الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا﴾ هذا جواب لقولهم: ﴿هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ [الأنبياء: 3] [[هذا قول الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 228.]]. يقول الله: لم نرسل قبل محمد إلا رجالا من بني آدم، لا ملائكة. ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ قال الحسن، وقتادة، والكلبي: يعني أهل التوراة والإنجيل [[ذكره عن الحسن وقتادة: الطوسي في "التبيان" 7/ 205، والحاكم الجشمي في "التهذيب" 6/ 137 ب، والماوردي في "النكت والعيون" 3/ 438. ورواه الطبري 17/ 5، عن قتادة. ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 22 عن الكلبي قال: يعني أهل التوراة.]]. وقال السدي: يعني اليهود والنصارى [[ذكره السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 132، وعزاه لابن أبي حاتم. ذكره عند قوله تعالى ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ﴾ [النحل: 43].]]. يقول [[في (ت): (بقوله).]]: سلوهم هل جاءهم إلا رجال [[في (أ): (رجالاً).]] يوحى إليهم. ﴿إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ أن الرسل بشر. وأنكر قوم هذا التفسير، وقالوا: لا يجوز مراجعة اليهود والنصارى في شيء، وقالوا: المراد بأهل الذكر من آمن منهم بمحمد -ﷺ-. وهو قول ابن عباس في رواية عطاء قال: يريد أهل التوراة الذين آمنوا بالنبي -ﷺ- [[روى الطبري 14/ 109 من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: يعني أهل الكتب == الماضية، وروي أيضًا 14/ 109 من طريق مجاهد قال: إن محمدًا رسول الله في التوراة والإنجيل.]]. وقال ابن زيد: يعني [[(يعني): ساقطة من (د)، (ع).]]: فاسألوا المؤمنين العالمين من أهل القرآن. قال: وأراد بالذكر هاهنا القرآن [["الكشف والبيان" للثعلبي 3/ 28 أ. ورواه الطبري 17/ 5 مختصرًا. وقد رد ابن عطية -رحمة الله- هذا القول، فقال في "المحرر الوجيز" 10/ 127: الذكر هو كل ما يأتي من تذكير الله عباده، فأهل القرآن أهل ذكر، وأما المحال على سؤالهم في هذه الآية فلا يصح أن يكونوا أهل القرآن في ذلك الوقت: لأنهم كانوا خصومهم. كما استبعده الرازي، فقال في "التفسير الكبير" 22/ 144: وهو بعيدة لأنهم كانوا -يعني المشركين- طاعنين في القرآن وفي الرسول -ﷺ-.]]. وقال أبو إسحاق: هذا السؤال إنما يكون لمن [[في (أ): (ممن)، وهو خطأ.]] كان مؤمنا من أهل الكتاب لأن القبول من أهل الصدق والثقة [["معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 3/ 385 وفيه: لأن القول يكون .. وفيه أيضًا أهل الكتب.]]. هذا قول هؤلاء. والوجه القول الأول [[وبه قال الطبري، والبغوي، وابن عطية، والرازي، وابن كثير وغيرهم، واستظهره أبو حيان. قال ابن عطية: وإنما أحيلوا على سؤال أحبار أهل الكتاب من حيث كانوا موافقين لهم على ترك الإيمان بمحمد -ﷺ- فتجيء شهادتهم -بأن الرسل قديمًا من البشر لا مطعن فيها- لازمة لكفار قريش. انظر: "الطبري" 17/ 5، و"معالم التنزيل" 3/ 311، و"المحرر الوجيز" 10/ 127، و"التفسير الكبير" 22/ 144، و"البحر المحيط" 6/ 298، و"تفسير ابن كثير" 3/ 174.]]؛ لأن الله تعالى أمر المشركين بهذا السؤال لا المسلمين وهم إلى تصديق من لم يؤمن بالنبي -ﷺ- من أهل الكتاب أقرب منهم إلى تصديق من آمن. واليهود والنصارى لا ينكرون أن الرسل كانوا بشرا وإن أنكروا نبوة محمد -ﷺ-. وهذا السؤال مختصّ بالكفار [[في (أ)، (ت): (الكفارة)، هو خطأ.]] في هذه المسألة فقط. فأما المسلمون فلا يجوز لهم مراجعة أهل الكتاب في شيء من الدين [[انظر: "التفسير الكبير" للرازي 22/ 144.]]. وهذه الآية بعينها قد مضت في سورة النحل [[في سورة النحل: 43.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب