الباحث القرآني
قوله تعالى: ﴿هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ﴾ معنى (هيهات): بَعُدَ الأمرُ جدًّا حتى امتنع.
وهو صوت بمنزلة صَهْ ومَهْ، إلا أن هذه الأصوات الأغلب عليها الأمر والنهي، وهذا في الخبر، ونظيره شتان، أي: بعد ما بينهما جدًا.
وهذا الذي ذكرنا هو معنى ما ذكره أبو علي في كتاب "الإيضاح". فإنه ذكر فيه باب الأسماء التي سميت بها الأفعال فذكر فيه (رويد) بمعنى: أروِد أي: أمهل، و (إيه) بمعنى: حدث، وصَه ومَهْ بمعنى: أُسكت. وقال: أكثر ما تستعمل هذه الأسماء في الأمر والنهي، وقد جاء شيء من ذلك في الخبر، وذلك قولهم: شتان زيد وعمرو، فهذا بمنزلة: بعد زيد وعمرو، وقالوا: سرعان ذا إهالة [[سرعان -مثلثة السين- بمعنى: سرع، والإهالة: الودك.
و (سرعان ذا إهالة) مثل أصله: أن رجلا كانت له نعجة عجفاء، ورُغامها يسيل من منخريها لهزالها، فقيل له: ما هذا الذي يسيل؟ فقال: ودكها. فقال السائل ذلك القول.
وقيل إن أصل هذا المثل أن رجلاً كان يُحَمّق، اشترى شاة عجفاء يسيل رُغامها هزالا وسوء حال، فظن أنه ودك فقال: (سرعان ذا إهالة).
و (إهالة) منصوب على الحال، و (ذا) إشارة إلى الرغام، أي: سرع هذا الرغام حال كونه إهالة وهو مثل يضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته.
انظر: "مجمع الأمثال" للميداني 2/ 11 - 112، "لسان العرب" 8/ 152 (سرع)، "القاموس المحيط" 3/ 37، "تاج العروس" للزبيدي 21/ 186 (سرع).]]، بمعنى: سَرُع، وقالوا [[(قالوا): ساقطة من (أ).]]: هيهات زيد، يريدون: بعد. هذا كلامه [["الإيضاح العضدي" ص 191.]].
وقد ثبت أن هيهات اسم سمي به الفعل وهو بعد في الخبر لا في الأمر كما عليه أكثر بابه، وتفسير هيهات: بَعُدَ، وليس له اشتقاق؛ لأنه بمنزلة الأصوات، وفيه زيادة معنى ليس في بَعُدَ، وهي أن المكلم بهيهات يخبر عن اعتقاده استبعاد ذلك الشيء الذي يخبر عن بُعْدِه، وكأنه بمنزلة أن تقول: بعد جدًّا وما أبعده، لا على أن يعلم المخاطب مكان ذلك الشيء في البعد فـ[حسب، كما لو قال: بعد زيد، يفهم من هذا أنه يخبر عن مكانه في البعد] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).]]. ففي هيهات زيادة معنى على بعد وإن كنا [[في (ظ): (كان).]] نفسره ببعد.
قال الفراء - في قوله: ﴿هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ﴾: لو لم تكن اللام في (ما) كان صوابًا. ودخول اللام عربي، ومثله في الكلام: هيهات لك، وهيهات أنت منا، وهيهات لأرضك. وأنشد [[البيت أنشده الفراء في "معانيه" 2/ 235 من غير نسبة، وروايته عنده:
فأيهات أيهات العَقيقُ ومَن به ... وأيْهات وَصْل بالعقيق نواصله
والبيت لجرير، وهو في "ديوانه" 2/ 965 بمثل رواية الفراء لكن فيه (تواصله) مكان (نواصله)، و"النقائض" لأبي عبيدة 2/ 632: و"الخصائص" لابن جني 3/ 42 بمثل رواية الواحدي لكن فيه (ومن به) مكان (وأهله). و"شرح المفصل" لابن يعيش 4/ 35 بمثل رواية الواحدي.
و"اللسان" 13/ 553 (هيه) بمثل رواية الواحدي لكن فيه (نحاوله) مكان (نواصله) قال أبو عبيدة في "النقائض" 2/ 632. والعقيق: وادٍ لبني كلاب بالعالية.]]: فَهَيْهات هيهات الحقيقُ وأهلُه [[في (ع): (وأرضه).]] ... وهيهات خِلُّ بالعقيق نُوَاصِلُه
فمن لم يدخل اللام رفع الاسم. ومعنى هيهات: بعيد [[في (ع): (بعد).]] كأنه قال: بعيد [[عند الفراء: كأنه قال: بعيد (ما توعدون) وبعيد العقيق ...]] العقيق وأهله، ومن أدخل اللام قال (هيهات) أداة ليست [[في (ظ)، (ع): (ليس).]] بمأخوذة من فعل [فأدخلت لها اللام كما يقال: هَلُمَّ لك، إذْ لم تكن مأخوذة] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).]] من فعل [["معاني القرآن" للفراء 2/ 235 مع اختصار.]].
وقال أبو إسحاق: ﴿هَيْهَاتَ﴾ موضعها الرفع، وتأويلها [[في (ظ): (تأويلها).]]: البعد لما توعدون.
قال: ويقال: هيهات ما قلت، وهيهات لما قلت، فمن قال: هيهات لما قلت فمعناه البعد لقولك [[عند الزجاج: فمن قال: هيهات ما قلت، فمعناه: البعد ما قلت، ومن قال: هيهات لما قلت.]]، ومن نون هيهات جلها نكرة، ويكون المعنى: بُعدًا [[عند الزجاج: بعد.]] لما توعدون [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 13.]].
قال أبو علي: فيما أصلح [[في (ظ): (مما يصلح).]] عليه قوله في هيهات [أن موضعه] رفع وإجراؤه [[في "الإغفال" 2/ 1125: (إجراؤه)، وأشار المحقق إلى أنه في نسخة (ش): وإجراؤه.]] إياها [[في "الإغفال" 2/ 1125: (إياه).]] مجرى البعد في أن موضعه رفع، كما أن البعد رفع في قولك: "البعد لزيد" خطأ، وذلك أن هيهات اسم [سُمي به الفعل فهو اسم لبعد [[(لبعد): ساقط من (أ).]] كما أن شتان كذلك، وهيهات] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ع).]] أشبه الأصوات نحو: مَه وصه وما لا حظ في الإعراب، وكما لا يجوز أن يحكم لشتان بموضع من الإعراب -من حيث كان اسمًا للفعل فلا موضع له من الإعراب كما لا موضع لقام من قولنا: قام زيد، وما أشبهه- كذلك لا يجوز أن يحكم لهيهات بأن موضعه رفع، ولو جاز أن يكون موضعه رفعًا لدلالته على معنى البعد لكان شتان أيضًا مرتفعًا لدلالته على ذلك، وليس [[في "الإغفال" 2/ 1126: (فليس) وهي ساقطة من (ظ).]] للاسم الذي سُمي [[في "الإغفال" 2/ 1126: تُسمى.]] به الفعل موضع من الإعراب، كما لم يكن للفعل الذي جعل هذا اسمًا له موضع، فإذا ثبت أنه اسم سمي به الفعل كشتان لم يجز أن يخلو من فاعل ظاهر أو مضمر كما أن الفعل لا يخلو من ذلك، ولولا أن شتان وهيهات كبعد قولك: شتان زيد وهيهات العقيق لما تم الكلام به وبالاسم، فلما تم الكلام به علمنا أنه بمنزلة الفعل وأن الاسم مرتفع به، إذ لا يخلو من أن يكون بمنزلة الفعل أو بمنزلة المبتدأ، فلا يجوز أن يكون بمنزلة المبتدأ [[في "الإغفال" 2/ 1128: (الابتداء).]]؛ لأن المبتدأ هو الخبر في المعنى أو يكون له فيه ذكر وليس هيهات العقيق [[في "الإغفال" 2/ 1128: وليس هيهات بالعقيق.]] ولا شتان يزيد [[هكذا في (ع) والإغفال. وفي (أ): (يريد)، وهي مهملة في (ظ).]] ولو كان هيهات اسمًا للمصدر لما وجب بناؤه لأن المعنى الواحد قد يسمى بعدة أسماء ويكون ذلك كله معربًا، وأيضًا فإنك تقول: هيهات المنازل وهيهات الديار، فلو [[في "الإغفال" 2/ 1129: ولو.]] كان هيهات مبتدأ لوجب أن يجمع، إذ لا يكون المبتدأ واحدًا والخبر جمعًا.
وأظن الذي حمل أبا إسحاق على أن قال: (هيهات: معناه البعد، وموضعه رفع كما أنك لو قلت: البعد لزيد كان البعد رفعًا). أنه لم ير [[في "الإغفال" 2/ 1130: لم يرد، والصواب ما هنا.]] في قوله: ﴿هَيْهَاتَ﴾ فاعلا ظاهرًا مرتفعًا فحمله على أن موضعه رفع كالبعد. والقول في هذا أن في (هيهات) ضميرًا مرتفعًا، وذلك الضمير عائد إلى قوله: ﴿أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ﴾ الذي هو بمعنى الإخراج، كأنهم لما قالوا -مستبعدين للوعد بالبعث ومنكرين له- ﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ﴾ فكان قوله: ﴿أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ﴾ بمعنى الإخراج وصار [[في "الإغفال" 2/ 1130: صار.]] في (هيهات) ضمير له، والمعنى: هيهات إخراجكم للوعد، أي [[في (ع): (الذي).]]: بعد إخراجكم للوعد إذ كان الوعد إخراجكم بعد موتكم ونشركم بعد إضمحلالكم، فاستبعد أعداء الله إخراجهم ونشرهم لما كانت العِدة به بعد الموت، إغفالاً منهم للتدبر وإهمالاً [[في (ع): (وإمهالا).]] للتفكر في قوله: ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ ففاعل هيهات هو هذا الضمير العائد إلى ﴿أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ﴾ التي هو بمعنى الإخراج كما أن فاعل هيهات في قول الشاعر:
فهيهات هيهات العقيق
الاسم الظاهر: وإنما كرر [[في (ع): (تكرر).]] هيهات في الآية والبيت للتأكيد.
وأما [[في "الإغفال" 2/ 1132: فأما قوله.]] قوله: (ويقال: هيهات ما قلت وهيهات لما قلت، فمن قال هيهات ما قلت فمعناه البعد ما قلت ومن قال لما قلت فمعناه البعد لقولك) فقد ذكرنا أن هيهات لا يجوز أن يكون كالبعد وأنه اسم سمي به الفعل فإجازته في هيهات ما قلت [[في "الإغفال" 2/ 1132: فإجازته هيهات ما قالت.]] على أنه البعد ليس بجائز وإنما ما قلت يرتفع بهيهات كما يرتفع ببعد، أما [[في "الإغفال" 2/ 1132: فأما.]] إجازته هيهات لما قلت فإنما قاسه على قوله [[قوله: ساقط من (ع).]] ﴿هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ﴾ وليس قولك مبتدئًا: (هيهات لما قلت) مثل الآية، لأن التي في الآية فيها ضمير كما أعلمتك ولا ضمير فيها مبتدأ [[في "الإغفال" 2/ 1133: مبتدأ، وفي (أ): (مبتدأه)، وأشار المحقق إلى أنه في نسخة ش: مبتداه.]]. فبان [[في "الإغفال" 2/ 1133: (فتبين)، وفي بعض النسخ كما أشار المحقق. فبين.]] أن قولك: (هيهات لما قلت) ليس كما قاسه عليه [[في (ع): (عليك).]]؛ لأنه حال [[في "الإغفال" 2/ 1133: خال بالمعجمة، وأشار المحقق إلى أنه في نسخة (ش): (حال).]] من ضمير الفاعل، فإن قال: هيهات لقولك، وكانا [[في (ظ)، و"الإغفال": (فكان).]] في هيهات [[في "الإغفال" 2/ 1133: (فكان في هيهات ضمير كما في الآية ....]] كما في الآية جاز وإلا امتنع.
وقوله: (فأما من نون هيهات فجعلها نكرة ويكون المعنى: بعدًا لما قلت منه اختلاف) [[في "الإغفال" 2/ 1133: (ويكون المعنى: بعدٌ لما قلت ففيه اختلاف.]]. قيل: إنه إذا نُوَّن كان نكرة، ووجه هذا القول أن هذه التنوين [[في بعض نسخ "الإغفال" كما أشار المحقق 2/ 1133: أن التنوين.]] في الأصوات [إنما تُثْبت] [[ساقط من (ظ).]] علمًا للتنكير وتحذف علمًا للتعريف، كقولهم: عَاقِ وعاقٍ، وإيه وإيهٍ، ونحو ذلك، فجائز أن يكون المراد بهيهات إذا نون التنكير.
وقيل: إنه إذا نون أيضًا كان معرفة كما كان قبل التنوين كذلك، وذلك أن التنوين في (مسلمات) ونحوه نظير النون في (مسلمين)، فهي إذا ثبتت لم تدل على التنكير كما تدل عليه في (عاق)؛ لأنه بمنزلة ما لا يدل على تنكير [[في (ع): (التنكير).]] ولا تعريف، فهو على تعريفه الذي كان عليه قبل دخول التنوين، إذ ليس التنوين فيه كالذي في (عاق). قال أبو العباس في هذا الوجه: هو قول قوي. انتهى كلام أبي علي [["الإغفال" للفارسي 2/ 1125 - 1134 بتصرف.]].
وحصل في معنى هيهات ثلاثة أقوال: أحدهما. أنه بمنزلة الصفة كقولك [[في (ع): (لقولك).]] بعيد. وهو قول الفراء.
والثاني: أنه بمنزلة البُعد. وهو قول الزجاج وابن الأنباري.
والثالث [[من (ظ): وفي باقي النسخ: (والآخر).]]: أنه بمنزلة بَعُدَ. وهو قول أبي علي وغيره من حذاق النحويين.
فهو إذن على هذه الأقوال تكون بمنزلة الصفة والمصدر [[في (ظ): (والبُعْد).]] والفعل.
وفيه لغات: فتح التاء بلا تنوين.
قال الفراء: إنهما أداتان [[في (ع): (أداأتان)، وهو خطأ.]] جمعتا فصارتا بمنزلة خمسة عشر [["معاني القرآن" للفراء 2/ 235.]].
قال: ويجوز أن يكون نصبها [[في (ع): (نصبها نصبها).]] كنصب قولك: رُبت وتُمت، وأنشد [[قول الفراء وإنشاده نقله عنه الواحدي بواسطة "تهذيب اللغة" للأزهري 6/ 485 (هيه)، وهو مع اختلاف في بعض ألفاظه في "معاني القرآن" 2/ 236.
والبيت أنشده الفراء في "معانيه" 2/ 236 من غير نسبة، وفيه (بل ربتما) مكان (ياربتما). والبيت منسوب لضمرة بن ضَمْرة النَّهشلي في "النوادر" لأبي زيد ص 2532، "المعاني الكبير" لابن قتيبة 2/ 1005، وروايتهما: (بل ربتما)، و"خزانة الأدب" 9/ 384 وفيها (ياربتما).
ومن غير نسبة في: الطبري 18/ 21، "تهذيب اللغة" للأزهري 3/ 64 (شعا)، "لسان العرب" 14/ 435 (شعا).
قال البغدادي في "الخزانة" 9/ 384 - 385. ماوي: منادي مرخَّم ماوية. اسم امرأة. و (يا) في قوله (ياريتما) للتنبيه لا للنداء .. (ب). التاء لحقت (رب) للإيذان == بأن مجرورها مؤنث، و (ما) زائدة بين رب ومجرورها .. ، والغارة: اسم من أغار القوم إغارة، أي: أسرعوا في السير. (الشعواء): (الغارة المنتشرة، وهي بالعين المهملة، واللذعة بالذال المعجمة والعين المهملة، ثم لذعته النار، إذا أحرقته، والميسم: ما يوسم به البعير بالنار. أهـ.
قال ابن قتيبة في "المعاني" 2/ 1005: يريد كأنها -يعني الغارة- في سرعتها لذعه بميسم في وَبْر.]]: مَاويّ ياربتما غارةٍ ... شَعْواءَ كاللَّذْعَةِ بِالميسَمِ
ونحو هذا ذكر أبو إسحاق فقال: من فتحها فلأنها بمنزلة الأصوات وليست مشتقة من فعل فبنيت هيهات كما بنيت [[في (ع): (كما بنيت هيهات)، كررت هيهات خطأ.]] ذَيَّة [[في (أ): (إيه)، وفي (ع): (ربه). والمثبت من (ظ) وهو الموافق لما في "معاني القرآن" للزجاج.
يقال: كان من الأمر ذَيَّة وذَيَّة بمعنى: كَيْتَ وكيْت. "تاج العروس" للزبيدي 4/ 423 (ذيت).]] [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 12.]].
ويجوز التنوين مع الفتح.
قال ابن الأنباري: من قال هيهاتًا بالتنوين [[(بالتنوين): ساقطة من (ط)، (ع).]] شبهه بقوله: ﴿فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة: 88] [[قول ابن الأنباري في "تهذيب اللغة" 6/ 484 (هيهات) بنصه.]]. يعني أن هيهاتًا بمنزلة بعيدًا.
ويجوز هيهات بكسر التاء.
قال الفراء: هو بمنزلة دَرَاكِ ونَظَارِ [["معاني القرآن" للفراء 2/ 235. قال الجوهري: وقولهم: دَرَاكِ أي أدْرِكْ، وهو إسم لفعل الأمر، وكسرت الكاف لاجتماع الساكنين؛ لأن حقها السكون للأمر. وقولهم: نَظَارِ، مثل قَطَامِ، أي: انتظره. "الصحاح" 2/ 830 (انظر)، 4/ 1589 (درك).]]. يعني أن دراك اسم للأمر بمعنى أدرك مبني على الكسر، كذلك هيهات اسم لبَعُدَ مبني على الكسر. ويجوز التنوين مع الكسر.
قال [[في (ع): (قال قال) تكرار.]] ابن الأنباري: من نون مع [[في "تهذيب اللغة": من قال هيهات لك بالتنوين.]] الكسر شبه بالأصوات كقولهم: غاقٍ وطاقٍ [[غاق: حكايته صوت الغراب. "الصحاح" للجوهري 4/ 1539 (غيق).]]. قال: ويجوز الرفع بغير تنوين وبتنوين [[في "تهذيب اللغة" 6/ 485، ومن قال هيهات لك بالرفع ... ومن رفعها ونون. وليس فيه ويجوز الرفع بغير تنوين وبتنوين.]]، ومن العرب من يقول: أيْهات في هذه اللغات كلها، ومنهم من يقول: (أيْهان) بالنون، ومنهم من يقول: (أيها) بلا نون، ومن قال (أيها) حذف التاء كما حذف الياء من حاشَى فقيل [[في (أ): (وقيل).]]: حاش لله. وأنشد [[إنشاد ابن الأنباري في "تهذيب اللغة" للأزهري 6/ 485 (هيه) ولم يذكر قائله. وهو أيضًا في "لسان العرب" 13/ 554. والأعراض: جمع عرض، والأعراض: قرى بين الحجاز واليمن. والقِنْعِ بالكسر. ثم السكون: جبل وماء لبني سعد بن زيد بن مناة بن تميم باليمامة.
انظر: "معجم البلدان" 1/ 289 - 290، 7/ 175.]]:
ومن دُونِي الأعْراضُ والقِنْعُ [[في (أ): (والنَّفع)، وفي (ظ): (والقع) وفي (ع): (والعنع)، مهملة.]] كلُّه ... وكُتْمانُ أيْها ما أشَتَّ وأبْعَدا
قال: والمستعمل من هذه اللغات كلها استعمالًا غالبًا [[في المطبوع من "تهذيب اللغة". عاليًا. وأشار المحقق الحاشية إلى (غالبا).]] الفتح بلا تنوين [[كلام ابن الأنباري في "تهذيب اللغة" 6/ 485 (هيهات) مع اختلاف يسير في العبارة. وانظر: "شرح القصائد السبع" لابن الأنباري ص 439 - 440.]].
قال الأزهري. واتفق أهل اللغة على أن تاء هيهات ليست بأصلية أصلها هاء.
قال أبو عمرو بن العلاء: إذا وصلت [هيهات فدع التاء [[في (ع): (الهاء)، وهو خطأ.]] على] [[ما بين المعقوفين كشد في (ظ).]] حالها، وإذا وقفت فقل: هيهاه [["تهذيب اللغة" للأزهري 6/ 484 (هيهات).]].
ويدل على هذا ما روي [عن سيبويه أنه قالما هي بمنزلة علقاه [[عَلْقَاة: شجرة تدوم خضرتها في القَيْظ، وقضبانها دقاق طوال عَسرٌ رضها، وأورقها لطاف، يتخذ منها المكانس، "لسان العرب" 10/ 264 (علق)، "القاموس المحيط" 3/ 267.]]. يعني في] [[ما بين المعقوفين كشط في (ظ).]] التأنيث [[روى ذلك عنه الزجاج 4/ 12 وهذا نصه. وانظر: "الكتاب" 3/ 291.]].
وإذا كان كذلك كان الوقف [بالهاء. قالما الفراء: كان الكسائي يختار الوقوف على الهاء] [[ما بين المعقوفين كشط في (ف).]] وأنا أختار [التاء في] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ع).]] الوقوف على [هيهات [["معاني القرآن" للفراء 2/ 236 مع تصرف في العبارة.]].
وعنده] [[ما بين المعقوفين كشط في (ظ).]] أن هذه التاء ليست بهاء تأنيث.
وأما [[في (أ): (أما).]] ما ذكره المفسرون في هذا: فقال ابن عباس -في رواية عطاء- في هذه الآية: يعنون أنَّ ذلك لا يكون [[ذكر ابن الجوزي 5/ 472 هذا القول وعزاه المفسرين.]].
وقال الكلبي: يقول بعيدًا بعيدًا ما يعدكم ليوم البعث.
وروي عن ابن عباس أيضًا أنه قال: هي كلمة بَعُد [[ذكره الثعلبي في "تفسيره" 3/ 61 أ، والبغوي 4/ 37 والقرطبي 12/ 122. وقد أخرج الطبري 18/ 20 عن ابن عباس أنه قال: بعيد، بعيد، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 98 وعزاه لابن جبير وابن المنذر وابن أبي حاتم.]].
{"ayah":"۞ هَیۡهَاتَ هَیۡهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











