الباحث القرآني

قوله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ﴾ قال أبو إسحاق: المعنى الأمر ذلك. أي الأمر ما وصف لكم وبين بأن الحق هو الله [قال: ويجوز أن يكون نصبًا علي معنى: فعل الله ذلك بأنه هو الحق] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).]]، والأجود أن يكون موضع "ذلك" رفعًا [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 413 مع تقديم وتأخير.]]. قال أبو علي: موضع "ذلك" من الإعراب لا يخلو من أحد وجهين: أحدهما [[أحدهما: ساقطة من (أ).]] رفع، أو نصب. أمَّا جهة النصب فعلى أن يكون مفعولاً بفعل مضمر يدل عليه ما قبله من الأفعال المذكورة كما ذكره أبو إسحاق. وأمّا جهة الرفع فلا يخلو من أن يكون مبتدأً أو خبرًا، ولا يجوز أن يكون خبرًا لمبتدأ محذوف وهو الأمر والشأن على ما ذكره أبو إسحاق لأنه إذا قدر كذلك [[في (أ): (ذلك)، وهو خطأ.]] بقى الجار في [[(في): ساقطة من (أ).]] قوله "بأنَّ الله" [[في (أ): (وقوله "أن الله")، وهو خطأ.]] غير متعلق بشيء وذلك لأنَّ الجار إنّما يتعلق بقوله "ذلك" إذا قَدَّرته مبتدأ بتوسط [[في (أ): (يتوسط)، وهو خطأ.]] فعل مقدر محذوف لدلالة الجار على، والمعنى: ذلك فعله الله أو بَيَّنَه [[في "الإغفال" ص 1046: أو نَبَّه.]] الله بأن الله هو الحق، ثم حذف الفعل وصار الجار مع المجرور في موضعه خبرًا لـ"ذلك". وإذا قدرت "ذلك" خبر مبتدأ لم يجز أن يتعلق به الجار؛ لأن تعلق حرف الجر بالاسم لا يخلو من أمرين: إما أن يتعلق به على التقدير الذي تقدم، أو يتعلق به [[في (ظ): (بهما).]] كما يعلق إذا كان الخبر اسم فاعل، نحو: ذاهب وقائم فيتصل الجار به [كما يتصل بالفعل نحو: هذا ذاهب به، أو قائم إلى عَمْرو وليس قولنا ذلك اسم فاعل فيتصل به هذا الاتصال، ولا يجوز أن يكون بتعلق الجار به [[ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).]]] واتصاله بذلك، وهو مقدر خبر مبتدأ من حيث اتصل به وهو مقدر مبتدأ، وذلك أنَّك إذا قدرت مثل الفعل الذي يوصل الجار إلى ذلك وتعلقه به وجب أن يكون ذلك الفعل خبره، وإذا كان خبره كان ذلك مبتدأ، إذ لا متصل للفعْل [[في (ظ): (إذْ لا يتصل الفعل)، وفي (د): (إذ لا يتصل للفعل).]] بقوله ذلك إلا من هذه الجهة، واتصاله به يخرجه عن أن يكون خبرًا [فإذا لم يجز أن يكون موضع "ذلك" رفعًا على أنه خبر مبتدأ] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).]] وجب أن يكون موضعه رفعًا على أنه مبتدأ، والجار مع المنجر به في موضع خبره لا يجوز غير ذلك [["الإغفال" لأبي علي الفارسي 2/ 1044 - 1047.]]. وأما معنى الآية فهو أن يقول: فعل الله ذلك -يعني ما ذكر من ابتداء الخلق وإحياء الأرض، ذلك الذي ذكر فعله [[ي (ظ)، (د)، (ع): (فعل الله).]] الله بأنه هو [[هو: ليست في (ظ)، (د)، (ع).]] الحق أي: ذو الحق. يعني أنَّ جميع ما يأمر به ويفعله هو الحق لا الباطل كما يأمر به الشيطان من الباطل. قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى﴾ أي: وبأنه يحي الموتى. والمعنى أحيا الأرض وفعل ما فعل بقدرته على إحياء الموتى وبأنه قادر على ذلك، وقادر على كل [[(كل): ساقطة من (ظ).]] ما أراد وهو قوله ﴿وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب