الباحث القرآني

قوله: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ قال الفراء: (ما) في موضع الذي، وليست بحرف واحد: يقول: أيحسبون أنَّ ما نعطيهم في هذه الدنيا من الأموال والبنين أنّا جعلناه لهم ثوابًا [["معاني القرآن" للفراء 2/ 238.]]. وقال الزجاج: تأويل الآية: أيحسبون أنّ إمداد الله لهم بالمال والبنين مجازاة لهم؟ وإنَّما هو استدراج لهم من الله -وهو معنى قوله: ﴿لَا يَشْعُرُونَ﴾ [[قوله: وهو معنى قوله "بل لا يشعرون" مدرجة من كلام الواحدي وليست من كلام الزجاج.]] - و (ما) في معنى الذي، المعنى: أيحسبون أنّ الذي غرهم به [[(به): ساقطة من (ظ).]] من مال وبنين نسارع [[عند الزجاج: نسارع لهم به.]] لهم في الخيرات [["معاني القرآن" للزجَّاج 4/ 16، وفي "ما" وجهان آخران: أحدهما: أن تكون مصدرية، والتقدير: أيحسبون أن إمدادنا لهم من كذا مسارعةٌ منا لهم في الخيرات. الثاني: أنَّها مهيئة كافَّة. وبه قال الكسائي، وحينئذ يجوز الوقف على "زبنين". انظر: "القرطبي" 12/ 131، "البحر المحيط" 6/ 409، "الدر المصون" 8/ 351.]]. ومثل هذا ذكر صاحب النظم فقال: انتظام الآيتين بإضمار الباء على تأويل: نسارع لهم به في الخيرات [[مراد صاحب النظم أن "ما" بمعنى الذي وهي اسم "أنّ"، وصلتها ما بعدها، وخبر "أنَّ" هو الجملة من قوله "نسارع لهم في الخيرات" والرابط لهذه الجملة ضمير محذوف لفهم المعنى تقديره: نسارع لهم في الخيرات. قال أبو حيان وحسَّن حذفه استطالة الكلام مع أمْن اللَّبس. وقيل: الرابط بين هذه الجملة واسم "أنَّ" هو الظاهر الذي قام مقام الضمير من قوله "من الخيرات" إذْ الأصل: نسارع لهم فيه، ثم أظهْر فأوقع "الخيرات" موقعه تعظيمًا وتنبيها على كونه من الخيرات، ولا حذف على هذا التقْدير. انظر: "القرطبي" 12/ 130، "البحر المحيط" 6/ 409، "الدر المصون" 8/ 351.]] كما قال -عز وجل-: ﴿وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [[النحل: 50، التحريم: 6.]] [أي: يؤمرون] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ع).]] به وكما [[في (أ): (فكما).]] قال: ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ﴾ [النمل: 60] بالله غيره. قال ابن قتيبة: ﴿نُسَارِعُ﴾ بمعنى [[(بمعنى): ساقطة من (ظ).]]: نُسرع [["غريب القرآن" لابن قتيبة ص 298.]]. والمعنى: [أيحسبون أنَّا تقدم لهم ثواب أعمالهم لرضانا عنهم. وقال ابن عباس] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).]]: أيحسبون أن الذي بسطت لهم في الرزق فأغنيتهم وأكثرت أموالهم [[(أموالهم): ساقطة من (أ، ظ)، وفيهما: وأكثرت أولادهم.]] وأولادهم إن ذلك خير لهم بل هو شر لهم ﴿لَا يَشْعُرُونَ﴾ لا يعلمون غيبي [[في (أ): (غبني).]]. وقال مقاتل: يقول: لا يشعرون أن الذي أعطاهم من المال والبنين هو شر لهم كقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا﴾ [آل عمران: 178] [["تفسير مقاتل" 2/ 31 ب.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب