الباحث القرآني

وقوله: ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ﴾ يقال: ثنيت الشيء، إذا حنيته [[في (أ): (حسه)، مهملة.]] وعطفته [["تهذيب اللغة" للأزهري 15/ 134 (ثنى) بنصِّه.]]. ذكرنا ذلك في قوله: ﴿يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ﴾ [هود: 5]. والعِطْفُ: الجانب [["الكشف والبيان" للثعلبي 3/ 47 ب.]]. وعِطْفَا الرجل: ناحيتاه عن يمين وشمال، ومنكب الرجل: عطفه وإبطه. قال ابن الإعرابي: عطف كل إنسان ودابة: شقاه من لَدُنْ رأسه إلى وركيه [[من قوله: وعطفا الرجل ... إلى هنا، نقلاً عن "تهذيب اللغة" للأزهري 2/ 180 (عطف).]]. وأصله من العطف، وهو: اللي، والعطف: الموضع الذي يعطفه الإنسان، أي: يلويه ويميله عند الإعراض والانحراف عن الشيء [[انظر: (عطف) في: "الصحاح" للجوهري 4/ 1405، "لسان العرب" 9/ 250 - 251، "القاموس المحيط" 3/ 176.]]. واختلفت [[في (أ): (واختلف).]] عبارة المفسرين في تفسير قوله ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ﴾: قال ابن عباس: مستكبرًا في نفسه [["الكشف والبيان" للثعلبي 3/ 47 ب. ورواه الطبري 17/ 121 وإسناده حسن، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 13 وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.]]. وقال الضحاك: شامخًا [[في (ظ): (سافحًا)، وهو خطأ.]] بأنفه [[ذكره عنه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 47 ب.]]. وقال مجاهد وقتادة: لاويًا عنقه [[ذكره عنهما الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 47 ب. ورواه عن مجاهد الطبري 17/ 121. ورواه عن قتادة عبد الرزاق 2/ 33، والطبري 17/ 121. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 12 وعزاه لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.]]. وقال ابن زيد والعوفي: معرضًا عما يُدعى إليه كبرًا [[ذكره عنهما الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 47 ب. وعن ابن زيد رواه الطبري 17/ 121، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 12. وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم. وعن العوفي رواه الطبري 17/ 121 من طريق العوفي عن ابن عباس.]]. ونحوه [[في (ظ): (ونحو ما قال)، وفي (د)، (ع): (ونحو قال).]]. قال ابن جريج [[ذكره عنه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 47 ب. ورواه الطبري 17/ 121.]]. وقال السدي: معرضًا من العظمة ينظر في جانب واحد [[ذكر السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 12 عن قتادة مثل هذا القول.]]. وهذه الألفاظ تعود إلى معنى واحد وهو الإعراض والتكبر. قال أبو إسحاق: وهذا يوصف به المتكبر. والمعنى: ومن الناس من يجادل في الله متكبرًا [[في (أ): (مكبرا).]] [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 414.]]. وقال المبرد: ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ﴾ عبارة عن التكبر والتهاون. تقول العرب: أتانا فلان ثاني عطفه وثاني جيده وشماخًا بأنفه. وأنشد [[في (أ) زيادة: (فقال قوله وأنشد).]]: يَهْدِي إلى خَنَاهُ ثاني الجيد [[هذا عجز بيت للشمَّاخ من قصيدة يهجو بها الربيع بن علباء السلمي، وصدره: نبئت أن ربيعًا إن رعى إبلا وهو في "ديوانه" ص 115، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 46، و"المعاني الكبير" لابن قتيبة 1/ 496، و"الكامل" للمبرد 1/ 10، 2/ 403 و"الاقتضاب" للبطليوسي 3/ 411. قال ابن قتيبة في المعاني: أي صارت له إبل يرعاها، أرادك أن استغنى واستطال بذلك. "ثاني الجيد" أي رخي البال غير مكنز. وقال البطليوسي: يقول لما كثرت إبله وحسنت حاله أبطرته النعمة. وقيل معناه: أنا نغزوه في أيام الربيع حين يهيج الحيوان وطلب السفاد، وفي ذلك الوقت يغزو بعضهم بعضا.]] أي: متهاونًا. قال: والعطف ما انعطف من العنق والمنكبين. وسمي الرداء العطاف؛ لأنه يقع في ذلك الموضع [[انظر: "الكامل" للمبرّد 1/ 10، 2/ 403 ففيه نحو من هذا، وفيه البيت. وفي "معاني القرآن" للنحاس 4/ 382 عن المبرد: العطف: ما انثنى من العنق ... الموضع.]]. وانتصب "ثاني" على الحال، والتنوين فيه مقدر، والإضافة في تقدير الانفصال [[انظر: "المعاني القرآن" للزجاج 3/ 414.]]، كما ذكرنا في قوله: ﴿بَالِغَ الْكَعْبَةِ﴾ [المائدة: 95] و ﴿غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ﴾ [المائدة: 1] ومواضع أخرى [[عند قوله تعالى ﴿ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: 97].]]. ومثل قوله ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ﴾ في المعنى قوله: ﴿لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ﴾ [المنافقون: 5] الآية وقوله ﴿لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [قال ابن عباس: عن طاعة الله [[لفظ الجلالة لم يرد في (أ).]] [[ذكره القرطبي 12/ 13 من غير نسبة لأحد.]]. والمعنى: يجادل في الله بغير علم مستكبرًا لاويًا عنقه ليضل عن سبيل الله] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).]] ويذهب عنه لا [[في (ظ): (إلا)، وهو خطأ.]] أنّ له على ما يجادل فيه محجة أو دلالة [[(أو دلالة): ساقط من (أ).]] أو لديه فيه بيانًا. ومثل هذا في المعنى قوله ﴿إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا﴾ [[في (ظ): (يكفرون) بدلا من (يشركون)، وهو خطأ.]] [النحل: 54. 55] فيمن جعل اللام الجارة، أي أشركوا ليكفروا بما بيناه لهم، لا لأنَّ [[في (أ): (أنَّ).]] لهم على ذلك حجة وبيانًا. وقوله: ﴿لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ﴾ قال ابن عباس: يريد الذي [[بعد قوله: (الذي) يبدأ المفقود من نسخة الظاهرية (ظ) ومقداره صفحتان.]] أصابه يوم بدر [[ذكره عنه الرازي 23/ 12، وانظر: "تنوير المقباس" ص 206.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب