الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ﴾ الكلام في (بوأنا) قد سبق في مواضع منها قوله: ﴿تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 121] وقوله: ﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ﴾ [يونس: 93]. وقوله ﴿لِإِبْرَاهِيمَ﴾ أدخل اللام ولم يدخلها في ﴿بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [[في (أ): (بوأنا بني إسرائيل).]]. وذكر الفراء فيه وجهين: أحدهما: أن اللام دخلت [[في (أ) زيادة: (على) بعد قوله (دخلت)، ولا معنى لها.]]؛ لأن المعنى: جعلنا [[انظر: "معاني القرآن" للفراء 2/ 223.]] [وكذلك [[في (أ): (ولذلك)، وهو خطأ.]] فسره ابن عباس [[ذكره عنه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 51 أ.]]. قال أبو إسحاق: جعلنا] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).]] مكان البيت مُبوَأً لإبراهيم [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 422.]]. وقال مقاتل بن حيان: هيأنا [[ذكره عنه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 51 أ.]]. وعلى هذا اللام من صلة معنى (بوأنا) لا من صلة لفظه [[في (ظ)، (د)، (ع): (لفظ).]]. الوجه الثاني [[(الثاني): ساقط من (ظ)، (د)، (ع).]]: أن اللام صلة للتأكيد كقوله: ﴿رَدِفَ لَكُمْ﴾ [النمل: 72] [["معاني القرآن" للفراء 2/ 223، وفيه: وإن شئت كان بمنزلة قوله: (قل عسى أن يكون ردف لكم) معناه: ردفكم.]]. وقال بعض أهل اللغة: تفسير ﴿بَوَّأْنَا﴾ هاهنا: بيّنا له مكان البيت، يدل على هذا ما ذكره السدي: أن الله لما أمره ببناء البيت لم يدر أين يبنى، فبعث الله ريحا خجوجا [[عند الطبري: يقال لها ريح الخجوج. والخجوج: هي الريح الشديدة المرأ والملتوية في هبوبها. "القاموس المحيط" 1/ 184.]]، فكنست له ما حول الكعبة عن الأساس الأول الذي كان البيت عليه قبل أن رفع [[في جميع النسخ: (رفع)، وفي "الوسيط" 2/ 266: يرفع.]] أيام الطوفان [[رواه الطبري 17/ 143 عنه دون قوله: الذي مكان البيت .. الطوفان. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 31 وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل. والله أعلم بصحة ذلك فهو من الإسرائيليات.]]. وقال الكلبي: بعث الله سحابة على قدر البيت في العرض والطول فيها رأسٌ يتكلم له لسان وعينان، فقامت بحيال [[بحيال: أي بإزاء. "الصحاح" للجوهري 4/ 1679 (حيل).]] البيت، وقالت: يا إبراهيم ابن علي قدري. فذلك قوله: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ﴾ [[انظر: "الدر المنثور" 6/ 30. والله أعلم بصحة ذلك.]]. وقال بعض أهل المعاني: ﴿بَوَّأْنَا﴾ أصله من (باء) إذا رجع [[ذكرهذا المعنى الطوسي في "التبيان" 7/ 274، والجشمي في "التهذيب" 6/ 173 من غير نسبة لأحد.]]، وتفسير ﴿بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ﴾ جعلنا مكان البيت له مبوأ يرجع إليه بعلامة، [وتلك العلامة] [[ما بين المعقوفين ساقط من (أ).]] ما ذكره السدي والكلبي. قوله تعالى ﴿أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا﴾ [قال الكلبي: لما فرغ إبراهيم من البيت، وطاف به أسبوعًا، أوحى الله إليه: أن يا إبراهيم لا تشرك بي شيئًا] [[ساقط من (ظ).]]. وعلى هذا في الكلام محذوف وهو: وأوحينا إليه، أو: وعهدنا إليه. ﴿أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا﴾ أي لا تعبد معي غيري. قال ابن عباس: وفي هذا رد على مشركي مكة؛ لأنهم كانوا يَدّعون أنهم [[(أنهم): ساقطة من (ظ)، (د)، (ع).]] على دين إبراهيم، فأخبر الله تعالى أنهم قد كَذَبُوا؛ لأن إبراهيم كان موحدًا قد أوحى [[في (ظ): (وأوحي).]] إليه: أن لا تشرك باللهِ شيئًا. وقال المبرد: معنى لا تشرك باللهِ شيئًا: وحد الله كأنه قيل له [[(له): ساقطة من (أ).]]: وحدني في هذا البيت. قوله ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ﴾ قال قتادة: من الشرك وعبادة الأوثان [[رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 34، والطبري 17/ 143.]]. وقال عبيد بين عمير: من الآفات والريب [[رواه الطبري 17/ 143.]]. وهذا مما سبق تفسيره في سورة البقرة [[انظر: "البسيط" عند قوله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ﴾ [البقرة: 125].]]. قوله: ﴿وَالْقَائِمِين﴾ يعني: المصلين [[في (ظ): (والمصلين).]] الذين هم قيام في صلاتهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب