الباحث القرآني
قوله تعالى: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ﴾ عطف على (جنات) في قوله: ﴿فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ﴾ [[انظر: "إعراب القرآن" للنحاس 3/ 112، "البيان في غريب إعراب القرآن" للأنباري 2/ 181.]].
وأجمع المفسرون كلهم على أن هذه شجرة الزيتون [[انظر: "الطبري" 18/ 13، الثعلبي 3/ 60 أ، "الدر المنثور" 6/ 95.]].
وخصت هذه الشجرة بالذكر؛ لأنه لا يتعاهدها أحد بالسقي ولا يراعيها [[في (أ): (ولا يرا عليها).]] أحد من العباد. وهي تخرج الثمرة التي يكون منها الدهن الذي [[في (ظ): (الذي يطعم وتعظم به الفائدة).]] تعظم به الفائدة وتكثر [[في (ظ): (وتذكر).]] المنفعة، فذكرت للنعمة [[في (ظ): (النعمة).]] فيها والمن بها [[ذكر مثل هذا الطوسي في "التبيان" 7/ 316، ولم يعزه لأحد.]].
قوله: ﴿مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ﴾ مضى الكلام في الطور [[انظر: "البسيط" عند قوله تعالى: ﴿ورفعنا فوقكم﴾ [البقرة: 63].]]. واختلفوا في ﴿سَيْنَاءَ﴾ فقال ابن عباس - في رواية عطاء: يريد الجبل الحسن [[ذكره عنه ابن الجوزي 5/ 466 من رواية أبي صالح، وذكره عن عطاء.]].
[وهو قول قتادة [[رواه عبد الرزاق 2/ 45، والطبري 18/ 13، وذكره السيوطي في "الدر" 6/ 95، وعزاه لعبد الرزاق وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.]].
وقال الضحاك: وهو بالنبطية [[في (أ): (بالقبطية)، وهو خطأ.]] [[رواه الطبري 18/ 13، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 95 وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.]]. وقال عكرمة: بالحبشية [[رواه عنه الطبري 30/ 240 عند قوله ﴿طُورِ سَيْنَاءَ﴾ [التين: 2]. وذكره عنه السيوطي في كتابه: "المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب" ص 102 من رواية ابن جرير وابن أبي حاتم.]]
وقال مقاتل: كل جبل يحمل الثمار فهو سيناء، يعني: الحسن] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).]] [["تفسير مقاتل" 2/ 29 ب.]].
وقال الكلبي: ﴿طُورِ سَيْنَاءَ﴾: الجبل المشتجر [[رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 45 بلفظ: ذو شجر. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 96 وعزاه لعبد الرزاق وابن المنذر.]].
وقيل: معنى ﴿سَيْنَاءَ﴾ البركة، كأنه قيل: جبل البركة. وهذا قول ابن عباس في رواية عطية [[ذكره الثعلبي 3/ 60 أمن رواية عطية. ورواه الطبري 18/ 3.]].
وقال مجاهد: ﴿سَيْنَاءَ﴾ حجارة [[ذكره عنه السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 96 وعزاه لعبد بن حميد. وذكره عنه البغوي 5/ 414، وابن الجوزي 5/ 466.]]. يعني أن سيناء اسم حجارة بعينها أضيف الجبل إليها لوجودها عنده.
والأصح في هذا أن يقال: ﴿سَيْنَاءَ﴾ اسم ذلك المكان الذي به هذا الجبل؛ لأن سيناء لا تعرف في العربية [[انظر: "الطبري" 18/ 14.]].
وهذا قول ابن زيد. قال: هو الجبل الذي نودي منه موسى -عليه السلام- وهو بين مصر وأيلة [[ذكره عنه بهذا اللفظ الثعلبي 3/ 60 أ. ورواه الطبري 18/ 14 بنحوه.
وأيلة: بلدة على ساحل البحر الأحمر مما يلي الشام. انظر: "معجم البلدان" 1/ 391، "مراصد الاطلاع" 1/ 138.]].
ونحو هذا روى الضحاك عن ابن عباس [[روى الطبري 18/ 14 نحوه عن ابن عباس من رواية عطاء الخراساني.]]. واختار [[(واختار): ساقطة من (ع).]] الزجاج أنه اسم المكان [[انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 10.]].
وخُص هذا الجبل بنبات الزيتون فيه، لأن أول ما نبت الزيتون نبت هناك. قاله مقاتل [["تفسير مقاتل" 2/ 29 ب. وما ذكره يحتاج إلى دليل. فالله أعلم.]].
واختلف القراء في قوله [[(قوله): زيادة من (أ).]] ﴿سَيْنَاءَ﴾ فقرئ بفتح السين وكسرها [[في (أ)، (ع): (وكسره).]] [[قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: (سيناء) مكسورة السين. وقرأ الباقون بفتحها. "السبعة" ص 444 - 445، "التبصرة" ص 269، "التيسير" ص 158.]].
قال أبو إسحاق: من قال (سَيْنَاء)، فهو على وزن صحراء، لا ينصرف، ومن قال [[في (ظ): (قرأ).]] بكسر السين فليس في الكلام فعلاء نحو: عِلباء [[في (أ، ع): (علياء)، وفي (ظ): (علياء) مهملة. وعلباء: عصب العنق، واسم رجل. انظر: "تهذيب اللغة" 2/ 406، "الصحاح" للجوهري 1/ 188 (علب).]]، غير منصرف، إلا أن سيناء هاهنا اسم للبقعة ولا [[في (ع): (لا ينصرف).]] ينصرف [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 10 مع حذف واختصار.]].
وشرح أبو علي هذا الفصل فقال: من فتح السين لم ينصرف الاسم [[في (ع): (والاسم).]] عنده في المعرفة ولا النكرة؛ لأن الهمزة في هذا البناء لا تكون إلا للتأنيث ولا تكون للإلحاق، ألا ترى أن فَعْلَالَا [[في (أ، ع): (فعلال)، وهو خطأ.]] لا يكون إلا في المضاعف نحو: الزَّلزال، والقَلْقَال [[القلقال: يقال: قلقل الشيء قَلْقَله وقِلْقَالا وقَلْقَالا وقُلقَالا، أي حرَّكه فتحرك فاضطرب فإذا كسرته فهو مصدر، وإذا فتحته فهو اسم مثل الزلزال والزُّلزال، والاسم: القُلقال والقَلْقال. ورجل قلقال: صاحب أسفار. "لسان العرب" 11/ 566 (قلل).]]، وإذا اختص هذا البناء هذا الضرب [[في "الحجة": اختص البناء هذا الضرب.]] لم يجز أن يُلحق به شيء.
وأمَّا من كسر السين فالهمزة فيه منقلبة عن الياء [[في (أ): (التاء) وفي (ظ): (مهملة).]] كعِلباء وحِرباء، وهي الياء [[في (ع): (جرباء)، وهو خطأ.]] التي ظهرت في نحو: درحاية [[في (أ): (درجاف)، وفي (ع): (درجايه)، وفي (ظ): مهملة. والتصويب من "الحجة".
و (درحَايه): (في "تهذيب اللغة" 4/ 416: قال أبو عبيد: إذا كان مع القصر سمن فهو درحاية.]] لما بنيت على التأنيث، وإنما لم ينصرف على [[في جميع النسخ: (وعلى)، والتصويب من "الحجة".]] هذا القول وإن [[في (أ): (فإن).]] كان غير مؤنث؛ لأنه جعل اسم بقعة أو أرض، فصار بمنزلة امرأة سميت بجعفر [["الحجة" للفارسي 5/ 289 - 290. وانظر: "الكشف" لمكي بن أبي طالب 2/ 127، "الدر المصون" للسمين الحلبي 8/ 326 - 328.]].
قوله: ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾ وقرئ: تُنبت [[قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: (تُنْبُتُ) بضم التاء وكسر الباء، وقرأ الباقون: (تَنْبُتُ) بفتح التاء وضم الباء.
"السبعة" ص 445، "التبصرة" ص 269، "التيسير" ص 159.]]. قال الزجاج: يقال: نبت الشجر وأنبت في معنى واحد، قال زهير:
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم ... قطينًا لهم حتى إذا أنبت البَقْل [[هذا البيت أنشده الزجاج لزهير في "معاني القرآن" 4/ 10. وهو في "ديوان زهير" ص 41 من قصيدة يمدح بها سنان بن أبي حارثة المُري، وفيه: (بها) مكان (لهم)، و (نبت) مكان (أنبت).
و"المعاني الكبير" لابن قتيبة 1/ 539، "جمهرة اللغة" لابن دريد ص 257، 1262، "مغني اللبيب" لابن هشام 1/ 102، "لسان العرب" 2/ 96 (نبت)، و"خزانة الأدب" 1/ 50.
وقبل هذا البيت:
إذا السَّنة الشَّهْباء بالناس أجحفت ... ونال كِرامَ المال في السَّنةِ الأُكْلُ
رأيت ...
قال الشنتمري في "شرحه لديوان زهير" ص 41: (قوله: (رأيت ذوي الحاجات يعني الفقراء والمحتاجين. والقطين: أهل الرجل وحشمه، والقطين أيضًا: الساكن في الدار النازل فيها، وأراد هنا الساكن. يعني أن الفقراء يلزمون بيوت هؤلاء القوم يعيشون من أموالهم حتى يَخصِب الناس وينبت البقل).
وانظر "شرح ثعلب لديوان زهير" ص 920، و"شرح شواهد المغني" 1/ 315.]] [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 10.]] قال [[في (ظ)، (ع): (وقال).]] أبو علي: قد قالوا أنبت في معنى: نبت، وكأن الهمزة في أنبت مرة للتعدي ومرة لغيره، يكون من باب: أحال وأجرب وأقطف، أي: صار ذا حيال وجرب، والأصمعي ينكر أنبت، ويزعم أن قصيدة زهير التي فيها: [حتى إذا] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ع).]] أنبت البقل، متهمة. وإذا [[في (ع): (إذا).]] جاء الشيء مجيئًا كان للقياس فيه مسلك وروته الرواة لم يكن بعد ذلك موضع مطعن [["الحجة" 5/ 292.]].
وأما وجه القراءة [[في (ظ): (القراء).]]، فمن قرأ ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾ احتمل وجهين:
أحدهما: أن يجعل الجار زائدًا، يريد: تنبت الدهن [[في (أ): (بالدهن)، وهو خطأ.]]. ولحقت الباء كما لحقت في قوله: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195] أي: لا تلقوا أيديكم، يدلك على ذلك قوله: ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ [النحل: 8] [[قوله [أن تميد بكم] ساقط من (ظ)، (ع).]] [[وعلى هذا الوجه تكون حجة من ضم التاء من قوله (تُنبت) أنه جعله رُباعيًا من: أنبت ينبت، وتكون الباء في (بالدهن) زائدة، لأن الفعل يتعدى إذا كان رباعيًا بغير حرف، كأنه قال: تنبت الدهن، لكن دلت بالباء على ملازمة الإنبات للدهن، كما قال تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: 1] فأتى بالباء، و (اقرأ) يتعدى بغير حرف لكن دلت الباء على الأمر بملازمة القراءة. أهـ من "الكشف" لمكي بن أبي طالب 2/ 127.]].
وقد زيدت هذه الباء مع الفاعل كما زيدت مع المفعول، وزيادتها مع المفعول به أكثر، وذلك نحو قوله [[هذا البيت أول أبيات لقيس بن زهير بن جُذيمة بن رواحة القيسي، وكان سيد قومه، ونشأت بينه وبين الربيع بن زياد القيسي شحناء في شأن درع ساومه فيها، ولما نظر الربيع إلى الدرع وهي على ظهر فرس قيس أخذها ثم ركض بها فلم يردها عليه، ثم إن قيسًا طرد إبلا للربيع، وقيل إبله وإبل إخوته، فقدم بها مكة، فباعها من عبد الله بن جدعان التيمي، معاوضة بأدراع وأسياف، وفي هذا يقول قيس:
ألم يأتيك ............
وبعده:
ومَحْبَسُها على القُرشي تُشُرى ... بأدْراع وأسياف حداد
انظر: "خزانة الأدب" 8/ 365 - 369.
والبيت في "ديوانه" ص 29 وروايته فيه: ألم يبلغك: "معاني القرآن" للفراء 2/ 223، "شرح أبيات سيبويه" للسيرافي 1/ 340، "المقاصد النحوية" للعيني 1/ 230، "لسان العرب" 14/ 14 (أتى)، "شرح شواهد المغني" للسيوطي 1/ 328، 2/ 808. "خزانة الأدب" 8/ 361.
وهو غير منسوب في "الكتاب" 1/ 316، "الخصائص" لابن جني 1/ 336، "سر صناعة الإعراب" 1/ 87، 2/ 631.
قال البغدادي في "الخزانة" 8/ 364: و"الأنباء": جمع نبأ وهو خبرٌ له شأن. و (اللبون): (قال أبو زيد: هي من الشاء، والإبل ذات اللبن .. وقيل: اللبون: الإبل ذوات اللبن. وبنو زيادهم: الربيع، وعمارة، وقيس، وأنس، بنو زياد بن سفيان بن عبد الله العبسي، والمراد لبون الربيع بن زياد فإن القصة معه.
وانظر: "شرح أبيات سيبويه" للسيرافي 1/ 340 - 343.]]:
ألم يأتيك والأنْبَاء تَنْميِ ... بما لاقَتْ لَبُون بني زياد
وقد زيدت مع هذه [[في (ع): (بهذه).]] الكلمة بعينها قال: بِوَادٍ يَمَانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ [[في (أ): (الشت)، وفي (ظ)، (ع): (الشب)، والتصويب من "الحجة".]] صَدْرُه [[في "الحجة": حوله.]] ... وأسفله بالمرخ والشِّمبُهان [[البيت أنشده أبو علي في "الحجة" 5/ 291 من غير نسبة، وعنده: (حوله) مكان (صدره).
ونسبه الأصفهاني في "الأغاني" 19/ 112 ليعلى الأحوال اليشكري من قصيد قالها في سِجنه لما سجنه عبد الملك بن مروان وروايته: (السدر).
وليعلى نسبهُ ابن السيد البطليوسي في "الاقتضاب" 3/ 341، والبغدادي في "الخزانة" 5/ 276 ضمن قصيدة له. ثم ذكر 5/ 278 أنه يقال: إنها لعمرو بن عمارة الأزدي من بني خنيس، ويقال: إنها لجواس بن حيان من أزد عمان.
ونسبه ابن منظور في "لسان العرب" 13/ 506 (شبه) لرجل من عبد القيس، ثم قال -بعد روايته للبيت: قال ابن بري: قال أبو عبيدة: البيت للأحول اليشكري واسمه يعلى. وهو من غير نبسة في: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 48، " أدب الكاتب" لابن قتيبة ص 416، "معاني القرآن" للأخفش 2/ 626، الطبري 16/ 72 وعندهما- الأخفش والطبري: (السدر) مكان (الشث)، "معاني القرآن" للزجاج 3/ 421، وتصحف (الشث) في المطبوع إلى: البث.
قال البطليوسي في "الاقتضاب" 3/ 393 - 394: الشثُّ: شجر طيب الريح مر الطعم فيما ذكر الخليل، وقال أبو حنيفة: أخبرني بعض الأعراب قال: الشَّث: مثل شجر التفاح الصغار. والمرخ: شجر خوار خفيف العيدان ليس له ورق ولا شوك، تصنع منه الزناد، وهو من أكثر الشجر نارا. والشبهان: شجر يشبه السمر. كثير الشوك وهو من العضاة. وقال الخليل: الشبهان: الثمام. أهـ.
والشبهان: ضبطه البغدادي 5/ 276 بفتح الشين المعجمة وضم الموحدة وفتحها.]]
أي: المرخ [[في "الحجة": حمله على: ويُنْبِتُ أسْفَلهُ المرخَ.]].
ويجوز أن يكون الباء متعلقًا بغير هذا الفعل الظاهر، ويقدر [[في (ظ): (ونقدر).]] مفعولاً محذوفًا تقديره: وينبت جناها أو ثمرها وفيها دهن وصبغ [["الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 291 - 292 مع تقديم وتأخير. وانظر: "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 485، "الكشف" لمكي بن أبي طالب 2/ 127.]].
قال أبو الفتح الموصلي في شرح هذا الوجه الثاني: ذهب كثير من الناس إلى أن الباء في قوله: ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾ زائدة، وأن تقديره: تنبت الدهن. وهذا عند حذاق أصحابنا على غير وجه الزيادة، وتأويله عندهم: تنُبْت ما تنبته والدهن فيه، كما تقول: خرج زيد بثيابه، أي: وثيابه عليه، وركب الأمير بسيفه، أي: وسيفه معه، كما أنشده الأصمعي [[إنشاد الأصمعي لهذا البيت في "سر صناعة الإعراب" لابن جني 1/ 134، وفي "المحتسب" 2/ 88 لابن جني أيضًا ولم يذكر قائله.
وقد ذكر الجوهري في "الصحاح" 4/ 1348 (خرف) أن الأصمعي أنشده في كتاب (الفرس) ونسبه لرجل من بني الحارث. وكذا قال ابن منظور في "لسان العرب" 9/ 66 (خرف).
والبيت بلا نسبة في: "تهذيب اللغة" للأزهري 7/ 350 (خرف)، "المخصص" لابن سيده 6/ 137.
قال ابن منظور 9/ 66 - 67: وقوله: (مستنة): (يعني طعنة فار دَمُها باستنان، والاستنانُ والسنُّ: المَرُّ على وجهه، يريد أن دمها مر على وجهه كما يَمْضي المُهْر .. والمِرْودَ: حديدة توتد في الأرض يُشَدّ فيها حَبْل الدَّابة.
قال الجوهري 4/ 1348: والخروف: الحَمَلُ، وربَّما سُمِّي المُهْرُ إذا بلغ ستَّة أشهر أو سبعة أشهر خروفا، حكاه الأصمعي.]]:
وَمُسْتَنّةٍ كاسْتِنان الخَرُو ... ف قَدْ قَطَعَ الحَبْلَ بِالمِرْوَدِ
أي: قطع الحبل ومروده فيه [["سر صناعة الإعراب" 1/ 134]]. وأنشد أبو علي في هذا الوجه فقال [[(فقال): ليست في (ظ)، (ع).]]: يَعْثُرْنَ في حَدِّ الظُّبَاتِ [[في (أ): (الظهات، وفي (ع): (الطهات)، ومثلها في (ظ) مهملة. والتصويب من "سر صناعة الإعراب" وغيره من مصادر تخريج الخبر.]] كَأنَّما ... كُسِيَتْ بُرُودَ بني يَزِيدَ الأذْرُعُ [[البيت في "سر صناعة الإعراب" 1/ 134، و"المحتسب" 2/ 88 من غير ذكر لإنشاد أبي علي، بل نسب البيت للهذلي.
وهو منسوب لأبي ذؤيب الهذلي في "ديوان الهذليين" 1/ 10، "المفضليات" ص 425 وفيها: (تزيد) مكان (يزيد)، "اللسان" 2/ 95 (نبت) وفيه (تزيد)، "خزانة الأدب" (ب 1/ 274) وهو من قصيدة له مشهورة أولها:
أمن المنون وريبها ..... تتوجع.
وهو في هذا البيت يصف حُمَر وحش أصابتها السهام، فقوله (في حد الظبات) الظُّبات: جمع (ظبة) وهو طرف النصل من أسفل، وبنو يزيد: قوم كانوا تجارًا بمكة نسبت إليهم هذه البرود، وهي برود حمر، فشبه طرائق الدم على أذرع تلك الحُمر بطرائق تلك البرود الحمر.
انظر: "شرح ديوان الهذليين" للسكري 1/ 25 - 26، "شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف" لأبي أحمد العسكري ص 446، وفيه الكلام على رواية (يزيد)، و (تزيد). وتصويب ابن دريد تصويب رواية (يزيد) وتخطئة (تزيد)، "خزانة الأدب" للبغدادي 1/ 274 - 277.]]
أراد يعثرن مطعونات، فالجار [[في (ظ): (والجار).]] والمجرور في موضع الحال، ويكون الوجه في الآية على أن المفعول محذوف والباء للحال، والتقدير: تنبت ثمرة بالدهن [[في (ع): (والدهن).]]، [فحذف المفعول، و (بالدهن) في موضع الحال كأنه نبت وفيه دهن] [[ساقط من (ع).]] [[لم أقف على قول أبي علي وإنشاده.]].
وذكر أبو علي [[(أبو علي) ساقط من (ظ)، (ع).]] وجهين آخرين [[ذكر أبو علي هذين الوجهين في "الحجة" 5/ 55 عند قوله تعالى: ﴿ينبت﴾ [النحل: 11].]]:
أحدهما: أن الآية من باب حذف المضاف، فيكون [[في (ظ)، (ع): (ويكون).]] معنى ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾ أي: بذي الدهن أي: تنبت ما فيه دهن.
والوجه الثاني: أن يكون أنبت بمعنى نبت، وتكون الباء للتعدي [[في "الحجة": وإذا ثبت (أنبت) في معنى: نبت، جاز أن تكون الباء للتعدي. وأبو علي يشير بهذا إلى إنكار الأصمعي لهذا كما تقدم.]].
كما أنها لو كانت في [[في "الحجة": مع.]] نبت فكان كذلك [[وعلى هذا الوجه تكون القراءتان على هذه اللغة بمعنى واحد. وانظر: "علل القراءات" للأزهري 2/ 433 - 434، "الكشف" لمكي بن أبي طالب 2/ 127.]].
ومن قرأ ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾ جاز [[في (ع): (أجاز).]] أن يكون الجار فيه للتعدي أنبته ونبت به [[به ساقطة من (أ). وفي (ظ): (ونبته)، والمثبت من (ع) وهو الموافق لما في "الحجة".]]، ويجوز أن يكون الباء في موضح حال كما كان في القراءة الأولى، ولا تكون للتعدي ولكن: تنبت وفيها دهن [[في (ع): (ودهن).]] [[من قوله: ومن قرأ .. إلى هنا نقلا عن "الحجة" لأبي علي 5/ 292. وفي الباء في قوله (بالدهن) وجه آخر ذكره ابن كثير 3/ 243 وهو أنها دخلت لأن فعل (ينبت) مضمن لمعنى فعل آخر، قال: وأما على قول من يضمن الفعل، فتقديره: تخرج بالدهن، أو: تأتي بالدهن، ولهذا قال: (وصبغ) أي أدم. قاله قتادة (للآكلين) أي فيها ما ينتفع به من الدهن والاصطباغ.]].
قوله: ﴿وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾ وصبغ للآكلين) قال الليث: الصبغ والصباغ: ما يصطبغ به من الأدم [["تهذيب اللغة" للأزهري 8/ 27 (صبغ) نقلا عن الليث. وهو في "العين" 4/ 374 ما يصطبغ في "الأطعمة" ونحوها أي يؤتدم.]].
وقال غيره: الأصل [[(الأصل): ساقطة من (ظ).]] في الصبغ [[في (أ): (والصبغ).]] والصباغ: هو ما يلون [[في (ظ): (يكون)، وهو خطأ.]] به الثياب، فشبه به ما يصطبغ به. وذلك أن الخبز [[في (أ)، (ع): (الحر). مهملة وفي (ظ): (الحبر).]] يُلون بالصبغ إذا غمر فيه، والاصطباغ بالزيت الغَمْس فيه للائتدام به [[انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري 8/ 28 - 29 (صبغ)، "لسان العرب" 8/ 437 (صبغ).]].
والمراد بالصبغ: الزيت. في قول ابن عباس. فإنه يُدَّهن به ويؤتدم [[في (ظ): (ويؤتدم به).]].
وهو اختيار الفراء [[الفراء ساقطة من (ظ)، (ع). وانظر: كلام الفراء في "معاني القرآن" 2/ 233.]]. جعل الصبغ الزيت.
وقال مقاتل: جعل الله في هذه الشجرة أدمًا ودهنًا [["تفسير مقاتل" 30 أ، وفيها: إدامًا.]].
وعلى هذا الأدم: الزيتون، والدهن: الزيت. وهو اختيار الزجاج، قال: يعني بالصبغ: الزيتون [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 11. قال الأزهري في "تهذيب اللغة" 8/ 27 بعد حكاية هذا القول عن الزجاج: وهذا أجود القولين؛ لأنه قد ذكر الدهن قبله.]].
{"ayah":"وَشَجَرَةࣰ تَخۡرُجُ مِن طُورِ سَیۡنَاۤءَ تَنۢبُتُ بِٱلدُّهۡنِ وَصِبۡغࣲ لِّلۡـَٔاكِلِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق