغة" لابن فارس 4/ 106. == والحاضر: الحيّ العظيم، والحي إذا حضروا الدار التي بها مجتمعهم. ابن سيدة 3/ 86.
لجب: أي ذو جلبة وكثرة. "الصحاح" 1/ 218 (لجب).
والصواهل: قال ابن منظور 11/ 386: الصَّواهِل: جمع الصَّاهلة، مصدر على فاعلة بمعنى الصهيل، وهو الصوت كقولك: سمعت رواي الإبل. والصَّهيل للخيل. والرايات: الأعلام، واحدها راية. "القاموس المحيط" 4/ 338 (روى).
والعكرُ: قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 4/ 106: العكرُ: القطيع الضَّخْم من الإبل فوق الخمسمائة. ثم أنشد عجز البيت.]]: في حاضر لجب بالليل سامره ... فيه الصَّواهلُ والرَّاياتُ والعكر
وقال مجاهد: بالقول في القرآن [[رواه الطبري 18/ 40، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 108 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.]].
وقال الكلبي: يقولون الهُجْرَ من سب النبي -ﷺ- [[روى عبد الرزاق 2/ 47 عن الكلبي قال: يقولون هجرًا. والهجر: القبيح من الكلام. "القاموس المحيط" 2/ 158.]].
وقال السدي: تهجرون محمدًا بالشتيمة [[لم أجد من ذكره عنه.]].
وقال إبراهيم: تقولون فيه غير الحق [[روى الطبري 19/ 9، وابن أبي حاتم 7/ 180 عن إبراهيم النخعي في قوله تعالى ﴿إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ [الفرقان: 30] قال: قالوا فيه غير الحق، ألم تر إلى المريض قال غير الحق.]]. ونحو هذا قال عكرمة [[روى عبيد بن حميد كما في "الدر المنثور" 6/ 109 عنه قال: تهجرون الحق. وذكر النحاس عنه في "معاني القرآن" 4/ 476 أنه قال: تشركون.]].
وقال الحسن: تهجرون رسول الله -ﷺ- وكتاب الله [[رواه عبد الرزاق 2/ 47، والطبري 18/ 41، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 108 ونسبه أيضًا لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن المنذر.]].
وقال مقاتل: تهجرون القرآن فلا تؤمنون به [["تفسير مقاتل" 2/ 32 أ.]].
وذكر الفراء، والكسائي، والزجاج، القولين جميعًا.
قال الفراء: إذا كان الليل وسمرتم هجرتم القرآن والنبي -ﷺ-، فهذا من الهجر، أي تتركون ذلك وترفضونه. قال: ويجوز أن تجعله من الهذيان قال: هجر الرجل في منامه، إذا هذى. أي أنكم تقولون فيه ما ليس فيه ولا يضره فهو كالهذيان [["معاني القرآن" للفراء 2/ 239 مع اختلاف يسير.]].
ونحو هذا ذكر الكسائي [[ذكر النحاس في "إعراب القرآن" 3/ 118 عنه أنه قال: تهجرون: تهذون.]]، والزجاج [[انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 18.]].
واختار [[في (أ): (واختيار).]] المفضل، وأبو علي القول الثاني.
فقال المفضل: يعني تهجرون القرآن وترفضونه فلا تلتفتون إليه.
وقال أبو علي: المعنى أنكم كنتم [[(كنتم): ساقطة من (أ).]] تهجرون آياتي وما يتلى عليكم من كتابي، فلا تنقادون له وتكذبون به، كقوله: ﴿قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ﴾ [["الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 298.]].
وقرأ نافع ﴿تُهجِرون﴾ بضم التاء [[وكسر الجيم. وقراءة الباقين بفتح التاء وضم الجيم. "السبعة" ص 446، "التيسير" ص 159، "النشر" 2/ 329.]]، وهو قراءة ابن عباس ومجاهد [[قراءة ابن عباس في "معاني القرآن" للفراء 2/ 239، "معاني القرآن" للنحاس 4/ 476. وقد روى الأزهري في "علل القرآن" 2/ 437 من طريق مجاهد، عن ابن عباس هذه القراءة.]]، وقالا: هو من الهجر وهو الُفحْش، وكانوا يسبُّون النبي -ﷺ- إذا خلوا حول البيت [[من قوله "وهو قراءة ابن عباس" إلى هنا. هذه عبارة الفراء كما في "معاني القرآن" 2/ 239 و"تهذيب اللغة" 6/ 41 مع اختلاف يسير في أوله وزاد الواحدي مجاهدًا. وقد روى الطبراني في "الكبير" 11/ 74 من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن ابن عباس أنه كان يقرأ هذا الحرف "مستكبرين به سامرًا تهجرون" قال: كان المشركون يهجرون رسول الله -ﷺ- في شعرهم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 73: وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل وهو ضعيف. اهـ.
ورواه الحاكم في "مستدركه" 2/ 246 مرفوعًا من طريق يحيى به، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله -ﷺ- كان يقرأ ... الحديث.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. فتعقّبه الذهبي بقوله: قلت: بل يحيى متروك، قال النسائي.
وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 109 بمثل رواية الحاكم، ونسبه إليه وإلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه.]].
يقال: هجر يهجر هجرًا وهجرانا [[بالكسر قاله الفيروزآبادي 2/ 157.]]، إذا صرم [[صرم: قطع. "لسان العرب" 12/ 313 (صرم).]] وتباعد ونأى. وهجر يهجر هجرا، إذا قال غير الحق [[انظر: (هجر) في "الصحاح" للجوهري 2/ 851، "لسان العرب" 5/ 251 - 254.]]، ومنه قول أبي سعيد الخدري لبنيه: إذا طفتم [[في (أ): (حلفتم).]] بالليل فلا تلغوا ولا تهجروا [[ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" 6/ 42 عن أبي سعيد. ورواه أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/ 63 - 64.]]. أي: لا تهذوا [["تهذيب اللغة" 6/ 42 منسوبًا لأبي عبيد، وهو في "غريب الحديث" 2/ 64.]].
والهجر هو الإفحاش في النطق. قاله الكسائي والأصمعي [[ذكره عنهما الأزهري في "تهذيب اللغة" 6/ 42 (هجر) من رواية أبي عبيد عنهما. وهو في "غريب الحديث" 2/ 63 لأبي عبيد.]]. ومنه قوله -ﷺ- في زيارة القبور: "فزوروها ولا تقولوا هُجرا" [[رواه أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/ 63، والإمام أحمد في "مسنده" 5/ 361، والنسائي في "سننه" (كتاب الجنائز- باب زيارة القبور 4/ 89) من حديث بريدة. قال الألباني في "الصحيحة" 3/ 576 عن رواية النسائي: بسند صحيح.]] ويقال من هذا: أهْجَر الرجل يهجر. قال الشَّمَّاخ:
كما جدة الأعراق قال ابنُ [[في (أ): (لضرة)، وفي (د)، (ع): (لي ضرة)، والتصويب من غريب الحديث والتهذيب وغيرهما.]] ضَرَّةٍ عليها كلامًا جار فيه وأهْجَرا [[بيت الشمَّاخ في "غريب الحديث" لأبي عبيد 2/ 63، "تهذيب اللغة" للأزهري 6/ 42 "هجر"، "المحتسب" لابن جني 2/ 96 - 97 وفيه: الأعراف، وهو تصحيف، "الصحاح" للجوهري 2/ 851 (هجر)، "لسان العرب" 5/ 253 "هجر". كلهم بمثل الرواية هنا. والبيت في "ديوانه" ص 135 وروايته فيه: مَمجّدة الأعراق.
وقال عبد الله بن بَرَّي في كتابه "التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح" 2/ 235: المشهور في رواية البيت عبد أكثر الرواة "مبرأة الأخلاق" عوضًا من قوله: كما جدة الأعراق، وهو صفة لمخفوض في بيت قبله، وهو:
كأن ذراعيها ذراعا مدلة ... بعيد السباب حاولت أن تَعَذَّرا
يقول: كأنَّ ذراعي هذه الناقة في حسنهما وحسن حركتهما ذراعا امرأة مدلة بحسن ذراعيها أظهرتهما بعد السَّباب لمن قال فيها من العيب ما ليس فيها، وهو قول ابن ضرتها، ومعنى تعذّر: أي تعتذر من سوء ما رميت به. اهـ.]].
والاختيار القراءة الأولى؛ لأنها تجمع [[في (أ): (جمع).]] المعنيين [[انظر في توجيه القراءتين: "علل القراءات" للأزهري 2/ 437، "إعراب القراءات السبع وعللها" لابن خالويه 2/ 92 - 93، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 489.]].
وتقدير الآية: مستكبرين به سامرين هاجرين. غير أن الحال ترد بعبارات [[في (أ): (بمسارات).]] فتكون أحسن، كما تقول: رأيت فلانًا راكبا يحدث وهو غضبان. [فتغير عبارات الحال، ويكون أحسن [[في (أ): (من احسن).]] من أن تقول: رأيته راكبًا محدثًا غضبان] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ع).]].
واختلفوا في موضع الوقف في هذه الآية:
فالأكثرون على أن الوقف في آخرها؛ لأنّه منتهى ذكر الأحوال، ولا يحسن الوقف في أثنائها [[في (أ): (أبنائها).]] [[انظر: "القطع والائتناف" للنحاس ص 503، "منار الهدى" للأشموني ص 263.]].
وقال أبو حاتم [[هو: أبو حاتم السجستاني.]]: يحسن الوقف على قوله: ﴿مُسْتَكْبِرِينَ﴾ ثم يبتدئ ﴿بِهِ سَامِرًا﴾ [[ذكره عنه النحاس في "القطع والائتناف" ص 503، "الداني في المكتفى" ص 402، الأشموني في "منار الهدى" ص 263.]] وهذا مذهب النحاس وابن الأنباري.
قال النحاس: ﴿بِهِ﴾ أي بالبيت ﴿سَامِرًا تَهْجُرُونَ﴾ آياتي أو تهذون [["القطع والائتناف" ص 503. ووقع في المطبوع: إبنيائي أو تهزؤن.]].
وقال ابن الأنباري: ﴿مُسْتَكْبِرِينَ﴾ وقف حسن، ثم تبتدئ ﴿بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ﴾ على معنى: بالبيت العتيق تهجرون النبي -ﷺ- والقرآن في وقت سمركم. قال: ويجوز أن يكون معنى ﴿تَهْجُرُونَ﴾ تهذون [["إيضاح الوقف والابتداء" 2/ 792 - 793.]].
وقال العباس بن الفضل [[هو: أبو القاسم، العباس بن الفضل بن شاذان بن عيسى، الرازي، المقرئ. إمام في القراءة متقن مشهور. صاحب القاطع والمبادئ. روى عنه القراءة ابن مجاهد وغيره. وبقي إلى سنة 310 هـ.
"معرفة القراءة" للذهبي 1/ 236، "غاية النهاية" لابن الجزري 1/ 352 - 353.]]: الوقف الكافي ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ﴾ [[ذكر قوله النحاس في "القطع والائتناف" ص 503، و"الدّاني في المكتفى" (ص 402).]].
وعلى هذا يكون قوله: (سامرًا) حالا مؤخرة في التقدير، أي: تهجرون سامرين بالليل.
{"ayah":"مُسۡتَكۡبِرِینَ بِهِۦ سَـٰمِرࣰا تَهۡجُرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق