الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ﴾ قال مجاهد: هداه [[رواه سفيان الثوري في "تفسيره" ص 201، 202، والطبري 17/ 16. وذكره السيوطيِ في "الدر المنثور" 6/ 635 بلفظ هديناه. وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.]] ونحوه قال الزجاج [[انظر: "معاني القرآن" للزجاج 3/ 395.]]، والفراء [[انظر: "معاني القرآن" للفراء 2/ 206.]]، واعتبرا [[في (أ): (واعتبروا).]] بقوله: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا﴾ [السجدة: 13]. وقوله تعالى: ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ أي من قبل موسى وهارون [[وهذا مروي عن ابن عباس، والضحاك. انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي 5/ 357، والرازي 22/ 180. قال السمين الحلبي في "الدر المصون" 8/ 167: وهذا أحسن ما قدر به المضاف إليه.]]. وقال [[في (ع):) قال).]] مجاهد: أي: هديناه صغيرًا [[رواه سفيان الثوري في "تفسيره" ص 201، 202 بلفظ: هداه صغيرا، ورواه الطبري 17/ 36، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 635 وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.]]. وهذا قول المفسرين [[انظر: "الكشف والبيان" للثعلبي 3/ 30 ب.]]، وا ختيار الفراء [[انظر: "معاني القرآن" للفراء 2/ 206.]] والزَّجَّاج [[انظر: "معاني القرآن" للزجاج 3/ 395.]]، قالوا: آتيناه هداه حَدَثًا. وعلى هذا التقدير: من قبل بلوغه [[ذكره ابن الجوزي 5/ 356 من رواية أبي صالح عن ابن عباس، وحكاه الرازي 22/ 180 عن مقاتل. قال أبو حيان في "البحر" 6/ 320: وأبعد من ذهب إلى أن القدير: من قبل بلوغه، أو من قبل نبوته، .. ، أو من قبل محمد -ﷺ-؛ لأنها محذوفات لا يدل على حذفها دليل، بخلاف: من قبل موسى وهارون، لعدم ذكرهما وقربه.]]. يعني: حين كان في السَّرَب [[السرب (بفتحتين): حفير تحت الأرض، وقيل: بيت تحت الأرض. "لسان العرب" لابن منظور 1/ 466 (سرب). وما ذكره الواحدي هنا هو كلام الفراء في "معانيه" 2/ 206. وهذا القول معتمد على روايات خلاصتها: أن إبراهيم حين ولد خيف عليه من ملك زمانه وكان ذلك الملك قد أخبره منجموه أن ولدًا يقال له إبراهيم يولد في شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا يفارق دين الملك ويكسر الأصنام، فكان الملك يقتل كل غلام يولد في ذلك الشهر من تلك السنة، فجعل في سَرَب، فبقى في ذلك السرب خمسة عشر شهرًا، ثم قال لأمه أخرجيني، فلما خرج من ذلك السرب أراه الله ملكوت السموات والأرض، كما قصه الله في سورة الأنعام. انظر: "الطبري" 11/ 474، 480 - 483. وهذه الرواية لا صحة لها، وليس لها ما يعضدها من كتاب أو سنة صحيحة، بل متلقاة عن بني إسرائيل. قال ابن كثير -رحمه الله- في "تفسيره" 3/ 181: وما يذكر من الأخبار عنه من إدخال أبيه له في السرب -وهو رضيع- وأنه خرج به بعد أيام، فنظر إلى الكوكب والمخلوقات فتبصر فيها وما قصه كثير من المفسيرين وغيرهم، فعامتها أحاديث بني إسرائيل فما وافق منها الحق مما بأيدينا عن المعصوم قبلناه لموافقته الصحيحة وما خالف شيئًا من ذلك رددناه، وما ليس فيه موافقة ولا مخالفة لا نصدقه ولا نكذبه بل نجعله وقفًا، وما كان من هذا الضرب منها فقد رخص في من السلف في روايته، وكثير من ذلك مما لا فائدة ولا حاصل له مما ينتفع به في الدين، ولو كانت فائدته تعود على المكلفين لبينتهُ هذه الشريعة الكاملة.]]، ألهمناه الرشد والهدى حتى عرف الحق من الباطل. ﴿وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ﴾ أي: نعلم [[(نعلم): ساقطة من (د)، (ع).]] أنَّه موضع لإيتاء [[في (أ): (لإتنا)، وهو خطأ.]] الرشد، وأنه يصلح للنبوة [[قال ابن عطية في "المحرر" 10/ 161: وهذا نحو قوله تعالى: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام: 124].]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب