الباحث القرآني

قوله: ﴿إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ﴾ قال الفراء: معناه إلا من أزواجهم [["معاني القرآن" للفراء 2/ 231.]]. وعلى هذا القول ﴿عَلَى﴾ بمعنى: من. وحروف الصفات متعاقبة [[حروف الصفات: هي حروف الجر، أو حروف الإضافة كما يسميها البصريون. قال ابن يعيش في "المفصل" 8/ 7: (وقد يسميها الكوفيون حروف الصفات، لأنها تقع صفات لما قبلها من المنكرات) أهـ. وفي تعاقب حروف الصفات أو الجر مذهبان للنحويين: 1 - مذهب الكوفيين: أنها تتعاقب وينوب بعضها عن بعض. وهو الذي ذكره == الواحدي هنا. 2 - مذهب البصريين: أن حروف الجر لا ينوب بعضها عن بعض بقياس، وما أوهم ذلك فهو عندهم إما مؤول تأويلا يقبله اللفظ، وإما على تضمين فعل معنى فعل يتعدى بذلك الحرف، وإما على شذوذ إنابة كلمة عن أخرى. انظر: "مغني اللبيب" لابن هشام 1/ 129 - 130، "همع الهوامع" للسيوطي 2/ 35. وانظر ما كتبه ابن جني في "الخصائص" 2/ 306 - 315، وابن القيم في "بدائع الفوائد" 2/ 20 - 22 حول هذا الموضوع فهو مفيد.]]. وقال الزجاج: دخلت ﴿عَلَى﴾ هاهنا لأن المعنى [[في (أ): (معنى).]]: أنهم يلامون [[في (ع): (لا يلامون).]] في إطلاق ما حُظر عليهم، إلا على أزواجهم فإنهم لا يلامون، والمعنى: أنهم يلامون على سوى أزواجهم وملك أيمانهم [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 6.]]. وعلى هذا القول ﴿عَلَى﴾ من صلة اللوم المضمر، ودل عليه ذكر اللوم في آخر الآية [[وهذا الوجه الذي ذكره الزجاج وبينه الواحدي، ذكره الزمخشري في "الكشاف" 3/ 26 ضمن وجوه منها: أن (على) متعلقة بمحذوف وقع حالا من ضمير (حافظون) والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال، أي حافظون لفرجهم في جميع الأحوال إلا حال كونهم والين وقوامين على أزواجهم. من قولك: كان فلان على فلانة فمات عنها فخلف عليها فلانة. ونظيره كان زياد على البصرة، أي: واليًا عليها. وقد اعترض أبو حيان 6/ 396 على هذه الوجوه وذكر أنها متكلفة، وقال: والأولى أن يكون من باب التضمين، ضمن (حافظون) معنى: ممسكون أو قاصرون، وكلاهما يتعدى بـ (على) كقوله ﴿أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ﴾ [الأحزاب: 37]. وانظر أيضًا: "الإملاء" للعكبري 2/ 146، "الدر المصون" 8/ 317 - 318، "روح المعاني" للألوسي 18/ 6.]]. قال مجاهد: يحفظ فرجه إلا من امرأته أو أمته، فإنه لا يلام على ذلك [[ذكره البغوي 5/ 410 من غير نسبة لأحد.]]. وقال مقاتل: يعني [[في (ع): (معنى).]] حلايلهم والولايد، فإنهم لا يلامون على الحلال [["تفسير مقاتل" 2/ 29 أ. وفيه: الحلائل.]]. وقال أهل المعاني: هذه الآية مخصوصة بالحالة التي تصح [[في (ع): (يصح).]] فيها وطء الزوجة والأمة، وهي أن لا تكون حائضًا ولا مُظاهرًا عنها، فلا تكون الأمة مزوجة ولا في عدة زوج. ولم يذكر [[في (ع): (تذكر).]] هذه الأحوال هاهنا للعلم بها [[ذكر هذا المعنى: الطوسي في "التبيان" 7/ 309، والحاكم الجشمي في "التهذيب" 6/ 193 أ - ب، ولم ينسباه لأحد.]] [[هنا ينتهي الخرم. في نسخة (ظ).]]. وقيل: المعنى أنهم لا يلامون من جهة وطء زوجة أو ملك يمينه، وإن استحق اللوم من وجه آخر إذا كان وطؤه في إحدى هذه الحالات [[ذكر هذا المعنى: الطوسي في "التبيان" 7/ 309، والحاكم الجشمي في "التهذيب" 6/ 193 أ - ب، ولم ينسباه لأحد.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب