الباحث القرآني

ثم ذكر فضل المهاجرين وقال: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ قال الكلبي: من مكة إلى المدينة في طاعة الله. ﴿ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا﴾ تسوية بين حالتهم من القتل أو الموت على الفراش. ولهذا قال فضالة بن عبيد [[هو: فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس الأنصاري، الأوسي. صاحب رسول الله -ﷺ-، أسلم قديمًا، وشهد أحدًا وما بعدها، وشهد بيعة الرضوان. ولي الغزو لمعاوية، ثم ولي له قضاء دمشق، وكان ينوب عن معاوية في الإمرة إذا غاب. توفي سنة 53 هـ، وقيل بعدها. "طبقات ابن سعد" 7/ 401، "الاستيعاب" 3/ 1262، "أسد الغابة" 4/ 182، "سير أعلام النبلاء" 3/ 113، "البداية والنهاية" 8/ 78، "الإصابة" 3/ 201.]] ورأى جنازتين أحدهما قتيل والآخر متوفى-: ما أبالي من أي حفرتيهما بعثتُ. وقرأ هذه الآية [[رواه الطبري 17/ 194 - 195 وابن أبي حاتم (كما في "تفسير ابن كثير" 3/ 232) عن فضالة. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 71 وعزاه لا بن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.]]. قوله تعالى: ﴿لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا﴾ قال ابن عباس: يريد لا انقطاع له [[ذكر البغوي 5/ 396 هذا القول ولم ينسبه لأحد.]]. وقال السدي: هو رزق الجنة [[انظر: "الدر المنثور" 6/ 71.]]. وقرئ قوله ﴿ثُمَّ قُتِلُوا﴾ بالتخفيف والتشديد [[قرأ ابن عامر: "قتلوا" مشددة التاء، وقرأ الباقون: "قتلوا" خفيفة التاء. "السبعة" ص 439، "المبسوط" لابن مهران ص 258، "النشر" 2/ 327.]]. فالتخفيف يكون للكثير [[في (د)، (ع): (للكثرة).]] والقليل، والتشديد حسن؛ لأنهم قد أكثر فيهم القتل في وجوه توجهوا إليها [[هذا كلام أبي على في "الحجة" 5/ 284. وانظر: "إعراب القراءات وعللها" لابن خالويه 2/ 83، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 481.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب