الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ﴾ يقال: نفحت الرائحة تنفح نفحًا ونفوحًا، وله نفحة طيبة ونفحة خبيثة، ونفحت الدابة إذا رمحت برجلها، ونفحه بالسيف إذا تناوله شزرًا [[في (ع): (شررًا). ومعنى تناوله شزرًا: أي: تناوله بالسيف من بعيد ومال بطعنه يمينا أو شمالا فذهب به عن الوجه وأصاب طرفا منه. انظر: "الصحاح" 2/ 697 (شزر)، 1/ 412 (نفح)، "لسان العرب" 4/ 454 - 405 "شزر".]]، ونفحه بالمال نفحًا، وله نفحات من المعروف أي: دفعات [["تهذيب اللغة" للأزهري 5/ 11 - 112 (نفح) منسوبًا إلى الليث، إلا أن فيه (نفح الطيب) بدل (نفحت الرائحة) كما هنا. وهو في "العين" 3/ 249 (نفح) مع اختلاف يسير جدًّا.]]. هذا معنى النفح في اللغة، ثم يقال: نفحة الريح، ونفحة الدم: أول [[في (د): (أوفورة)، وفي (ع): (أي: فورة)، والصواب ما أثبتنا، وهو الموافق لما في "تهذيب اللغة".]] فورة منه [["تهذيب اللغة" للأزهري 5/ 113 (نفح) منسوبًا إلى خالد بن جنبة من رواية شمر عنه. وانظر: (نفح) في "الصحاح" 1/ 412 - 413، "لسان العرب" 2/ 622 - 623.]]. قال أبو إسحاق: أي: مسهم [[في (د)، (ع): (مستهم).]] أدنى شيء من العذاب [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 393.]]. وقال المبرد: النفحة: الدفعة [[في (د)، (ع): (الوقعة).]] من الشيء التي دون معظمه. يقال: نفحه نفحة بالسيف للضربة الخفيفة. وهذا موافق لقول ابن عباس في "تفسيره" ﴿نَفْحَةٌ﴾ قال: طرف [[ذكره عنه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 30 أ، والبغوي 5/ 321، وابن == الجوزي 5/ 354، والقرطبي 11/ 293، وأبو حيان في "البحر" 6/ 316.]]. وقال ابن كيسان: قليل [[ذكره عنه الثعلبي 3/ 30 أ، والقرطبي 11/ 293.]]. وقال ابن جريج: نصيب [[ذكره عنه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 30 أ، والبغوي 5/ 321، والقرطبي 11/ 293، وأبو حيان في "البحر" 6/ 316.]]. من قولهم: نفحه من ماله إذا أعطاه. وقال غيره: أي الدفعة اليسيرة [[ذكره القرطبي 11/ 293 من غير نسبة لأحد. والأقوال المذكورة في تفسيره "نفحة" لا يعارض بعضها بعضًا فهي اختلاف تنوع لا تضاد.]]. ومعنى الآية: لئن أصابهم طرف من العذاب؛ لأيقنوا [[في (د)، (ع): (لا يعر)، مهملة.]] بالهلاك، ودعوا على أنفسهم بالويل، مع الإقرار بأنهم ظلموا أنفسهم بالشرك وتكذيب محمد -ﷺ-.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب