الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ﴾ اللَّبُوس [[(اللبوس) ساقطة من (د)، (ع).]]: الدرع. فكل [[في (د)، (ع): (فهو كل).]] شيء لبسته فهو لَبُوس، قال الشاعر [[هو بيهس الفزاري، وكان سابع سبعة إخوة، فأغار عليهم أناسٌ من بني أشجع، وهم في أبلهم، فقتلوا منهم ستة، وبقي منهم بيهس، وإنما تركوه لأنه كان يُحمق، فتركوه احتقارا له، ثم إنه مر يومًا بنسوة من قومه يصلحن امرأة منهن يردن أن يهدينها لبعض من قتل إخوته، فكشف عن دبره، وغطى رأسه، فقلن: ويحك، أي: شيء تصنع؟ فقال: ألبس لكل حالة لبُوسها ... إما نعيمها وإما بُوسها و"الخبر في الفاخر" للمفضل بن سلمة ص 62 - 63، "لسان العرب" 6/ 202 - 203 (لبس). والبيت أيضًا في: "إصلاح المنطق" لابن السكيت ص 333 من غير نسبة لأحد، "شرح أبيات سيبويه" للسيرافي 2/ 393، "تاج العروس" للزبيدي 16/ 466 (لبس).]]: الْبَسْ لكلِّ حالة لَبُوسَها هذا أصله. وهو فعول بمعنى: مفعول، كالركوب والحلوب ثم جعلت [[في (د)، (ع): (جعل).]] اسمًا للدرع؛ لأنها تُلْبَس [[انظر (لبس) في "تهذيب اللغة" للأزهري 12/ 443، "الصحاح" للجوهري 3/ 974، "لسان العرب" لابن منظور 6/ 202 - 203.]]. قال قتادة: أول من صنع الدروع داود، وإنما كانت صفائح، فهو أول من سردها [[سردها بتخفيف الراء وتشديدها: نسجها بإدخال الحلق بعضها في بعض وثقبها. انظر: "الصحاح" للجوهري 2/ 487، (سرد) "لسان العرب" لابن منظور 3/ 211 (سرد)، "تاج العروس" للزبيدي 8/ 186 - 187 (سرد).]] وحلَّقها [[ذكره الثعلي في "الكشف والبيان" 33/ 3 ب، بهذا اللفظ. وقد رواه عبد == الرزاق في "تفسيره" 2/ 27، والطبري 17/ 55 من قوله (كانت صفائح).]]. فجمعت الخفة [[في (أ): (الحلقة)، وهو خطأ.]] والتحصين [[قوله: فجمعت الخفة والتحصين. هذا كلام الزجاج في "معانيه" 3/ 400.]]. وقوله تعالى: ﴿لِتُحْصِنَكُمْ﴾ أي: ليحرزكم [[الطبري 17/ 55، و"الكشف والبيان" للثعلبي 3/ 33 ب.]] وقال ابن عباس: ليمنعكم [["تنوير المقباس" ص 203.]]. يعني اللبوس وقال الزجاج: ويجوز ليحصنكم الله [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 400.]]. [قال أبو علي] [[ساقط من (ع).]]: ويجوز [[في (د): (فيجوز).]] أن يكون داود، ويجوز أن يكون التعليم يدل عليه علمناه [[في (د)، (ع): (ما علمناه)، وهو خطأ.]]. ومن قرأ بالنون [[في (د)، (ع): (بالتنوين). وهو خطأ.]] [[قرأ أبو بكر عن عاصم: (لتحصنكم) بالنون، وقرأ ابن عامر، وحفص عن عاصم: (لتحصنكم) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء. "السبعة" ص 430، "التبصرة" ص 264، "التيسير" ص 155.]] فلتقدم قوله: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ﴾، ومن قرأ (بالتاء) حمله على المعنى؛ لأن اللبوس الدرع [["الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 258 مع تقديم وتأخير. وانظر: "علل القراءات" للأزهري 2/ 408 - 409، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 469، "الكشف" لمكي 2/ 112.]]. وقوله تعالى: ﴿مِنْ بَأْسِكُمْ﴾ أي من حربكم [["الكشف والبيان" للثعلبي 3/ 33 ب.]]. وقال السدي: من وقع السلاح فيكم [[ذكره السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 650.]]. ووقع السلاح حرب. وقال ابن عباس: من السيف والسهم والرمح [[ذكره الماوردي في "النكت والعيون" 3/ 460، والقرطبي 11/ 320 عن ابن عباس بلفظ: من سلاحكم. وانظر: "تنوير المقباس" ص 203.]]. وعلى هذا التقدير: من آلة بأسكم. فحذف المضاف. وقوله تعالى: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ﴾ يريد فهل أنتم يا معشر أهل [[في (د)، (ع): (يا معشر قريش).]] مكة ﴿شَاكِرُونَ﴾ يعني بطاعة الرسول وتصديقه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب