الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾ الاصطناع: اتخاذ الصنيعة وهي الخير تسديه إلى الإنسان، وهذا افتعال من الصنع [[انظر: "تهذيب اللغة" (صنع) 2/ 2065، "القاموس المحيط" (صنع) ص 738، "الصحاح" (صنع) 3/ 1245، "لسان العرب" (صنع) 4/ 2508.]]. قال الشاعر [[البيت لهذيل الأشجعي. انظر: "تهذيب اللغة" (صنع) 2/ 2065، "الكامل" 2/ 123.]]: فَإذا اصْطَنَعْتَ صَنِيعَة فَاقْصد بِها ... الله ولِذَوي القَرَابة أَودَع ومعنى ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾ قال ابن عباس: (يريد اصطنعتك لوحيي ورسالتي) [["زاد المسير" 5/ 286، "القرطبي" 11/ 198،"روح المعاني" 16/ 193.]]. وقال الكلبي [[في (س): (قال الكلبي: تقول اخترتك).]]: (اخترتك بالرسالة لنفسي، لكي تحبني وتقوم بأمري) [[ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" 16/ 168، "معالم التنزيل" 5/ 274، "زاد المسير" 5/ 286، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 170، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 199.]]. قال أهل المعاني: (معنى ﴿لِنَفْسِي﴾ لتتصرف بإرادتي ومحبتي). وجاز ﴿لِنَفْسِي﴾ بمعنى لمحبتي؛ لأن المحبة أخص شيء بالنفس، فحسن أن يجعل ما اختص بها مختصًّا بالنفس على هذا الوجه. وهذا معنى قول ابن عباس: (لوحيي ورسالتي) [["زاد المسير" 5/ 199، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 198 "روح المعاني" 16/ 193.]]. لأن تبليغه الوحي وقيامه بأداء الرسالة تصرف على إرادة الله تعالى ومحبته [[قال ابن أبي العز في "شرح العقيدة الطحاوية" 1/ 264: وأما لفظ الأركان والأعضاء والأدوات فيستدل بها النفاة على نفي بعض الصفات الثابتة بالأدلة القطعية كاليد والوجه قال أبو حنيفة: (له يد ووجه ونفس كما ذكر تعالى في القرآن من ذكر اليد والوجه والنفس فهو له صفة بلا كيف) فالألفاظ الشرعية صحيحة المعاني سالمة من الاحتمالات الفاسدة، فلذلك يجب أن لا يعدل عن الألفاظ الشرعية نفيًا ولا إثباتًا لئلا يثبت معنى فاسد أو ينفى معنى صحيح وكل هذه الألفاظ المجملة عرضة للمحق والمبطل. وقال ابن كثير في "تفسيره" 3/ 170: أي: اصطفيتك واجتبيتك رسولاً لنفسي أي: كما أريد وأشاء. انظر: "الفقه الأكبر" ص 36، "تيسير الكريم الرحمن" 5/ 158، "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى".]]. وقال بعضهم: (معنى ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾: اخترتك بالإحسان إليك لإقامة حجتي) [["المحرر الوجيز" 10/ 32، "روح المعاني" 16/ 193.]]. أي: لتتكلم عني وتبلغ عني وتقيم حجتي على خلفي. وهذا ظاهر في معنى لنفسي، وقد كشف عنه أبو إسحاق فقال: (تأويله: اخترتك لإقامة حجتي، وجعلتك بيني وبين خلقي حتى صرت في الخطاب عني والتبليغ عني بالمنزلة التي أكون أنا بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم) [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 365.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب