الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَذَا الْكِفْلِ﴾ قال ابن عباس -في رواية عطاء [[(عطاء) ساقط من (أ)، (ت).]]: إن نبيا من أنبياء بني إسرائيل أوحى الله إليه: أني أريد قبض روحك، فأعرض ملكك علي بني إسرائيل، فمن يكفل لك أنه يصلي بالليل لا يفتر، ويصوم بالنهار لا يفطر، ويقضي بين الناس، ولا يغضب، فادفع ملكك إليه. ففعل ذلك، فقام شاب، فقال: أنا أتكفل لك بهذا. فتكفل ووفى به، فشكر الله تبارك وتعالى له، ونبأه [[في (أ، د): (مناه). وفي (ع): (مناه) مهملة. والتصويب من الوسيط والرازي وابن الجوزي.]] [[ذكره الرازي 22/ 210 - 211 منسوبًا إلى ابن عباس في رواية، وذكره البغوي في "تفسيره" 5/ 348 وابن الجوزي 5/ 380 ونسباه إلى عطاء. وقد روى ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 3/ 190 - 191 من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش عن ابن عباس: كان قاض في بني إسرائيل، فاحتضره الموت، فقال: من يقوم مقامي على أن لا يغضب، فذكر نحو القصة. قال ابن كثير 3/ 191: وهكذا روى عن عبد الله بن الحارث ومحمد بن قيس وأبي حجيرة الأكبر وغيرهم من السلف والله أعلم. وفي "الدر المنثور" 5/ 663: وأخرج ابن سعيد النقاش في كتاب القضاة عن ابن عباس، فذكر نحو هذه القصة.]]. وهذا قول مجاهد، وقتادة. وقال أبو موسى الأشعري: لم يكن نبيًّا، ولكنه كفل بصلاة رجل كان يصلي كل يوم مائة صلاة فتوفي [[وقع في المطبوع من الطبري 17/ 75: فوفى.]]، وكفل بصلاته؛ لذلك سمي ذا الكفل [[رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 27 عن معمر، عن قتادة قال: قال أبو موسى الأشعري، فذكره. ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري في "تفسيره" 17/ 75. ورواه الطبري 75/ 17 من وجه آخر عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن أبي موسى الأشعري، فذكره. وهذا رواية منقطعة؛ لأن قتادة لم يلق أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- وقد رواه موصولا ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 3/ 191 من طريق أبي الجماهر، أخبرنا سعيد بن بشير، حدثنا قتادة، عن كنانة بن الأخنس قال: سمعت أبا موس الأشعري فذكره بنحوه. وفي سندها سعيد بن بشير الأزدي ضعفه الإمام أحمد وابن معين وابن المديني والنسائي وأبو داود وقال فيه ابن نمير: منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات. وقال الساجي: حدث عن قتادة بمناكير. وقال ابن حبان: كان ردئ الحفظ، فاحش الخطأ، يرويَ عن قتادة مالا يتابع == عليه. انظر: "تهذيب التهذيب" لابن حجر 4/ 8 - 10. وبالجملة فهذه الرواية عن أبي موسى ضعيفة. والله أعلم. والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 664 وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر. قال أبو حيان في "البحر" 6/ 334: وقيل في تسميته ذا الكفل أقوال مضطربة لا تصح.]]. قال الحسن: ذو الكفل نبي اسمه ذو الكفل [[ذكره الماوردي في "النكت والعيون" 3/ 464، وابن الجوزي في "زاد المسير" 5/ 379، والقرطبى 11/ 328. قال ابن كثير 3/ 190: وأما ذو الكفل فالظاهر من السياق أنه ما قرن مع الأنبياء إلا وهو نبي.]]. وقوله تعالى: ﴿كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ قال ابن عباس: يريد على طاعة الله، وعن معاصي الله [[ذكره ابن الجوزي 5/ 380 ولم ينسبه لأحد.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب